أكدت القوى الإسلامية، أن الخلاف فى مصر بين جماعة الإخوان المسلمين والقوات المسلحة لن يحل بالعنف واستخدام السلاح أو بالحشود والحشود المضادة، مشددين على أن الفترة الحالية تتطلب من الجميع تهدئة النفس وأن العنف لن يبنى مصر أبداً وأنه لا سبيل من الخروج من الأزمة الراهنة إلا بالحوار والتفاوض للوصول إلى حل سياسى.
وأصدر الشيخ محمد حسان عضو مجلس شورى العلماء، بياناً تعليقاً على الأحداث التى وقعت بمدينة نصر خلال الساعات الماضية وأسفرت عن مقتل ما يزيد على مائة قتيل.
وقال الشيخ محمد حسان، فى بيان رسمى له مساء أمس السبت: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، اللهم إنى أبرأ إليك من هذه الدماء المحرّمة، ومن هذا المُنكر الذى لا يرضيك"، متسائلاً:" هل أصبحت دماء المصريين رخيصةً إلى هذا الحد؟! وقتلُ نفسٍ واحدةٍ بغير نفسٍ كقتل الناس أجمعين"، كما قال ربّ العالمين: (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وكما قال صلى الله عليه وسلم:قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا.
وأضاف حسان:" أُذكّر الفريق أول عبد الفتاح السيسى بقوله: لقد عاهدنا الله ألا نلقاهُ وأيدينا ملطّخة بدماء المصريين، نعم قال هذه الكلمات حرفيا، أليس هؤلاء من المصريين ؟!.، أسألكم بالله يا رجال الشرطة ويا رجال الجيش أن تحفظوا دماء إخوانكم من المصريين جميعا"ً .
وأكد عضو مجلس شورى العلماء، أن الخلاف لن يُحلّ بالقوة وإراقة الدماء، مضيفاً: "رؤية الدم تُثير الدم، وتُؤجج المشاعر، والعنف لن يبنى مصر أبداً يا سادة؛ بل العنف يهدم ولا يبنى، والشدة تُفسد ولا تصل، وأخاطب ضمائر من يتشدقون بالحرّيات، أخاطب ضمائر من يتشدقون بحقوق الإنسان.. أين ضمائركم ياسادة، أين شعاراتكم الرنّانة ؟!.".
وأضاف حسان: "أخاطب العقلاء والحكماء أن يتحركوا فوراً للجلوس سريعاً بتجرد وإخلاص لتجاوز الخلافات، وحل الأزمة، والتنازل لبعضهم البعض؛ قبل أن تسقط الدولة فى هُوّة حربٍ أهلية مدمّرة تأكل الأخضر واليابس؛ ولا يبقى فى مصر شيءٌ لأحد، فالدخول فى صراعٍ دموى بين (الجيش ولشرطة) وأبناء التيار الإسلامي، لا يكون أبداً فى صالح مصر، بل فى صالح إسرائيل".
وشدد عضو مجلس شورى العلماء، أنه ليس من العقل والحكمة أن تُحكم مصر من الساحات والميادين بالدعوة إلى الحشود والحشود المضادة، والتى تنتهى كل مرة بإراقة الدماء، مضيفاً: "وأخيراً أقول: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام والظلم ظلمات يوم القيامة.. أسال الله عز وجل أن يرد الجميع إلى عقله ورُشده وصوابه، وأن يحفظ مصر من كل مكروهٍ وسوء، وأن يحقن دماء أبناءنا، إنه ولى ذلك ومولاه".
فيما قال حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، إنه بعد الأحداث الأخيرة وجريان مزيد من الدماء المصرية ظهر جلياً أنه لا سبيل من الخروج من الأزمة الراهنة إلا بالحوار والتفاوض للوصول إلى حل سياسى.
وأضاف الحزب، فى بيان رسمى له مساء اليوم السبت: "صدرت أخيراً عدة مبادرات تؤدى إلى حل سلمى وسياسى للأزمة منها مبادرة الدكتور محمد سليم العو ورفاقه الأفاضل، والذى يرى الحزب أنها صالحة لأن تكون أساساً للحوار مع احتمال الزيادة والنقصان أو التعديل فى بعض بنودها".
ودعا حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، جميع الأطراف إلى إظهار شىء من المرونة وتغليب الصالح العام حفاظاً على وحدة مصر وتماسكها وحقنا للدماء وعودة اللحمة للشعب المصرى تحقيقاً للاستقرار وانطلاقاً لمستقبل يحقق آمال الشعب.
فيما قالت جماعة الإخوان المسلمين، تعليقاً على المبادرة التى طرحها الدكتور محمد سليم العوا المرشح الرئاسى السابق، إنها تقدر المواقف الوطنية المخلصة من كل رموز الوطن وقاماته الفكرية من أجل الحفاظ على الشرعية الدستورية.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين، فى بيان رسمى لها مساء السبت، أنهم كجزء لا يتجزأ من التحالف الوطنى لدعم الشرعية يسمعون إلى كل ما هو مطروح على الساحة دون إبداء الرأى فيه إلا بعد النظر والمشورة مع كافة أطراف التحالف وهو ما لم ننته منه حتى الآن، على حد زعمها