بعد تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه أحمد فؤاد - أقيمت أول جمهورية شهدتها مصر فى تاريخها المجيد.. وكان الرئيس محمد نجيب. ثم بعد أزمة مارس 1954 تم تحديد إقامته فى سراى زينب الوكيل، زوجة مصطفى النحاس فى المرج، وتم اختيار جمال عبدالناصر رئيساً لنفس الجمهورية الأولى، بل كان عبدالناصر هو نائب الرئيس.. لذا اعتبر المؤرخون الحاليون أن الجمهورية الأولى امتدت إلى آخر حكم مبارك، لأن السادات كان نائباً لعبدالناصر، ومبارك كان نائباً للسادات.
ولكن (الجمهورية الثانية) جاءت بعد ثورة، وجاءت بعد خلع آخر رؤساء الجمهورية الأولى، وأيضا جاءت بأفكار جديدة ومفاهيم مختلفة. جاءت (الجمهورية الثانية) لتصحيح أخطاء بل خطايا (الجمهورية الأولى) - أو هكذا كان المفروض - ثم كانت المفاجأة أن هذه (الجمهورية الثانية) بدأت تخطط مع الاستعمار والصهيونية العالمية لتقسيم البلد والتمهيد لحلم إسرائيل لتصبح من المحيط إلى الخليج.. وانكشف المخطط وثار الشعب كله وخلع محمد مرسى، وأطاح بالمخطط الصهيونى الاستعمارى، وبدأ يواجه حربا شرسة، حربا فى الداخل والخارج، حربا يمولها ويقف وراءها أقوى الدول وأغنى الدول، ولكن هذه الحرب الشرسة لم تثن ولم تمنع مصر من بدء إقامة (الجمهورية الثالثة) بوضع دستور جديد كخطوة أولى ثم إقامة (جمهورية ثالثة) ديمقراطية ليبرالية وسطية فى الدين والاقتصاد والاجتماع، ليست شيوعية ولا رأسمالية فجة، بل اشتراكية تؤمن بكل مبادئ السماء، فيها خيرات الله كلها، فى طريقها لتكون (النمو الاقتصادى الجديد) بإذن الله. من هنا كانت أهمية النزول يوم الأربعاء القادم لنقول نعم، ثم أهمية أن نختار من يقود السفينة وسط هذه الأمواج والعواصف العاتية التى ستخوض ضدنا حرب الحياة أو الموت. والرجل الذى حقق معجزة 30 يونيو سيحقق إن شاء الله بإذن الله تعالى معجزة سفينة نوح، ألا وهو الفريق السيسى الذى كنت أول من نادى بترشيحه أول يوليو، وأعداد جريدة (الجمهورية) موجودة، وعلى بركة الله تعالى.