قالت مصادر أمنية إن القوات المسلحة تتأهب لتنفيذ عملية عسكرية ضد مرتكبى مجزرة رفح الثانية، التى أسفرت عن استشهاد 25 مجندا، وإصابة اثنين، بعد تحديد هوية مرتكبيها، وأماكن اختبائهم، وإن طائرات الأباتشى مشطت منطقة الشيخ زويد، وحلقت على مستوى منخفض، لأكثر من ساعة، لمراقبة الموقف على الأرض بشكل مكثف.
ووقعت اشتباكات عنيفة، ظهر الثلاثاء، بين مسلحين وكمين أمنى بمنطقة المزرعة، شرق العريش فى شمال سيناء، عند المدخل الشرقى لحى العبور، وقال شهود عيان إنه تم تبادل إطلاق نار كثيف بين الجانبين، بعد سماع دوى انفجار ضخم بالقرب من الكمين.
وأضاف الشهود أن مسلحين أطلقوا النار على الكمين الأمنى من وسط أشجار الزيتون القريبة، وردت القوات عليهم، وأغلقت الطرق المؤدية إلى مكان الاشتباكات، وتم منع السيارات من السير على الطريق الدائرى.
وقالت مصادر أمنية إن مسلحين أطلقوا قذيفة «آر. بى. جى» على سيارة فنطاس تنقل المياه إلى أكمنة الجيش بطريق المطار من وسط أشجار الزيتون، ما أدى إلى إحراق السيارة، فأطلق الكمين الأمنى للقوات المسلحة بمنطقة المزرعة نيرانا كثيفة على مصدر إطلاق القذيفة.
على جانب آخر، نفذت قوات الأمن بمدينة العريش مداهمات لعدد من المنازل، صباح الثلاثاء ، بمنطقة المزرعة بمدخل قرية الطويل، وألقت القبض على عدد من المشتبه فيهم تم نقلهم إلى القاهرة، للتحقيق معهم.
وقال مصدر أمنى إن القوات المسلحة تقوم بتمشيط منطقة الشيخ زويد ورفح وضواحيها، لملاحقة منفذى مذبحة جنود الأمن المركزى، وتنشر دورياتها على جميع المناطق بشمال سيناء، والأكمنة العسكرية والشرطية على مداخل المدن ومخارجها، وإن قوات الأمن تمكنت من تحديد المناطق التى يختبئ بها الإرهابيون، وإن عملية عسكرية كبيرة سيتم تنفيذها، خلال ساعات، تشارك فيها القوات المسلحة والشرطة بطائرات الأباتشى والدبابات والمدرعات العسكرية وقوات خاصة من الشرطة والجيش.
وأضاف المصدر أن قوات الأمن تضيق الخناق على الإرهابيين بجميع المناطق، بعد تحديد أسمائهم والمناطق التى يختبئون بها، وأن الإرهابيين لا يمكنهم الظهور، بسبب الطائرات التى تحوم فى سماء المنطقة، خاصة منطقة الشيخ زويد، مؤكداً أن الجيش سينفذ عملية دقيقة تستهدفهم، تحت إشراف قائد الجيش الثانى الميدانى، الموجود حالياً بشمال سيناء.
من جانبه، أكد مصدر أمنى أن قذيفة «آر. بى. جى» سقطت بمحيط مكتب المخابرات الحربية بالعريش، مساء الاثنين، وأحدثت دوياً، ولم تسفر عن وقوع خسائر، ولم يتم تحديد مصدر إطلاق القذيفة.
وعلمت «المصرى اليوم»، من مصادرها، أن قوات الأمن تمكنت من ضبط العناصر المسلحة التى استهدفت المقدم أحمد محمد جلال، بجوار البنك الأهلى بمدينة العريش، ما أدى إلى استشهاده، وكان بحوزتهم قناصة وسلاح آلى، وكانوا يختبئون فى عمارة تحت الإنشاء، مقابلة للبنك الأهلى.
وأضافت المصادر أن قوات الأمن ألقت القبض على عشرات المسجلين خطرا بمدينة العريش، والمشتبه فى تورطهم فى قتل جنود الجيش والشرطة، حيث أكدت التحريات والمعلومات الواردة لمباحث شمال سيناء أن جماعة الإخوان تقوم بتجنيد المسجلين خطرا، لتنفيذ أعمال إرهابية داخل المدينة مقابل مبالغ مالية، مشيرة إلى أن الأعمال الإرهابية فى مدينة العريش توقفت تقريباً، بعد القبض على عشرات المسجلين خطرا.
ورصدت «المصرى اليوم» فترات حظر التجوال فى شمال سيناء، حيث يتم منع سير السيارات على الطريق الدولى، فى فترة الحظر، ويتم غلقه من القنطرة غرباً حتى رفح شرقاً، أما الطريق الدائرى لمدينة العريش، والذى ترتكز فيه عشرات الأكمنة للقوات المسلحة، والتى تعرضت لعشرات الهجمات الإرهابية من قِبَل المسلحين، فكان خالياً تماماً من السيارات والأفراد، خلال فترة الحظر، ورصدت «المصرى اليوم» إغلاق أكمنة الطريق الدائرى الذى يعد أخطر منطقة ينفذ الإرهابيون أعمالهم منها، ومنع مرور السيارات والأفراد، من خلال تشديد الإجراءات الأمنية بهذا الطريق.
أما فى مدينة العريش، فالأمر يختلف، فالمشهد داخل المدينة من أول وهلة لا يعطى شعوراً بأن هناك فرضا لحظر التجوال، حيث تفتح المحال بشكل طبيعى، والسيارات والأفراد يسيرون بشكل طبيعى، ولم يتم رصد أى تواجد أمنى بالمدينة وضواحيها، فيما يرتكز وجود الأمن بمنطقة ضاحية السلام، حيث توجد جميع المقار الأمنية. أما مدينة الشيخ زويد ورفح وقراها، فيبدأ حظر التجوال، فى الرابعة عصراً، وينتهى فى السادسة صباحاً، ويلزم خلاله المواطنون منازلهم.
واستنكر أبناء سيناء الحادث الإرهابى الأخير، وطالبوا الجيش بتسليح أبناء القبائل، لمواجهة الإرهاب، بالتنسيق مع الشرطة والجيش، مؤكدين أن أبناء القبائل فى خدمة القوات المسلحة، لتطهير سيناء من الإرهاب.
«المصرى اليوم» تواصلت مع القيادات الشعبية والمشايخ بالمنطقة، لمعرفة رأيهم فى الأحداث الأخيرة، لكنهم كانوا حريصين على عدم ذكر أسمائهم، لخطورة ذلك على حياتهم من الإرهابيين، خاصة بعد اغتيال بعض الشخصيات، آخرها نائب مجلس الشورى المنحل، عبدالحميد سلمى، الذى لقى مصرعه، بسبب آرائه وتصريحاته الصحفية.
يقول «ع. س» إن محاربة الإرهاب فى سيناء لن تكون إلا بمعاونة أبناء سيناء من القبائل والعشائر، وهذا لن يكون إلا بتسليحهم بالتنسيق مع القوات المسلحة، على أن تتكفل كل عشيرة وقبيلة بمنطقتها، لتطهيرها من الإرهاب، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس غريباً، وأنه تم تشكيل الحرس الوطنى لأبناء سيناء، قبل 1967، وكل قبيلة تكفلت بمنطقتها، وتم تدريبهم على أعلى مستوى، ومؤكدا أن الكثير من أبناء القبائل مستعدون للمشاركة فى القضاء على الإرهاب.
«ص. ر» يقول: «طالبنا الأمن بفرض حظر التجوال، منذ بداية العمليات الإرهابية ضد الجيش، فالأهالى سيستجيبون، لأنهم يريدون القضاء على الإرهاب، وهذا ما يحدث الآن، حيث توقفت الأعمال الإرهابية تماماً فى فترات الحظر، ولهذا تم تنفيذ مذبحة الجنود، بعد الانتهاء من فترة الحظر، ولكن كل ما نطالب به هو دوريات عسكرية على طول الطريق الدولى العريش - رفح بصورة دورية خلال النهار، لملاحقة أى مشتبه به، خلال هذه الفترة». ويقول «ف. أ»: «الأنفاق مع قطاع غزة يجب أن تتوقف تماماً، ونطالب بتدميرها، وتعويض أهالى المنازل التى بها أنفاق تعويضاً عادلاً، وأن تكون المنطقة الحدودية خالية تماماً من المنازل، وبهذا يمكن القضاء على الأنفاق، لأنها سبب كل البلاء الذى تشهده سيناء حالياً».