أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات مع قادة السلطة الحاكمة في مصر خلال زيارة إلى القاهرة اليوم استمرت لعدة ساعات، "بناءً على طلبه"، هي الأولى من نوعها منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو، تطرق خلالها للأوضاع السياسية فى مصر، ومدى التزام الحكومة المصرية بـ "خارطة الطريق"، وملف المصالحة بين السلطة والتيار الإسلامي. وجاءت الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية ـ الأمريكية حالة من الضبابية تخيم على أوضاعها المستقبلية، بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية في 9 أكتوبر الماضي، أنها جمدت مبلغ 260 مليون دولار من المساعدات المقدمة للجيش المصري والبالغة 1.3 مليار دولار سنويًا من بين نحو 1.5 مليار دولار تقدمها سنويًا لمصر. والتقى كيري، خلال الزيارة التي جاءت قبل من بدء محاكمة الرئيس المعزول، الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور والدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء ووزير الخارجية نبيل فهمي. وقالت مصادر مطلعة, إن ملف محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى كان على رأس الملفات الثلاثة التى ناقشها وزير الخارجية الأمريكي، مشيرة إلى أن واشنطن ترغب فى استبعاد توجيه تهمة الخيانة العظمى بشكل يقطع الطريق على مساع لإنزال العقوبة القصوى به. وطالب كيري, المسئولين في مصر بضرورة أن تكون المحاكمة "علنية وعادلة وشفافة"، وأن تتوفر لمرسى كل الوسائل للدفاع عن نفسه والتعامل معه باعتباره رئيس دولة منتخب, فضلاً عن البحث عن سبل تسريع ملف المصالحة, والاطمئنان على تنفيذ "خارطة الطريق" دون تجاوز، بعد أن قرر الكونجرس الأمريكى دفع أقساط القسم الثاني المعلق من المعونة، بناء على تقارير دورية تأتيه من وزارة الخارجية, تشرح مدى سلامة سير الأحداث فى مصر وقطعها خطوات متقدمة نحو الديمقراطية. وكشفت المصادر, أن العلاقات بين البلدين الني تشوبها التوتر كانت ضمن محادثات الوزير الأمريكي, حيث لا تخفى واشنطن رغبتها فى استعادة مصر لأجواء الاستقرار والمصالحة ودمج الإخوان فى العملية السياسية. وأكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة, أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى حمل خلال زيارته للقاهرة مقترحًا بدمج "الإخوان المسلمين" فى العملية السياسية وانخراط القوى السياسية فى مصالحة وطنية تعيد الاستقرار للبلاد وفق التصور الأمريكي. وأوضح أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية, حمل مقترحات محددة وإن لم تكن جديدة, حيث سبق وطرحها مساعده لشئون الشرق الأوسط وليم بيرنز، ومسئولة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاترين أشتون. وقال السفير أحمد حجاج مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن هناك ملفات عدة حاول وزير الخارجية الأمريكى التوصل لتسوية لها فيما يخص علاقات مصر بالولايات المتحدة, معتبرًا أن قضية المعونة الأمريكية لمصر ووقف أمداد مصر بطائرات ومروحيات وتعليق جزء من المعونة كان على رأس أجندة الزيارة. ورأى أن هذه الزيارة تقدم دليلاً على الأهمية التى توليها الولايات المتحدة لمصر كقوة إقليمية فيما يجمع البلدين أكثر كثيرًا مما يفرقهما, لذا فإن إعادة علاقات البلدين لمسارهما الصحيح تصدرت أهداف زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية إلى مصر. فى السياق ذاته، رفض علاء أبو النصر الأمين العام لحزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية لـ "الجماعة الإسلامية" التعليق على زيارة وزير الخارجية الأمريكى لمصر. وقال إنه هناك تعليمات مشددة من "الجماعة الإسلامية" وحزب "البناء والتنمية" بعدم التعليق على أى مبادرات أو وساطات أو لقاءات مع موفدين أجانب وأنا ملتزم بهذه التعليمات.
ا