فجرت تحقيقات نيابة الوراق مفاجآت من العيار الثقيل، فى قضية مقتل 4 مواطنين، بينهم طفلتان وامرأة، أمام كنيسة العذراء، وتبين أن الحادث دبّر قبل ساعات قليلة من وقوعه، حيث اطلع منفذو الجريمة على خريطة الطريق قبل عمليات القتل، التى استغرقت مدة لا تزيد على 3 دقائق.
وأفادت التحقيقات، التى أشرف عليها المستشار أحمد البقلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، بأن منفذى الجريمة 3 أشخاص: اثنان كانا يستقلان دراجة بخارية، وثالث تولى قيادة سيارة «ملاكى»، وانحصر دوره فى اعتراض الطريق، ووقف حركة السيارات، لحين الانتهاء من الجريمة.
وبمناظرة جثة الطفلة مريم نبيل فهمى، 13 سنة، التى توفيت، الاثنين، بمستشفى معهد ناصر، تبين أنها مصابة بطلق نارى فى البطن والصدر، وأحدث الرصاص 10 فتحات فى جسدها، وكشفت التحقيقات عدم استقرار حالة الطفل فلوباتير أشرف مسيحة، 3 سنوات، وأضافت أن رصاصة واحدة اخترقت بطن الطفل، وعبرت من الناحية الأخرى، وتقرر نقله إلى مستشفى القوات المسلحة.
وأوضحت التحقيقات أن جهاز الأمن الوطنى يطلع على أقوال المصابين وشهود العيان، بالتنسيق مع النيابة، فى محاولة للإمساك بأى خيوط توصل إلى الجناة الحقيقيين، وشرحت مصادر قضائية أن الأفراد المكلفين بحراسة الكنيسة خضعوا للاستجواب أمام جهاز الأمن الوطنى، لمعرفة تفاصيل الحادث، لكن مصادر قضائية مطلعة على سير التحقيقات قالت إن أفراد الحراسات، وعددهم 3 أمناء شرطة، غابوا عن المشهد عند اندلاع الحادث، لأن الكنيسة كانت تنتظر رواد عرسين، يستغرق الواحد منهما ساعة فقط.
وتبين من التحقيقات أن سيارة ملاكى «بيج» جاءت من شارع المسبك، الملاصق للكنيسة، وهو شارع لا تمر به السيارات كثيرًا بسبب ضيقه، بالإضافة إلى كونه شارعا تجاريا للملابس الجاهزة يعج بالباعة والمشترين، وكان مستقلا الدارجة البخارية يتباطآن فى سيرهما انتظارًا للسيارة التى خرجت فجأة من الشارع، لتعترض الطريق، وتفتعل المشكلات مع المارة، بينما أسرع قائدا الدراجة البخارية نحو الباب الرئيسى للكنيسة، الذى لا يبعد عن الشارع مسافة لا تزيد على 200 متر، وأطلقا وابلا من الرصاص صوب المتواجدين أمام الكنيسة، ثم وقفا دقيقتين، وأطلقا رصاصاتهما نحو واجهات الكنيسة.
وأضافت التحقيقات أن اللذين كانا يستقلان الدارجة البخارية لاذا بالفرار فى اتجاه كوبرى الساحل، ولحقت بهما السيارة الملاكى، دون أن يتعرضها أحد من المواطنين، لظنهم عدم تابعيتها للجناة.
وأظهرت أن سائق الدراجة البخارية كان يرتدى خوذة فوق رأسه، والآخر ملثم، وكانا يسيران بالدارجة وبينهما السلاح، وعند تنفيذ الجريمة، أخذ الجانى الثانى السلاح، وظل يطلق النار صوب المواطنين بغرض قتلهم، وحاولا الاقتراب من مبنى الكنيسة، لكنهما خشيا الإمساك بهما، وفى تلك الأثناء سادت حالة من الهلع والفزع، مكنتهما من الفرار بأقصى سرعة.
وطابقت النيابة ما وصلت إليه من معلومات مع أقوال 2 من شهود العيان، اللذين أقرا أمامها أنهما كانا يجلسان على أحد المقاهى الملاصقة للكنيسة، انتظارًا لحضور العروس، كاترين مسيحة، ابنه عم الشهيدة، الطفلة مريم، من الكوافير مع عريسها، رمزى عبده، وفوجئا بالسيارة القادمة من شارع المسبك فى اتجاه الكنيسة، وتعطيلها الطريق، رغم عدم وجود حائل أمامها للمرور، واتضح بعد نحو دقيقة، تقدم شخصين يضعان بينهما رشاشا، ويستقلان دراجة بخارية، مسرعين نحو الكنيسة، وظل الشخصان يطلقان النار بكثافة شديدة.
وأوضح الشاهدان أن الجانيين كانا ملثمين، لذا لم يستطيعا رؤية ملامحهما، كما لم يتأكدا من أرقام اللوحات المعدنية الخاصة بالموتوسيكل والسيارة، بسبب حالة الذعر التى سادت المكان، وهو الأمر نفسه الذى ذكره أشرف مسيحة، والد فلوباتيرا.
وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطنى حول أقوال المصابين، ومطابقتها مع التحقيقات، وربط الحادث بالجرائم التى شهدتها المنطقة بعد فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر، فى 14 أغسطس الماضى، وأبرزها حريق قسم الشرطة.