كشفت تحقيقات النيابة العامة فى حادث اغتيال المقدم محمد مبروك، مسؤول ملف الإخوان فى جهاز الأمن الوطنى، عن عدة مفاجآت، منها أن الشهيد قدم قبل أسبوع «سى دى» لجهات التحقيق فى قضية التخابر، المتهم فيها الرئيس المعزول، محمد مرسى، وعدد من قيادات الإخوان، به دليل إدانة، وصفته مصادر قضائية، بـ«الحاسم» فى إدانة مرسى بتهمة التخابر مع حركة حماس وتنظيم القاعدة، إذ يحوى تسجيلا صوتيا لمكالمة بين المعزول وأيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة.
وأوضحت المصادر أن المحادثة تتضمن اعترافا صريحا من مرسى بإبلاغ قيادات فى حماس معلومات مهمة عن الوضع الأمنى فى سيناء، ولم تذكر المصادر توقيت المكالمة بين المعزول وزعيم القاعدة.
وعلمت «المصرى اليوم» أن المعلومات التى وردت فى المكالمة ضُمت لملف تحقيقات النيابة العامة فى قضية اتهام مرسى وقيادات إخوانية بالتخابر، وبنقل معلومات أمنية لجهات أجنبية.
وفى سياق تحقيقات حادث اغتيال «مبروك»، استمعت النيابة لـ3 شهود عيان، تواجدوا فى محيط مكان الجريمة وقت وقوعها. وقال أحدهم إنه كان جالسا أمام محل بالمنطقة، وسمع دوى إطلاق نار كثيف بالقرب منه، فاعتقد، بداية، أنه أصوات ألعاب نارية مما يلهو بها الصبية، إلا أنه مع حالة الذعر فى المكان تحرك لمشاهدة ما يحدث، ففوجئ بملثمين يطلقون النار بكثافة تجاه سيارة لمدة لا تزيد على دقيقة واحدة، ثم فروا هاربين فى سيارة كانت تنتظرهم.
وقال شاهد ثان إنه تابع الحادث، وعقب فرار الجناة، توجه لإنقاذ الضحية فوجده ينزف من أجزاء عديدة بجسده، ومصابا بعدد كبير من الطلقات، فاتصل بالإسعاف التى حضرت بعد دقائق، وأبلغ المسعف الأهالى المتجمعين بأن المجنى عليه توفى، ورفض نقله، مطالبا بإخطار شرطة النجدة للمعاينة وفحص الجثمان والمكان، حفاظا على الأدلة التى قد تكون موجودة.
وأوضح الشاهد الثالث أن المتابعين للجريمة عرفوا هوية الضحية بعد حضور الشرطة، وأنه ضابط كبير فى جهاز الأمن الوطنى. وتابع: «أبلغنا الضباط الذين كانوا فى المكان بما شاهدناه، وكان معهم رسام ينصت لنا، لرسم صورة تقريبية للمتهمين، وبشكل خاص معتمد على الأوصاف التى ذكرها حارس العقار الذى وقع الحادث أمامه، وشاب كان يقف فى شرفة منزله وقت الحادث، واللذان قالا للضباط إن الجناة كانوا يرتديون ملابس نظامية، وإن أحدهم كان ملثما، والثانى يلف رقبته بشال، وشعره طويل نسبيا.
ومن جهتها، طالبت النيابة العامة وزارة الداخلية بالتحرى عن مدى صحة البيان المنسوب لتنظيم جماعة بيت المقدس بمسؤوليته عن حادث الاغتيال، وعما إذا كانت محاولة من جهة أخرى لتضليل أجهزة التحقيق.
وعلى صعيد تحقيقات حادث تفجير مديرية أمن جنوب سيناء، أكدت مصادر قضائية أن السيارة التى ظهرت فى الفيديو الذى بثته جماعة أنصار بيت المقدس هى نفسها التى تم استخدامها فى تنفيذ الحادث، وأن تحليل DNA الخاص بمنفذ العملية أثبت أنه محمد حمدان السواركة، الشهير بـ«أبوهاجر» الذى ظهر فى الفيديو معلنا تنفيذه العملية.
وطلبت النيابة العامة من الأجهزة الأمنية ضبط وإحضار الأشخاص الذين ظهروا فى الفيديو، وشاركوا فى تخطيط وتنفيذ تفجير المديرية.