تواردت ردود الأفعال الدولية بعد دخول القوات الروسية شبه جزيرة القرم، وتفويض البرلمان الروسى الرئيس بوتن، لإرسال قوات روسية لشبه الجزيرة، لحماية مصالح موسكو.
فمن جانبه، حذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، مساء أمس السبت، موسكو من أن نشرها قوات روسية فى أوكرانيا يهدد "السلم والأمن" الإقليميين وسيكون "تأثيره عميقا" على العلاقات الأمريكية - الروسية.
وقال كيرى فى بيان، إنه ما لم تتخذ روسيا إجراءات فورية وحسية، لتخفيف حدة التوتر، فإن تأثير ذلك سيكون عميقا على العلاقات الأمريكية – الروسية، وكذلك أيضا على مكانة روسيا على الساحة الدولية".
وأجرى الرئيس الأمريكى باراك أوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسى فلاديمير بوتن استغرق 90 دقيقة، حيث أعرب أوباما عن قلقه البالغ إزاء انتهاك روسيا الواضح لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكى انتهاكا للقانون الدولى بما فى ذلك التزام روسيا بميثاق الأمم المتحدة واتفاقية القواعد العسكرية المبرمة مع أوكرانيا عام 1997.
وأعلن البيت الأبيض أمس السبت أن الرئيس أوباما طالب خلال الاتصال الهاتفى روسيا بالعمل على عدم التصعيد من خلال سحب قواتها إلى قواعدها فى شبه جزيرة القرم التى تتمتع بحكم ذاتى وتجنب التدخل فى أى مكان آخر من أوكرانيا.
وأكد البيت الأبيض إدانة الولايات المتحدة للتحرك العسكرى الروسى فى أوكرانيا، ووصفه بأنه انتهاك للقانون الدولى، مما قد يضر بموقف روسيا الدولى ويؤدى إلى عزلة سياسية واقتصادية.
وقال أوباما إن الولايات المتحدة تعترف بالعلاقات التاريخية والثقافية التى تربط بين روسيا وأوكرانيا والحاجة إلى حماية حقوق الجماعات العرقية الروسية والأقليات الموجودة فى أوكرانيا.
وأوضح أوباما للرئيس الروسى أن الدخول فى حوار مباشر مع الحكومة الأوكرانية وإرسال المراقبين الدوليين تحت إشراف الأمم المتحدة أو منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا هو السبيل المناسب لمعالجة أى قلق روسى إزاء معاملة الروس والأقليات فى أوكرانيا.
وتباحث الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس السبت فى اتصالين هاتفيين مع كل من نظيره الفرنسى فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر فى التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا الذى أعرب القادة الثلاثة عن "قلقهم العميق" إزاءه، كما أعلن البيت الأبيض.
وقالت الرئاسة الأمريكية فى بيان إنه خلال هاتين المكالمتين، اتفق القادة على أن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها يجب أن تحترم، وقرروا البقاء على اتصال وثيق حول هذا الملف.
قال رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر إن كندا ستستدعى سفيرها لدى روسيا، للتشاور بشأن الأزمة فى أوكرانيا، وستجمد الاستعدادات للمشاركة فى اجتماع قمة مجموعة الثمانى فى سوتشى.
وقال هاربر الذى تحدث فى وقت سابق مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إن كندا أدانت التدخل الروسى فى أوكرانيا بأقوى العبارات الممكنة.
وقال هاربر فى بيان صدر بعد اجتماع طارئ للحكومة الكندية، إن كندا علقت مشاركتها فى التحضير لاجتماع قمة مجموعة الثمانى المزمع حاليا عقدها فى سوتشى، ويجرى استدعاء السفير الكندى فى موسكو، للتشاور.
كما دعت الخارجية الأوكرانية، الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى، لاستخدام كافة الآليات المتاحة، للدفاع عن وحدة أراضى أوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكرانى المكلف رئيس البرلمان الكسندر تورتشينوف، قد أعلن فى وقت سابق الليلة أنه أمر بوضع القوات المسلحة الأوكرانية فى حالة التأهب القصوى بعد تفويض المجلس الأعلى للبرلمان الروسى (مجلس الاتحاد) الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوات المسلحة الروسية فى الأراضى الأوكرانية، حتى تستقر الأوضاع هناك.
أكد مجلس الأمن الدولى أمس أهمية سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أرضيها، وقالت رئيسة مجلس الأمن الدولى ومندوبة لوكسمبورج الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن أعضاء المجلس أعربوا فى جلستهم الطارئة حول الأزمة فى أوكرانيا، عن قلقهم البالغ إزاء تطور الأحداث الجارية، وشددوا على أهمية احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها الوطنى، وعلى جهود الوساطة الدولية لاحتواء الأزمة، وأيضا على جهود مبعوث الأمين العام إلى كييف روبرت سيرى.
وأضافت سفيرة لوكسمبورج لدى الأمم المتحدة، التى تتولى بلادها رئاسة أعمال المجلس لشهر مارس الجارى، أضافت قائلة فى تصريحاتها للصحفيين "إن أعضاء المجلس دعوا جميع الأطراف المعنية بالأزمة فى أوكرانيا إلى إجراء حوار شامل يعكس تنوع المجتمع الأوكرانى، وإلى ضرورة منع التصعيد".
وحول عدم إلقاء مندوبى روسيا والصين لكلمتى بلديهما خلال جلسة المشاورات التى عقدها المجلس أمس، قالت رئيسة مجلس الأمن إنها لا تود الحديث بالنيابة عن المندوب الروسى، مؤكدة أن انعقاد الجلسة يتفق تماما مع الإجراءات المرعية فى المجلس.
وتابعت قائلة "يمكن سؤال المندوب الروسى عن سبب غضبه، لكننى أريد أن أقول إن المجلس عقد أمس جلسة مهمة حول الأزمة فى أوكرانيا، ولم تتم مناقشة دعوة روبرت سيرى المستشار الخاص للأمين العام للحديث أمام المجلس حول جهود الوساطة التى يقوم بها، لتهدئة الوضع الحالى فى أوكرانيا.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت تصريحاتها تعكس اتفاقا بين جميع أعضاء المجلس، وعما إذا كان يمكن اعتبارها بيانا صحفيا صادرا بالإجماع من قبل ممثلى الدول الأعضاء، قالت رئيسة مجلس الأمن "لقد قدمت لكم عرضا لم تتم مناقشته على طاولة المجلس".