لن تبرأ كرداسة وناهيا من الأذي الذي لحق بهما وجعلهما علامة علي اخس صور الارهاب, قبل أن تتطهر القريتان من فكر التطرف الذي أشاعه مجموعات فاسدة من المرتزقة باسم الدين تستند إلي نفوذ بعض العائلات القوية,
رغم أنهما قريتان متحضرتان اغلب اهلهما من بسطاء المصريين, نجحتا في تطوير حياة سكانهما عبر انشطة زراعية وانتاجية مبتكرة, واصبحت كبراهما كرداسة مزارا سياحيا عالميا لانها جعلت من بعض الصناعات الحرفية الصغيرة فنا شعبيا رفيعا,راجت بضاعته في العالم اجمع, لكن المفسدين في الارض جعلوا من أسم القرية مع بالغ الاسف علامة للعنف والغلظة وقسوة القلب, تصدر باسمها رسائل التهديد الالكترونية إلي الكتاب والمثقفين والفنانين ورجال الدين الذين يرفضون فكر الاخوان و الجماعة الاسلامية, تعدهم بالقتل وقصف الرقاب والتوقيع(كرداسة)!
وأعتقد أن مسئولية الازهر الشريف العاجلة الآن,أن يسارع لعقد مؤتمر للدعوة الاسلامية الصحيحة في كرداسة يحرسه أهل كرداسة, ويحضره علماء ثقات افاضل يفندون أفكار التطرف التي كانت ترددها معظم منابر القريتين التي استولي عليها دعاة مستأجرون افسد الانتماء السياسي فهمهم الصحيح للاسلام,كما أن مسئولية السياحة أن تجعل من عودة أنشطة السياحة إلي كرداسة مهرجانا سياحيا ثقافيا مبهجا لتطوير اسواق كرداسة, يؤكد للعالم أجمع أنها غسلت نفسها من أثام هذه الجماعات, وعادت إلي صورتها الاولي قرية منتجة تصنع البهجة في حرف جميلة تسر الناظرين.
ورغم أن عملية استعادة كرداسة وناهيا جاءت متأخرة بعض الوقت, فإنها تؤكد لكل من لا تزال تساوره بعض الشكوك أن الدولة عوفيت وتنهض الان بمسئولياتها كاملة, تعيد الامن وتنفذ أحكام القانون وتردع المجرمين, وان مؤسساتها السيادية وفي مقدمتها الجيش والشرطة قادرتان علي صون إرادة هذا الشعب مهما يكن الثمن, وقد كان ثمن تحرير كرداسة سقوط ضابط عظيم كان اول شهداء هذه العملية,بينما هرب كالعادة قادة الإرهاب الذين كانت جعجعاتهم تسد الاذان.