وسط مشاركة دولية حاشدة, وفي أول جنازة رسمية لزعيم في القرن الإفريقي منذ82 عاما, شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس المراسم الرسمية لجنازة رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ميليس زيناوي ..
في حضور أكثر من20 رئيس دولة وحكومة و27 وفدا رفيع المستوي وأكثر من700 ممثل لمختلف دول العالم. وشاركت مصر في الجنازة بوفد رفيع المستوي برئاسة الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء. وكان قنديل قد أعرب في بيان عن خالص عزاء مصر للشعب الإثيوبي لفقدان زعيم إفريقي كبير له رؤية ثاقبة. وعلي صعيد العلاقات المصرية ـ الإثيوبية, أكد السفير المصري لدي إثيوبيا محمد إدريس أن هذه الزيارة من المنتظر أن تشهد أول لقاء مصري ـ إثيوبي رفيع المستوي عقب رحيل زيناوي.
وشارك في المراسم كذلك عدد كبير من زعماء الدول, من بينهم الرئيس السوداني ورئيس جنوب السودان والرئيس التنزاني ورئيس بنين ورئيس جنوب إفريقيا ورئيس نيجيريا ورئيس جيبوتي والرئيس الأوغندي ورئيس ادارة أرض الصومال, إضافة إلي وفد أمريكي برئاسة المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ووفد صيني كبير وممثلون من دول أوروبا.
ومن ناحيته, رحب رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد ـ47 عاما ـ بالقادة المشاركين وهو يجلس بجوار نعش الزعيم الراحل, حيث أكد أن زيناوي لم يعمل فقط علي رفعة بلاده, ولكن علي رفعة القارة الإفريقية ككل, متعهدا بالعمل علي تحقيق كل مبادرات زيناوي واستمرار سياسات التغير التي كان يحلم بها. وأقيمت مراسم الجنازة في ساحة ميسكيل سكوير ميدان الصليب بوسط أديس أبابا, حيث تم نقل جثمان زيناوي إلي هناك في موكب عسكري, قبل نقله إلي القصر الوطني, ليواري الجثمان بعد ذلك الثري في كنيسة الثالوث الأقدس, وهو المكان الذي يدفن فيه قادة إثيوبيا العظماء وآخرهم الإمبراطور هيلا سيلاسي الذي دفن بها عام.2000
وكان زيناوي قد توفي في20 أغسطس الماضي عن عمر يناهز57 عاما بعد فترة علاج استغرقت أسابيع بأحد مستشفيات بروكسل بعد صراع مع المرض. ورأس زيناوي حزب الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا الحاكم وظل يتولي الحكم في البلاد منذ عام1991 بعد ان أطاح في انقلاب بنظام الحكم الشيوعي السابق والذي كان يتزعمه القائد الشيوعي لإثيوبيا مانجيستو هايلا ماريام.
وأشاد الزعماء الأفارقة خلال الجنازة بالزعيم الراحل ووصفوه بأنه بطل إفريقي نجح في تحرير بلاده من أيدي الطغيان, كما اعتبروه رمزا للأمل في القارة السمراء, مؤكدين أن العالم سيتذكره كبطل قومي لما حققه من إنجازات علي مدي تاريخه السياسي الطويل. كما اعتبروا وفاته خسارة كبيرة للقارة, حيث حرص علي الدفاع عن حقوقها في المنتديات الدولية.
وتعد هذه أول جنازة رسمية تشهدها إثيوبيا منذ82 عاما, عندما أقيمت جنازة الإمبراطورة زاوديتو في عام1930, حيث اعتادت بعدها السلطات الإثيوبية إخفاء نبأ وأسباب وفاة زعمائها خوفا من اندلاع صراعات علي السلطة بسبب الاضطرابات وحالة عدم الاستقرار التي عانت منها البلاد علي مدي تاريخها.