[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الاحتجاجات العنيفة التي اشتعلت في حوالي20 دولة إسلامية علي مدي الفترة الماضية وطالت السفارات الأمريكية والغربية في كل مكان لم تمنع مجلة تشارلي - إبدو الأسبوعية الفرنسية من نشر رسوم كاريكاتورية جديده مسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم.
مظاهرات في كالكوتا تحرق صور أوباما (أ.ب)
مظاهرات في كالكوتا تحرق صور أوباما (أ.ب)
وهو ما دفع السلطات الفرنسية إلي نشر قوات مكافحة الشغب في محيط المجلة لحماية مكاتبها.وقد حمل غلاف المجلة صورة ليهودي سلفي يدفع رجل معمم علي كرسي متحرك, كما تضمنت الصفحات الداخلية مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم.
وليست هذه الواقعة الأولي التي تتورط فيها المجلة في عمل مناهض للدين الإسلامي, فقد نشرت العام الماضي عددا ادعت أن كاتبه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام تحت عنوان الشريعة إبدو, وهو ما تسبب في تفجير مكاتب المجلة في باريس.
ورأي إستيفان شاربونييه رئيس تحرير المجلة وهو رسام كاريكاتور يوقع عادة باسمشارب أن الرسم سيصدم من يرغبون في الشعور بالصدمة. ولكن موقع المجلة الإليكتروني تعطل بعد ساعات من نشر الرسم المسئ, ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن ذلك حتي الآن.
وأكد شاربونييه الصحفية إننا ننشر رسوما كاريكاتيرية لأي إنسان كل أسبوع, ولكن عندما نفعل ذلك مع النبي يوصف الأمر بأنه استفزاز.
واضاف أنه إذا توقفت شارلي إبدو عن نشر أعمال كاريكاتورية بسبب الضغط أو خوفا من الهجوم فسوف ينتهي الحال بها إلي بيع16 صفحة خالية كل أسبوع.
ومن ناحيته, انتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيو بشدة قرار المجلة الذي وصفه بالمستفز, مشيرا إلي أنه أمر بتشديد الإجراءات الأمنية حول السفارات الفرنسية في العالم الإسلامي. وفي الوقت الذي دعا فيه إمام أكبر مساجد باريس المسلمين إلي التحلي بالهدوء, حثت الحكومة الفرنسية علي ضبط النفس في حين دعا رئيس وزراء فرنسا جون مارك أيرولت كل من يستاء من الرسوم التي نشرتها مجلة شارلي إبدو إلي اللجوء إلي المحاكم.
وأوضح أيرولت, في مقابلة مع قناة أر. تي. أل, أنه يمكن اللجوء إلي المحاكم في إطار دولة القانون حيث تضمن فرنسا حرية الرسومات الساخرة الكاريكاتور. وأضاف نحن في دولة تحترم حرية التعبير والكاريكاتور أيضا..وإذا كان هناك من يشعرون بأنهم جرحوا في معتقداتهم..فنحن في دولة قانون ويجب أن تحترم..وعليهم أن يتقدموا للمحاكم.
كما أكد أيرولت- في بيان صحفي- أن حرية التعبير تشكل أحد المبادئ الاساسية لجمهوريتنا, هذه الحرية تمارس في إطارالقانون, وبإشراف المحاكم حتي تتم مراجعتها..مشددا علي أن بلاده تطبق مبدأ العلمانية الذي يقوم علي مبادئ التسامح واحترام القناعات الدينية.
وفي المقابل, أعربت القيادات الاسلامية عن إدانتها للرسوم المسيئة حيث أعرب رئيس المجلس الفرنسي الإسلامي محمد موسوي عن صدمته الكبيرة إزاء قرار المجلة في نشر هذه الرسوم.كما اتهم المجلس- وهو الهيئة الرئيسية التي تمثل المسلمين في فرنسا- شارلي إبدو بإلهاب المشاعر المعادية للمسلمين في مثل هذا الوقت العصيب. وقال في بيان إن المجلس يساند بشدة حرية التعبير لكنه يري أنه لا شيء يبرر الإهانة والتحريض علي الكراهية. وفي الوقت ذاته, تعتزم الحكومة الفرنسية حظر مظاهرة مخطط انطلاقها يوم السبت المقبل في العاصمة الفرنسية ضد الفيلم المسيء للنبي محمد الذي أنتجه مجموعة من الأمريكيين. وقال أيرولت, في تصريحات لمحطة آر.تي.إل الإذاعية, إنه ليس هناك داع للسماح بنزاعات ليست لها علاقة بفرنسا.