نظره سريعة الى التاريخ بين ان الثورات بدأت " عربية " وانتهت الى كوارث
تنجح الثورة وتأتى بنظام حكم استبداى رغم كل حسناته وكوارثه كالناصريه وما تبعها من " عسكره " الحاكم حتى مبارك وتفشل لتنتهى بتقسيم وشرذمه
عندما قامت الثورة العربية الاولى كان " العرب " لديهم مطالب بدولة مستقلة موحدة عن " الخلافة " العثمانية وانتهى الامر بتقسيم ما كان يسعى من قاموا بالثورة الى توحيده , وكانت سايكس بيكو ووعد بلفور ومؤتمر باريس نتاج لـ " غباء " من تصورو انهم قاموا بثورة على نظام الحكم الـ " اسلامى " , الذى انهار وانهارت معه سلطه مركزية حكمت المنطقة لقروون وتمزقت تركيا الخلافة ووزعت تركنها , وكان الفراغ الذى ملئه فيما بعد الانجليز والفرنسيين والامريكان واليهود .
كانت النوايا طيبة , لكن الطريق الى الجحيم مفروش دائما بالنوايا الحسنة .
ولان العرب " الشعوب " لا يقرأون ولا يفهمون وسرعان ما ينسون فلا ضير من تطبيق نفس السيناريو . القديم , الجديد , الـ " معدل "
نظم حكم مستبده سلطوية طبقية حكمت لعقود يسيطرعلى اغلبها عسكريين ورجال سياسة واعمال " فاسدين " واصحاب منافع ومصالح تحكم الشعوب بالقهر والاستبداد وتستنزف خيراتهم ولا تختلف كثيرا عن نظام الحكم التركى الذى ثارت عليه من قبل والتى آن لها ان تتحرر مره اخرى .
وتثور الشعوب وتسقط حكامها وتستمر الثورة مع تنامى النزعات الدينية والعرقية والقومية والحزبية حتى وتصل المجتمعات الى التفكك والتشرذم والتناحر بدوافع خارجية وبأيادى داخلية .............
وثارت شعوب " الربيع " وقامت بثورات من اجل تحرير اوطانها من نظم الحكم المنتفعه "العميلة " فى غالبيتها وهذه حقيقة لا يمكن انكارها ...........
فى 25 يناير استغلت مشاعر الغضب ضد النظام ه وانتهى الامر باسقاطه دون ان نعرف وماذا بعد و كان حال اخوانا فى تونس وليبيا ..........
ثم بدأت المرحلة الانتقاليه , مرحله اللا وعى واللا فهم والتناقضات الصارخة , وساقتبس ما جاء فى احد التحليلات فى وصف ما بعد الثورة " انتهت أحداث ثورة 25 يناير في مصر بصورة مذهلة لم يكن حتي لمخرج سينمائي عبقري أن يتخيلها عندما قام الثوار بتنظيف ميدان التحرير قبل أن ينفجر المجتمع بعدها بصورة لم يكن حتي لأكثر محللي الأمن شططا أن يتخيلها ، بداية من سلوكيات قادة السيارات وحتي صور الإجرام المنظم وقطع الطرق وصولا إلي هويس إسنا وقناة السويس وخطوط غاز سيناء . فقد أظهر الجميع أنيابهم بداية من المواطنين الصالحين مرورا بالمبتزين والمجرمين في المناطق النائية حتي إرهابيي القاعدة ، في مواجهة حكومات ضعيفة تحاول استعادة "السلطة" وبناء مؤسساتها دون موارد كافية ، كما حدث في مصر، وليبيا ، واليمن .
هنا تظهر في الإقليم نماذج مختلفة لدول فاشلة وهي الدول التي توجد بها مشكلة سلطة مركزية تعجز عن السيطرة علي كل أراضي الدولة أو علي كل سكان الدولة ، ولا يمكنها فرض القانون أو النظام إلا علي مناطق خضراء أو مربعات أمنية أو علي المدن الرئيسية .
وفيما يتجاوز ذلك، توجد الغابات البشرية التي تشهد فراغ سلطة . ولأن الفراغ ليس حالة طبيعية فإنه يملأ علي الفور بالقبيلة أو القومية أو العرقية أو العصابات أو الميليشيات ، ليتحول كل هؤلاء إلي فاعلين داخل الدولة ، يحكمون بقوانينهم الخاصة ، وعلي الدولة أن تحاول استعادة السلطة بعد ذلك." , وهذا ما حدث ..............
وكانت الحالة المصرية نموذج واضح على محاولة زعزعة اركان الدولة واحداث الفراغ ...............
مظاهرات ومليونيات واعتصامات وضرب لمؤسسات الدولة ومحاولة اقناع الخارج قبل الداخل ان المجلس العسكرى المحسوب على مبارك لا يستطيع السيطرة على مقاليد الامور فى البلاد ولا يستطيع الحفاظ على الالتزامات والتفاهمات بين مصر واطراف عده اولهم اسرائيل ............
اعتداءات صورت على انها بطولات رغم جسامة بعض الاحداث , وحرية استغلت اسوء استغلال بدفع وتخطيط شيطانى وصل الى حد الاعتداء على السفارة السعودية والاسرائيلية فى تناقض غريب ..............
كان يراد اظهار ان مصر فى ظل حكم المجلس العسكرى لا تستطيع حفظ امنها وتهدئه الاوضاع الداخلية وحماية البعثات الدبلوماسية والمصالح الاجنبية ................
كان العنصر الرئيسى في منظور المجلس العسكرى وقناعته بأن انتقاداته الرئيسية لنظام مبارك مثل التوريث والسياسات الاقتصادية والفساد المرتبط بعائلة الرئيس ومن حوله والتى كانت تعكس انتقادات الشعب تجاه حكم مبارك ............
اراد المجلس العسكرى الاحتفاظ بالسلطة لفترة تمكنه من تثبيت اوضاع الدولة والحفاظ على بنيتها القانونية والدستورية التى تؤمن له وضع مميز فى نظام الحكم القادم اى ما كان , وعلى اعتبار ان رحيل مبارك فى حد ذاته كان مكسب يمكن البناء عليه دون الحاجة الى الهدم واعاده البناء , وهذا ما فهمه الاخوان بما لها من خبره وما لديها من قاعده شعبيه واقنعوا المجلس العسكرى انهم وحدهم القادرين على التفاوض والاخذ والرد وباقى القوى الثوريه والتى بدأت تفقد جاذبيتها للشعب والقوى والاحزاب المدنيه التى ليست لها قواعد على الارض لا يمكنهم تحريك الشارع او القدره على الحشد , على العكس من " التيار الاسلامى " فهم وحدهم قادرين على الحشد والتنظيم والتخويف اذا لزم الامر ...........
وبالتوازى , كانت هناك حملة منظمة لزعزعة اركان الدولة القائمة واحداث حالة من الفراغ ثم السعى لملئه ...........
وكانت مواقف القوى الثورية وفاعليتها تستغل للضغط على المجلس العسكرى لتسليم السلطة دون تحديد واضح لشكل الدولة والدستور ووضع المؤسسات , فى الوقت الذى يتحمل فيه عبئ ادارة الدولة وامنها وسط تلال من الازمات ..............
وتم الدفع باتجاه انتخابات برلمانيه ودستور , فى وضع لا يمكن فيها لاحد من خصوم " التيار الاسلامى " ان يحقق مكسب سياسى , وفى ظل حاله من الاحتقان والشحن المعنوى لجمهور غفير معظمهم من البسطاء واستخدام مشاعرهم تجاه قضية " الشريعة " لكسب اصواتهم فى صراع سياسى , هذا دون الحاجه الى الحديث عن استغلال الوضع الاقتصادى و " حاجه " الكثير من المصريين , واعقب الامر انتخابات رئاسيه كان عليها كثير من علامات الاستفهام .........
هذا ما كان يحدث على المستوى الداخلى . اما على المستوى الخارجى فكانت الامور اكثر تنظيم ............
مصر , الدولة المحورية ومسمار العجلة فى الشرق الاوسط لا يمكن ان تسقط فى براثن الفوضى حتى حين ............
نظام حكم مبارك لم يكن من المجدى التمسك به , المجلس العسكرى سيرحل وسيسلم السلطة لكن الى من ؟ من الاكثر استعداد لتولى السلطة ؟ وما هى توجهاته ؟ وهل هو قادر على تولى الامور داخليا وخارجيا ام لا ؟ وووووووو ..............
وببرجماتية متوقعة وباعاده لم حدث بعد ثورة يوليو 1952 كانت الاجابات والتطمينات تصل من خلال المباحثات والمقابلات والوسطاء ما بين الاخوان المسلمين والراعى الامريكى , وفى مقدمتها امن اسرائيل والمصالح الامريكية والعلاقات مع الحلفاء فى المنطقة ............
ولان الامر لم يكن شأن داخلى فقد تعاونت قوى داخلية وخارجية على حرف الثورة واهدافها ونتائجها المتوقعة الى طريق آخر باستخدام نفس الادوات " الصندوق , الديموقراطية , الانتخابات وووو " , ولان الصدمه لم تكن فارقت الجميع والارتباك كان الغالب على الاداء فقد مضى المخطط فى سبيل وصول الاسلاميين الى السلطة وباستخدام نفس الادوات و فى كل الدول التى شملها الربيع العربى " الضغوط الخارجية , استغلال الوضع الاقتصادى , التخويف بالفوضى وووووو " ............
ووصل الاسلاميين الى السلطة بعد معركة مع رمز من رموز النظام السابق ورغم ان النسبه كانت متقاربه الا ان الجميع تقبل الامر , وبهذا توفرت للـ " الاسلاميين " كما تصور وقتها فرصة ذهبية للاصلاح وتغيير حال البلاد للافضل , والاهم تغيير الصورة السلبية عنهم الموجودة لدى الناس اليهم على اعتبار انهم ارهابيين ومتطرفين وفاشلين وليس لديهم كفاءات تستطيع ادارة الدولة . وهى الصورة التى كانوا قبل وصولهم للسلطة يوهمون الجميع ان هذا نتاج تشويه نظام مبارك لهم وانهم معتدلون جادون فى المشاركة فى بناء الوطن , ودون ان ينكروا بل وتباهوا ان لهم تنظيم دولى يمتد عمله فى عشرات الدول وان هدفهم هو نشر صورة حكمهم فى البلاد الاسلامية مع مساعى حثيثه لمد نشاطهم فى دول المشرق العربى والخليج ...........
وكان نتاج ايام من الحكم الاصطدام الذى استمر باشكال متعدده مع القضاء بمحاولة احياء مجلس الشعب والاعلان الدستورى , و كان نتاج عام من السلطة سلسلة من الكوارث والاخفاقات لنظام استمر يحكم بنفس اسليب مبارك " الاهل والعشيرة والمتعاطفين واصحاب الحظوة والمصالح "...........
ولن اتحدث فى عموميات بل ساتحدث فى وقائع واذكر لك امثله لا يمكن ضحضها ...........
على المستوى الداخلى ورغم استنكارهم السابق للوساطة والمحسوبية تم تعيين عشرات الآلاف من الاهل والعشيرة بالجهاز الادارى للدولة وفى قطاعات معينة وهوالجهازالذى يعانى بالاساس من حالة من التخمة وفى وظائف تجعل منهم عين واذن , هذا بخلاف آلاف الوظائف فى الحكم المحلى والشركات التى تمكتلك الدولة حصص فيها .............
ولم يؤدى هذا الى الا مزيد من التردى فى الاحوال المعيشية والامنية للمواطنين وارتفاع كبير للاسعار و تكلفه المعيشه وازمات فى الكهرباء والمياه والنظافة والمحروقات ورغيف العيش ووووووو ............
وتم الاستعانه باهل الثقه والعشيرة فى ادارة الدولة وكانت النماذج فجه .
السيد / ياسر على كان المتحدث الرسمى باسم حملة مرشح الاخوان " خيرت الشاطر " وعندما استبعد وتم الدفع بمرسى عمل معه وتم تصعيده لمنصب " المتحدث الرسمى باسم رئاسه الجمهورية " ثم عين رئيس لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وهو منصب مهم وحساس جدا شان شأن منصب المتحدث الرسمى
هل يمكن ان يكون " طبيب امراض جلدية " فى اى من هذه المناصب فى الدولة .
هل يعقل ان يتم تعطيل عمل وزارة كـ " الخارجية المصرية " بعراقتها وخبرتها وان يتم ادارة العلاقات الخارجية لمصر عن طريق مستشار الرئيس للشئون السياسية " عصام الحداد " وهو فى الاصل " طبيب تحاليل " .
هل يتصور ان ياتى شخص اتهم بالارهاب كمحافظ للاقصر المدينة السياحية الاولى فى العالم
هذا غيض من فيض على سوء الادارة وعلى عدم التخلى عن الواسطة واهل الثقة
على المستوى الخارجى والامن القومى فقدت مصر الكثير من قيمتها ووضعها واصبح قرار حيوى مثل قطع العلاقات مع سوريا يتخذ دون استشاره لاحد واصبحت العلاقات الحميمة اكثر من اللازم مع ايران اهم لدى الحاكم من علاقته بدول الخليج والاردن وتحول شيمون بيريز الى صديق عزيز نتمنى لدولته الصديقه الرخاء . ولان شر البليه ما يضحك فقد رأينا اجتماعات يحضرها الرئيس تناقش تهديدات الامن القومى وتهديدات اثيوبيا ومواقف دول حوض النيل تذاع على الهواء مباشرة دون ان يعلم غالبية الحاضرين وهم رموز سياسية مصرية كبيرة ان كلامهم مذاع , وفى سقطه مخجله للرئاسة المصرية العريقة المنضبطه . وعندما اختطف و قتل جنودنا فى سيناء وسعى الجيش للانتقام لمقتلهم فى العملية المسماه " نسر " غلت ايديهم عن التدخل فى الامر واسند لوسطاء حاولت تهدئه الاوضاع دون حديث عن حق من قتلوا بدم بارد .............
بل والاكثر من هذا افرج عن مئات المتطرفين والمجرمين وتجار السلاح والمخدرات , وهم الذين يشاركون حاليا فى نشر الفوضى والارهاب ومواجهة قواتنا فى سيناء
لن اتحدث عن محاولات النيل من القوات المسلحة و المخابرات العامة والقضاء والازهر والكنيسة وغيرها من الرموز التى لها احترام وتقدير لدى جموع الشعب المصرى
ولن اتحدث عن دستور تم تمريره بالترهيب وبحصار المحكمة الدستورية العليا " اعلى محكمة فى البلاد " ولم يحصل على موافقة اكثر من 20% من مجموع من يحق لهم الانتخاب فى مصر وسط نسبه مشاركة لا تتعدى 35 % من مجموع الناخبين
ولن اتحدث عن " مجلس الشورى " الذى اسندت اليه قصرا مسئولية التشريع وطوال شهور يماطل من اجل اعداد قانون للانتخابات النيابية , وطوال شهور لم يستطع اقرار قانون بلا عيوب .
ولن اتحدث عن المعلومات فائقة الحساسية التى كان الرئيس يقوم بتمريرها لمكتب الارشاد فى جماعتة , او عن الافراد المطلوبين للعدالة فى مصر والذين كان يسمح لهم بدخول البلاد رغم تحذيرات واعتراضات الجهات الامنية .
ولن اتحدث عن استخدام الدين على المنابر وفى القنوات التابعة لهم فى تأليب الناس على بعضهم وشق الصف
ولن اتحدث عن احتفالات اكتوبر التى تصدر مشهدها قتله الرئيس السادات وغاب عنها قاده القوات المسلحة
هذا بعض ما فعله مرسى الذى انتخب بـ 12 مليون صوت وباغلبية لا تتجاوز 51.5 % وخرج عليه الشعب باضعاف هذا العدد من الرافضين له ولحكم جماعته
هذا ما كان والباقى نعيشه اليوم