ماذا حدث للكرة الإنجليزية ؟ .. ولماذا إنفردت أنديتها الكبرى الثلاث حتى الأمس بأنها تلقت الهزائم الفادحة سواء على أرضها او خارجها في ذهاب دور ال16 لدوري أبطال الأوروبي ؟
■■ الكثيرون إستغربوا إستسلام مانشستر سيتي للخسارة في عقر داره بملعب الإتحاد أمام برشلونة بهدفين مقابل لا شيء ، ومبعث الإستغراب أن الفريق الإنجليزي يحقق نتائج خرافية في الدوري الإنجليزي ويبدو مدججاً بالنجوم وأصحاب الحلول المؤدية إلى التهديف وإحراز الانتصارات ، وإذا كان الفريق السماوي الملقب بالسيتيزن قد لعب بحذر وإحترام مبالغ فيه وإكتفى بالتراجع ومراقبة نقلات التيكي تاكا الشهيرة بالبارسا وإنتهى الأمر بقبوله بالخسارة على ملعبه، فماذا سيفعل في ملعب منافسه الكبير بالاستاد الشهير الكامب نو ؟
والأمر كان متشابهاً إلى حد كبير في لقاء أرسنال مع بايرن ميونيخ في العاصمة لندن وعلى ستاد الإمارات الشهير.. وتجرع الفريق اللندني من الكأس التي شرب منها السيتي وخسر بهدفين نظيفين ونجا من خسارة أكبر !
■■ وقد يكون صحيحاً أن البايرن حالياً بقيادة جوارديولا قد يكون أقوى أندية القارة وهو حامل لقب دوري الأبطال ، ولكن فريق المدفعجية بقيادة فينجر يؤدي واحد من أفضل مواسمه طوال العقد الماضي ، وكان متصدراً البريميير ليج معظم وقت المسابقة من بدايتها ، ولم يكن في خيال الخبراء ولا الجماهير أن يستسلم أيضا فريق المدفجية بسهولة ويفشل في التماسك حتى بالتعادل او تسجيل هدف شرفي ، وبالطبع ستكون المهمة بالغة الصعوبة في مباراة الإياب للأرسنال كما هي للسيتي .
■■ ولكن هل كان غريبا أن يخسر مانشستر يونايتد مساء الأمس أمام الفريق اليوناني أولمبياكوس بهدفين أيضا ؟ ربما لا يكون الأمر مفاجئاً بدرجة كبيرة في ظل الحالة السيئة للشياطين الحمر طوال الموسم الكابوس بصحبة المدرب الجديد ديفيد مويس الذي نال الفريق على يديه ثمانية هزائم في الدوري بعضها أمام فرق المؤخرة مثل ستوك سيتي ووست بروميتش وتقهقر للمركز السادس بفارق 15 نقطة عن المتصدر، وأمله الوحيد إحتلال مركز يؤهله للمشاركة الأوروبية في الموسم القادم بعد أن خرج أيضا من بطولتي كأس الرابطة وكأس الإتحاد .. ورغم أن المان يونايتد لم يخسر أي مباراة في دوري المجموعات ، وكان يأمل نجومه روني وفان بيرسي أن يعودوا بفوز من العاصمة اليونانية ، فعاقبهم المضيف بهدفين ضاعفوا جراح الفريق الإنجليزي الكبير .
■■ ورغم ما سبق من كوارث الخسارة في مباراة الذهاب ، فإن المعايير الفنية وخبرة الثلاثي الإنجليزي تؤهلهم لمواجهات صلبة في مرحلة الإياب ، ولن يكون السيتي صيدا سهلا للبارسا في الكامب نو ، ولن يتنازل المدفعجية عن المقاومة ومحاولة قلب الأوضاع امام البايرن في اليانز ارينا بمدينة ميونيخ رغم كتيبة النجوم بقيادة جوارديولا ، أما الشياطين الحمر ، فربما تكون هذه فرصة أخيرة للفريق ونجومه الكبار لمصالحة الجماهير وفرصة للمدرب مويس للحفاظ على ماء وجهه والخروج من دائرة المطالبات المتزايدة بالتخلص منه بعد أن جلب الفشل معه للفريق الكبير الذي كان فخوراً بإنتصاراته والقابه وعروضه المشرفه مع السير اليكس فيرجسون طوال السنوات الأخيرة .
■■ وربما يبقى فريق تشيلسي الذي سيخوض اليوم مباراة دور ال16 خارج ملعبه في تركيا أمام جالاطا سراي ، هو الأمل الباقي للكرة الإنجليزية للحفاظ على بعض سمعتها وماء وجهها ولكن يبقى اللعب في تركيا مثيراً لرعب بعض الفرق الإنجليزية، وسيحاول مورينيو إنتهاز الفرصة لتحقيق النتيجة الأفضل للأندية الإنجيزية في دور ال16 لدوري الأبطال ، ليستغلها في حربه النفسية لتحطيم أعصاب منافسيه في صدارة البريمييرليج !
■■ الظاهرة الغريبة في مباريات ذهاب دور ال16 هي تحقيق معظم الفرق الزائرة الفوز خارج ملاعبها ، ومع برشلونة وبايرن ميونيخ اللذين فازا في الملاعب الإنجليزية على السيتي والارسنال ، فاز أتليتكومدريد على الميلان في ايطاليا بهدف ، وإكتسح باريس سان جيرمان منافسه الالماني باير ليفركوزين بالأربعة في عقر داره ، كما فاز دورتموند الالماني خارج ملعبه أيضا على زينيت الروسي 4/2 وربما تشهد أخر مباراتين مساء اليوم في دور ال16 إستمرار الظاهرة ، والأمر مناط بريال مدريد مع شالكة الالماني ، والبلوز مع جالاطا سراي .. وربما من الأفضل أن ننتظر لنرى هل يتكرر الأمر وتصبح الظاهرة مؤكدة وبالتالي مرشحة لردود فعل قوية في مباريات الإياب ؟