[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
قبل ساعات من خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, أكد الرئيس محمد مرسي أن الأمة في مصر هي مصدر السلطات, وأن مصر لن تتحول إلي دولة دينية.
الرئيس خلال اجتماعه مع الجاليات الدينية في نيويورك
الرئيس خلال اجتماعه مع الجاليات الدينية في نيويورك
وقال إن وثيقة الأزهر حددت الدولة المدنية بأنها دولة عصرية وطنية دستورية حديثة تقوم علي أساس حكم القانون. وأضاف ـ خلال لقائه مع ممثلي الأديان السماوية الثلاثة من جميع أنحاء الولايات المتحدة في نيويورك مساء أمس الأول ـ أن تعاليم الإسلام تأمره بأن يكون رئيسا لكل المصريين, مؤكدا أن الشعب المصري حريص علي مد جسور التعاون مع الولايات المتحدة, وأشار إلي أن موقف الحكومة الأمريكية من الربيع العربي يتسم بالإيجابية, وقال: إن هذه هي مرحلة التعامل بندية, وليست مرحلة خضوع أي طرف لطرف آخر.
وعن موجة الغضب الأخيرة بسبب الفيلم المسيء للإسلام, أكد مرسي أنه لم يطلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما التدخل بأي إجراءات استثنائية بشأن الضجة, التي أثارها الفيلم, لكنه طالبه بأن يكون هناك إجراء من الكونجرس الأمريكي علي غرار ما فعله ضد الإرهاب في الماضي. وقال: إن هذه هي مسئولية الشعب الأمريكي والكونجرس أن يجد الطرق القانونية لمنع تكرار مثل تلك الأفعال.
وأبدي الرئيس تعجبه مما يقال عن وجود خلافات عقائدية في مصر بين المسلمين والمسيحيين, مؤكدا أن الواقع والتاريخ يقران عكس ذلك, وأن هناك مبالغات وأحداثا صغيرة يجري تضخيمها أو اختلاقها.
وحول السلام مع إسرائيل, قال الرئيس مرسي: إنه أكد أكثر من مرة أن مصر تحترم ما توقع عليه. لكن معاهدة السلام تشير في مقدمتها إلي السلام الشامل والعادل, وحق الفلسطينيين في تقرير المصير, وحق اللاجئين, موضحا أنه علي أرض الواقع ومنذ عام1979 إلي اليوم لم يتحقق شيء, ولهذا لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي دون إقرار الحقوق لكل الأطراف.
وعلي جانب آخر, وفي مقابلة مع شبكة بي. بي. إس الإخبارية الأمريكية, تحدث الرئيس مرسي عن الشأن السوري, مؤكدا أن مصر ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا, وشدد في الوقت نفسه علي ضرورة رحيل بشار الأسد عن السلطة.
وعقد الرئيس ـ خلال زيارته نيويورك ـ سلسلة من اللقاءات مع عدد من قادة الدول المشاركين في القمة, وعلي رأسها فرنسا, والبرازيل, والأرجنتين, وأستراليا, وسويسرا, وبنجلاديش, بالإضافة إلي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة, ويلتقي صباح اليوم مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
أما خطاب مرسي أمام الدورة السابعة والستين للجمعية العامة, المقرر أن يلقيه في ساعة مبكرة من صباح اليوم بتوقيت القاهرة, فسوف يركز خلاله علي الثورة المصرية, ومرحلة البناء الديمقراطي, والوضع الإقليمي, خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية, والأزمة السورية, كما سيدعو الرئيس في كلمته ـ من فوق منبر المنظمة الدولية ـ إلي منع ازدراء الأديان.
ويلتقي مرسي اليوم أيضا ـ أبناء الجالية المصرية في الولايات المتحدة, في لقاء مفتوح يجيب فيه عن تساؤلاتهم حول الوضع الداخلي في مصر.
وقد استهل الرئيس لقاءاته أمس الأول بمحادثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون, التي طمأنته بشأن المساعدات الأمريكية لمصر, وقالت: إن الولايات المتحدة ستمضي قدما في خطط لتوسيع نطاق المساعدات الاقتصادية, برغم الاحتجاجات الأخيرة في القاهرة المناهضة لواشنطن.
وقال مسئول أمريكي كبير بعد الاجتماع ـ الذي استمر45 دقيقة ـ إن كلينتون ـ التي قامت بمسعي شخصي لإقناع أعضاء الكونجرس بالإبقاء علي المساعدات الأمريكية إلي مصر ودول عربية أخري في مسارها ـ تعتقد بأن هذه المخاوف تبددت.
كما ناقش الاجتماع ـ بحسب المسئول الأمريكي مسائل أمنية, بما في ذلك تصاعد التهديد الذي يشكله المتطرفون في شبه جزيرة سيناء.
وكان البيت الأبيض قد أعلن, في وقت سابق, أن الرئيس أوباما لن يجري أي لقاءات ثنائية مع أي من قادة الدول المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة, عكس ما حدث في العام الماضي, مبررا ذلك بضيق الوقت.