سؤال مشروع وبديهى من حق أى مصرى أن يطرحه، سواء بحسن نية أو حتى بسوء نية، دعونا نسأل السؤال بطريقة أخرى: ما هى المؤهلات التى يحملها السيسى، وجعلت قطاعا كبيرا من الناس تتعامل مع أمر ترشحه للرئاسة باعتباره تكليفا، وعدم استجابته يعد نكوصا عن تلبية نداء الوطن فى وقت حرج؟ بداية أنا هنا لست فى معرض الترويج للرجل بقدر ما أسعى إلى قراءة واقعية فى مؤهلاته ومؤهلات غيره.. يتفرد السيسى دون الأسماء التى سبق أن ترشحت للانتخابات الرئاسية السابقة، أو التى أعلنت عن نيتها للترشح للانتخابات المرتقبة، بعدة مزايا، أولها أن مصر تحتاج خلال الفترة المقبلة إلى رجل جسور، لا يخاف إلا الله، يده غير مرتعشة فى الحق، يتخذ القرار، ويتحمل تبعاته، وليس هناك أفضل من الفريق السيسى لكى تنطبق عليه هذه الصفات، لأنه حمل حياته على كفه، وانحاز إلى الشعب ونفذ إرادته وخلصه من حكم الإخوان ومن مرسى، والفشل كان يعنى رقبته.. وكان لدى الرجل العشرات من المبررات التى تجعله يتردد فى الاستجابة، فهو وزير للدفاع، وهو لا يتحمل مساوئ مرسى ونظامه، ولكن لأنه تربى فى بيت الشرف والوطنية، كان عليه أن يستجيب لنداء الشعب الذى استغاث به بعد أن سرقت ثورته، وضاع مستقبله، واختطف البلد لصالح تيارات تتلاعب بالأمن القومى المصرى، أى رئيس، غير السيسى، سوف تأتى به نخبة، سواء سياسية أو فكرية أو ثقافية أو تيارات بعينها، وسوف يكون مطالبا بسداد الفاتورة لمن جاء به، أما السيسى فالشعب هو الذى كلفه بخلع مرسى، وهو الذى سيلزمه الآن بخلع عباءة الجنرال ليرتدى بدلة الرئاسة، ليس من باب الوجاهة، ولكن لاستكمال المهمة فى بناء البلد، وتطهيرها من فئران الإرهاب التى تسللت إلى البلاد فى الشهور التى حكم فيها الإخوان.
الشىء الثالث هو أن الله أعطاه «كاريزما» وأصبح بطلا شعبيا، أحبه غالبية المصريين، ورأوا فيه قائدا قادرا على قيادة السفينة، وهو أمر ليس بالهين لا فى تاريخ الشعوب، ولا فى الشعب المصرى تحديدا الذى إذا أحب قائده يصنع المستحيل.. الأذكياء ممن ترشحوا فى المرة الأولى عرفوا حجم الخصم الجديد الذى ظهر على الساحة، والذى أحبه الشعب، وهو ما جعل قامة فى حجم عمرو موسى الذى ارتفعت أسهمه بشدة فى أعقاب إنجازه مشروع الدستور الجديد، يقول إن رئيس مصر القادم هو السيسى وأنه لن يخوض الانتخابات لأن الناس تريد السيسى.. شجاعة رجل سياسى يعرف قدره وقدر خصومه، آخرون عرفوا حجم المنافس الجديد وقوته فى الشارع، ولكنهم وبعد تردد قرروا خوض التجربة التى ستؤكد لهم حجم هذا الرجل فى الشارع، ولكن أعداء الدفع بالسيسى لكى يكون رئيس مصر القادم يقولون إن مصر قامت بثورة لكى تنهى حكم العسكر الذى جاءوا من 23 يوليو ويرفضون الرحيل، وكأنه كتب على مصر أن تحكم بعسكر، والردود على هذا الطرح كثيرة، منها أن أعظم زعماء العالم فى إنجلترا وفرنسا وحتى فى الولايات المتحدة الأمريكية جاءوا بخلفيات عسكرية، فهذا يضيف، ولا ينقص من الشخص، بل إن البعض يرى أن كونه بخلفية عسكرية يزيد من فرصه وليس العكس لأن مصر فى أشد الحاجة الآن، وقبل أى وقت آخر، إلى رجل يفهم الأمن القومى المصرى، وخطورة ما تعرض له، وكيفية الحفاظ على كيان الدولة المصرية من كل ما تعرضت له، وليس هناك أفضل من رجال تخرجوا فى مدرسة الشرف والكرامة، والتى يتعلمون فيها مع أول يوم قيمة الوطن وقدره، ومعنى حماية أمنه القومى، إذن فهو الرجل الأنسب للمرحلة.