دعا الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، الخميس، في كلمته أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة، السلطات المصرية لإطلاق سراح الرئيس المعزول، محمد مرسي و«كل السجناء السياسيين»، معتبرًا أن هذه «مبادرة جريئة قادرة على خفض الاحتقان ووقف العنف وعودة كل الفصائل إلى الحوار».
وتابع «المرزوقي»: «أريد أن أتوجه للسلطات القائمة في مصر، وأطالبها بأن تطلق سراح الرئيس محمد مرسي وكل السجناء السياسيين»، مشيرًا إلى أن مثل هذه «المبادرة الجريئة» قادرة على خفض الاحتقان ووقف العنف وعودة كل الفصائل إلى الحوار، داعيًا السلطات المصرية في الوقت نفسه إلى فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة.
كما دعا إلى تأسيس «محكمة دستورية» لـ«وقف كابوس النظام السوري والأنظمة الاستبدادية»، معتبرًا أن «ذروة مأساة الربيع العربي في سوريا»، مضيفًا: «الشعوب في دول الربيع العربي بحاجة لعدة سنوات للحكم على ثوراتها بالنجاح أو الفشل»
وقال: «ما تشهده بعض بلدان الربيع العربي يدفع إلى الاعتقاد بأن مشروع التحرر من الاستبداد قد فشل، وأن الحلم انقلب إلى كابوس»، مضيفًا: «الربيع العربي ليس حالة نهائية نحققها بين عشية وضحاها»، مضيفًا: «ما يجب أن نقبل به أن الربيع العربي مثل المشاريع البشرية معرض للتعثر والتوقف».
وشدد على أن «صعوبات بناء الديمقراطية في دول الربيع العربي ستمر»، داعيًا الجميع إلى «دعم المسار الديمقراطي والوقوف بعد كل عثرة»، وقال: «شعوبنا لن تسمح أبدًا بالعودة إلى الأنظمة التي كبلتها، وتيقنوا أننا سنقاوم التطرف الذي يتستر بالدين»، كما اعتبر أن بلاده تواجه تحديات عدة من بينها «الإرهاب».
وأثنى «المرزوقي» على السياسيين في بلاده، واصفًا إياهم بـ«طبقة واعية»، كما وصف الجيش بقوله: «منضبط ومهني»، وأضاف: «الشعب واع ومسالم، ويعرف أين تكمن مصلحته، وهذا يجعلني متفائلاً وقادرًا على طمأنتكم بأن الربيع العربي في تونس سينجح».
كما توقع بدء الانتخابات في بلاده «الربيع المقبل حتى لو قوى الإرهاب سعت إلى وقفها بكل هذه الوسائل»، حسب قوله.
وأضاف: «نحن في تونس لا نجرب لأنفسنا فقط وإنما لكل العالم، ونجرب كيف يمكن للثورة أن تكون سلمية».
كما تحدث عن نظام بشار الأسد في سوريا، ووصفه بـ«الوحشية والفظاعة في تعامله مع المظاهرات السورية»، وأضاف: «طردنا السفير السوري وحذرنا من عسكرة الثورة السورية أو أخذها جانبًا طائفيًا من خلال جماعات جهادية، منها جماعات في تونس تشكل تهديدًا على بلادنا إذا عادوا إليها»، كما وصف الشعب السوري بـ«البطل».
وتابع: «تونس مع حل سياسي لوقف هذا الكابوس، من خلال بعث مشروع المحكمة الدستورية الدولية، فستكون إضافة مهمة وتسهم في حماية الشعوب من الديكتاتوريات، فالنظام السوري تحرر من كل قيود الأخلاق، ولو كانت هذه المحكمة موجودة لما حول الرئاسة إلى وراثة».
وتساءل: «هل كنا سنصل إلى مأساة وكابوس يعيشها الشعب السوري؟، فالنظام لا يتورع عن قتل النساء والأطفال حتى لو بالغازات السامة»، في إشارة منه لوقف هذه الأمور حال وجود تلك المحكمة الدستورية، مؤكدًا تأييده لمحاسبة النظام السوري أمام المحكمة الجنائية الدولية، مضيفًا: «رغم أن العقاب المتأخر لا يعوض حياة الملايين، وتونس تطلب من كل الدول الديمقراطية مساندة إحداث المحكمة الدستورية، وعلى يقين من أن مشروع إحداث المحكمة الدستورية مقترح يعبر عن روح جديدة يحتاجها المجتمع الدولي».