تقضي العادات والتقاليد المصرية على مر العصور بعدم الاحتفال بالمناسبات السعيدة والعزوف عن الابتهاج بالأعياد عندما يكون هناك حالة وفاة داخل العائلة، ويتم التخلي عن كافة مظاهر الاحتفال مثل "الكحك والبسكويت" في عيد الفطر المبارك، وذلك كنوع من أنواع الحداد على الفقيد، ولأن لكل قاعدة شواذ، فيبدو أن الإخوان هم شواذ هذه القاعدة في مصر.
لم يمر سوى 10 أيام فقط على واقعة "المنصة بالقاهرة والقائد إبراهيم في الإسكندرية" التي راح ضحيتها 88 حالة وفاة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا ان جماعة الإخوان أصرت على الاحتفال بالعيد وعمل الكحك والبسكويت داخل اعتصامهم برابعة العدوية وهو المكان الأقرب للرقعة التي سال على أرضها دماء من نزلو للدفاع عنهم.
وكان الداعية صفوت حجازي قد أعلنها يوم 11 يوليو من على منصة رابعة العدوية حينما قال : "نجهز لعيد الفطر، بعض الأخوات أمس اقترحن لنا أن ننشئ أفرانا لعمل كحك عيد الفطر في الميدان"، وخرج بعضهًا ليوضح أن كلامه تم فهمه خطأ وأنه لم يكن مقصود حرفيًا؛ بل كان في إطار الدعابة والتأكيد على استمرار الاعتصام إلى عيد الفطر.
إلا أن ما حدث بالميدان أمس واليوم أكد أن كلام "حجازي" لم يكن محض دعابة وكان مجهزا له من قبل وأن دماء الضحايا لم تغير شئ في ترتيبات "الإخوان"، حيث تجمعت النساء والفتيات داخل خيام "رابعة العدوية"، وأحضروا جميع مسلتزمات الحلوى والكحك، وأعدّوا العجين، كما أقاموا أفرانًا مثلما وعدهم حجازي من قبل.