فى مفاجئة من نوعها، أعلن عمرو دراج، وزير التخطيط الإخوانى السابق، أن حزب الحرية والعدالة مستعد للحوار مع الحكومة، بشرط أن يسبقه إجراءات لبناء الثقة.
وجاء ذلك في لقاء حزب الحرية والعدالة المصرى، ظهر اليوم الأربعاء، وفد حزب "الشعب" التركى المعارض، خلال زيارته للقاهرة، والتى التقى خلالها عدداً من الشخصيات السياسية والحزبية بمصر، وكان فى استقبال الحزب التركى والذى ضم كلا من نائب رئيس الحزب، فاروق لوغ أوغلو، والنائب عن الحزب بالبرلمان التركى، عثمان كوروترك، بأحد فنادق القاهرة، ممثلا حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد على بشر، وزير التنمية المحلية السابق، وعمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولى السابق.
وكشف دراج فى تصريحات عن تفاصيل اللقاء، أن الوفد التركى حضر لمقابلة حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان وليس ما يسمى بـ"التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، بناء على طلبه وذلك فى حضور عدد من الصحفيين الأتراك، وممثل للسفارة التركية بمصر، وممثل لوزارة الخارجية المصرية أيضاً، لكنهما لم يحضرا اللقاء الخاص، والذى امتد لأكثر من ساعتين.
وقال دراج: "نحرص على أهمية استمرار العلاقات المصرية- التركية بصرف النظر من فى الحكومة أو المعارضة، وهذا على مستوى العلاقات بين البلدين وليس العلاقة بين الأحزاب"، مشيراً إلى أن الوفد التركى أوضح عدم اعتراض وزير الخارجية المصرى الحالى (نبيل فهمى) على مقابلة حزب الحرية والعدالة، عندما استشاره فى ذلك.
وأضاف أنه أوضح للوفد التركى رؤية حزب الحرية والعدالة للوضع الحالى فى البلاد والتى لا تزال كما هى دون بغض النظر عن الوضع الحالى، وأن الحزب ما زال يحرص على عودة الديمقراطية والشرعية التى يمكن الحوار فى ظلها بشأن المستقبل، على حد وصفه.
وحول طرح حزب الشعب التركى لأهمية الحوار بين الحرية والعدالة، والسلطات الحالية، نفى دراج أن الوفد قد تطرق إلى هذا الأمر بصورة مباشرة، لكنه اكتفى باستطلاع الآراء، مؤكداً على استعداد للحوار الذى يجب أن تسبقه إجراءات لبناء الثقة بحيث تتوقف معها حملات الكراهية وعمليات القبض ومواجهة المظاهرات السلمية، مما يمهد أرضية لحوار جاد، موضحاً أن الحوار تطرق إلى رأى حزب الحرية والعدالة بخصوص الأزمة فى سوريا والأنباء عن احتمال توجيه ضربة أمريكية عسكرية لدمشق، على حد زعمه.
مؤكداً أنه رغم معارضة الحرية والعدالة لنظام بشار الأسد، ودعوتنا لرحيله، لكنه يرفض التعرض العسكرى بأى حال، فهو يرى ضرورة أن تتم إزاحة نظام الأسد عن طريق الداخل، مؤكداً تطابق وجهات النظر السياسية التركية المعارضة وحزب الحرية والعدالة فى رفض العمل العسكرى، رغم اختلافها قليلا مع الموقف التركى الرسمى .
وأضاف أن الوفد التركى سأل عن موقف الحزب من تصريحات رئيس الوزراء التركى من باب استطلاع الآراء بخصوص الأزمة فى مصر وانتقاده لشيخ الأزهر (د.أحمد الطيب)، وقلنا بوضوح أن تصريحات أردوغان موقف سياسى داخلى له شأن بالحكومة التركية التى تقدر المواقف، ونعتبرها ليست انتقادًا لقدر مصر العظيم أو مقام شيخ الأزهر، وإنما لمواقف سياسية قد تكون صحيحة أو خاطئة، لكن من المهم استمرار العلاقات الطبية بين الشعبين المصرى التركى.