تسلمت نيابة شمال الجيزة الكلية، برئاسة المستشار محمد أباظة، تحريات جهازالأمن الوطنى، فى واقعة اقتحام قسم شرطة كرداسة، التى راح ضحيتها 16 ضابطًا ومجندا بالأمن المركزى، خلال الاشتباكات التى دارت بين أنصار جماعتى الإخوان والجهاد، وقوات الأمن، وقالت التحريات: أعضاء الإخوان والجهاد وبلطجية وراء الحادث الأليم، فيما أعلنت النيابة ضبط وإحضار 135 متهما تحفظت على أسمائهم، ممن شاركوا وحرضوا على الأحداث الدامية.
وكشفت التحقيقات التى أجراها الأمن الوطنى على مدار نحو شهر، أن أعضاء الإخوان والجهاد اجتمعوا فى مكان بقرية ناهيا التابعة لمركز كرداسة قبل الواقعة بيومين، حيث تم التخطيط للحادث، من قبل أعضاء بارزين بالجماعتين، منهم عبد السلام بشندى، نائب الإخوان السابق بمجلس الشعب، ومحمد الغزلانى، نجل نصر الغزلانى، الذى أفرج عنه الرئيس المعزول محمد مرسى، مع معتقلين جهاديين متورطين فى قضايا قتل وتفجيرات.
وحددت التحريات دور كل من المتهمين فى مجريات الأحداث والوقائع التى تمت بعد فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، وقالت بشندى والغزلانى اجتمعا مع الجهاديين واتفقوا على بدء عملية الاقتحام فى صباح باكر يوم الحادث، وهو 16 أغسطس الماضى، عبر الدخول فى مناوشات بالطوب والحجارة مع قوات الأمن المركزى، المكلفة بحماية قسم الشرطة، وبعدها بساعات سيتم نقل الجهاديين عبر سيارات نقل لتنفيذ عملية قتل ضباط القسم والتمثيل بجثامينهم، وتم الاستعانة بقذائف «آر.بى.جى»، عن طريق بعض الجماعات الجهادية، التى تتنمى إلى تنظيم القاعدة.
وأوضحت التحريات أنه تم التخطيط للواقعة بتصوير الأمر فى بدايته للأهالى بأن هناك معترضين من الإخوان على أداء الشرطة، حيث إنها قامت بقتل بعض المعتصمين بميدانى النهضة ورابعة، مشيرة إلى أن الهدف الحقيقى من وراء الحادث هو الانتقام لأغرض شخصية وسياسية وأيدلوجية، حيث اعتبرت تلك الجماعات قتل الشرطة حلالا وواجبا شرعيا فى مثل تلك الظروف التى يمر بها نظام الحكم السابق، مضيفة أن المتهمين خليط من البلطجية والمأجورين، وأعضاء الإخوان والجهاد، والأخيرين وفرا لهما المال الوفير والسلاح، وتم الحرص على تغطية وجوههم لإخفاء معالمهم، خشية تعرف الأهالى عليهم.
وأكدت التحقيقات صحة قيام بعض المتهمين بإرسال رسائل هاتفية تهدد بعض الضحايا، ومن بينهم مأمور القسم ونائبه، اللذين تم قتلهما والتمثيل بجثتيهما بعد نقلهما بواسطة سيارة نقل والذهاب بهما إلى ناهيا، لتعليقهما فوق أعمدة الإنارة الموجودة على الطرق الرئيسية وإلقائهما على قارعة ترعة الزمر.
ولفتت إلى أنه تم محاولة الاقتحام فى بداية الأمر قبل شهر من المحاولة الثانية، يوم 3 يوليو الماضى، لكنها لم تكن على المستوى المخطط له فى العملية الثانية، إذ كان الهدف منها توصيل رسالة إلى الشرطة مفادها «أن هذا مصيركم».
وكانت تقارير الطب الشرعى التى تسلمتها النيابة لحالات 9 ضباط وأمناء شرطة أكدت أن رؤوس الضحايا تهشمت، وتلقوا رصاصات فى البطن والصدر والرأس