كشف عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، عن اتفاق جبهة الإنقاذ الوطنى على ترشيح حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
واعتبر جاد الإخوان المسلمين هم الطرف الثالث، مشيرا فى حوراه مع «الشروق» إلى شهادته التى قدمها للمجلس القومى لحقوق الانسان عن أحداث ماسبيرو، وفى الوقت نفسه يؤيد جاد المصالحة بما لا يمثل خرقا للقانون.
واستبعد جاد وجود تأثير لفول نظام مبارك فى الانتخابات المقبلة، كما اعتبر أن الموجة الثالثة للثورة فى 30 يونيو وضعت الإخوان المسلمين والسلفيين وتيارات الإسلام السياسى فى حجمهم الطبيعى، متوقعا ألا يحصلوا على أكثر من 25% فى الانتخابات المقبلة. وفى السطور التالية نص الحوار:
• ما رأيك فى استمرار جبهة الإنقاذ الوطنى عقب الإطاحة بمرسى؟ •
ــ الجبهة أدت مهمة ناجحة قبل عزل مرسى، ونحتاج الآن إلى تطوير أداء الأحزاب السياسية، من خلال ائتلافات انتخابية واندماجات. وبدأت الآن مفاوضات جادة للاندماج بين الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وحزبى الدستور والمصريين الأحرار، ومن الممكن أن يندمج حزب المؤتمر برئاسة عمرو موسى مع حزب الوفد، والأمر نفسه يمكن أن يتم بين الأحزاب الناصرية، والأحزاب اليسارية.
• هل دور الجبهة كان مجرد إسقاط مرسى؟
ــ لا، كان محاولة للتصدى للجنوح السياسى لمرسى والإخوان والسلفيين، وأيضا من أجل استحقاقات أخرى مثل تعديل الدستور وإجراء انتخابات جديدة، وأرى أن الجبهة استكملت مشوارها «بالعافية»، لكن الآن لابد من التفكير فى وسائل جديدة من خلال الاندماجات والائتلافات الانتخابية، والأحزاب التى قررت الاندماج بدأت العمل من خلال تكوين لجنة لاختيار الاسم، ولجنة تنظيم لدمج الهيئات العليا والأمانات، ولجنة لوضع برنامج مشترك.
• ما صحة ما يقال على أن الجبهة بدأت تفاهمات مع الجيش قبل 30 يونيو؟
ــ نحن فى الجبهة، وفى الحزب، لم يكن لدينا خطوط اتصال مع الجيش، لكن الصدام بدأ مع الجيش بعد الإعلان الدستورى الصادر فى نوفمبر عندما دعا الفريق أول عبدالفتاح السيسى إلى عقد اجتماع مع المعارضة، لكن الرئيس قرر إلغاءه، وأيضا حادثة قتل جنود وضباط فى رفح والتى أعقبه عزل المشير طنطاوى، ثم قام الجيش بالعملية نسر وأوقفوها له، فحدث التوتر. يمكن القول إن الجبهة راهنت على الجيش، إذا لم تنجح فى حشد الناس فى الشارع، لكن الذى حسم المعركة هو الخروج الجماعى للمصريين.
• ماذا لو لم يتدخل الجيش؟
ــ الناس نزلت لتغير، لكن النزول فى 25 يناير كان فى القاهرة والإسكندرية، والسويس، أما فى 30 يونيو فخرجوا فى كل المحافظات، وحتى فى المعاقل التصويتية للإخوان، بعد أن أصبحت الأحوال المعيشية صعبة، ولو لم يحسم الجيش الأمر لكنا وصلنا إلى حرب شوارع وحرب أهلية.
• ما رأيك فى الحكومة الجديدة؟
ــ الحكومة انتقالية ومدتها من 6 إلى 8 شهور، وبها وجوه ثورية مثل محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية أيقونة الثورة الذى يحصل على منصب فى الدولة للمرة الأولى.
• لكن هذا المنصب غير منصوص عليه فى الإعلان الدستورى وليس له مهام محددة؟
ــ نعم لكن وجوده فى هذا المكان مهم، ويعكس فهما لقدرته فى إعادة صياغة علاقات مصر مع العالم، والمؤسسات الدولية، أيضا الحكومة بها تكنوقراط وكفاءات فالدكتور حازم الببلاوى، وزياد بهاء الدين، من الشخصيات الحرفية والمهنية. ولا أستطيع أن أقول إنها حكومة ثورية لكنها انتقالية مهمتها وضع مصر على طريق الديمقراطية واستعادة الأمن فى الشارع وتوفير السلع الأساسية والترتيب للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وتقديرى أن هذه الحكومة تستمر على الأكثر حتى شهر أبريل.
• كيف نضمن ألا تجور عملية استعادة الأمن على حقوق المصريين خاصة مع عودة بعض الانتهاكات من قبل الشرطة؟
ــ انتهى زمن قمع وقهر المصريين، وأتمنى أن تستوعب الشرطة الدرس، خاصة بعد تحسن صورتها فى عيون المصريين والبسطاء، فيجب أن يحافظوا عليها، لكن لو عادت إلى القمع فسيثور عليها المصريون، لذا يجب محاسبة المسئولين عن الانتهاكات.
• ما رأيك فى الإعلان الدستورى خاصة مع وجود نصوص كاملة مأخوذة من الدستور مثل المواد المتعلقة بتفسير الشريعة الإسلامية؟
ــ انزعجت كثيرا من هذه المواد، لكن لما تأملتها قلت ربما إنها موائمة وواقعية فى هذه اللحظة خاصة مع وجود حزب النور فى المفاوضات، ولكن بقاء هذه المواد لا ينبغى أن يفهم أنها ستنسحب على التعديلات الدستورية.
• من الذى يدير الفترة الانتقالية؟
ــ الأساس هو الحكومة وليس الرئاسة، وتعمل مع مؤسسات الدولة، نحن نعيش خطر اختراق الأمن القومى، من خلال شمال سيناء، والجيش يمنع مجازر فى الشوارع. فهل تريدون ألا يكون له دور فى القرار؟ نحن فى مرحلة انتقالية، والمصريون ممتنون للدور الذى لعبه الجيش، والخطابات العاطفية لوزير الدفاع تريح المصريين، طبعا الجيش له تأثير على العملية السياسية، لكن لا يصل الأمر إلى فرض قرارات على الحكومة، بمعرفتى الشخصية بالببلاوى وزياد بهاء الذين لا يمكن لى ذراعهما، وأعتقد انه حين تعود الأوضاع لطبيعتها سيعود الجيش للعب دوره الأصلى.
• ما موقفك من المصالحة والحديث عن وجود خطاب كراهية يؤدى لشيطنة الاخوان؟
ــ الإخوان غير محتاجين لشيطنة، وممارستهم تعكس هذا، فهم الطرف الثالث، كنت كتبت شهادة وقدمتها للمجلس القومى لحقوق الإنسان عن أحداث ماسبيرو، يظهر فيها أشخاص يطلقون الرصاص وقناصة يضربون الرصاص على الجميع، والحقائق بدأت تنكشف فى اقتحام السجون وأمن الدولة، وأيضا يمكن أن نرى إجابات من خلال ما جرى فى السنة الماضية عندما حكم مرسى لمدة سنة ولم يفجر خط الغاز مرة واحدة، وكلام البلتاجى عن ربط إيقاف العمليات الإرهابية فى سيناء، بعودة مرسى. أنا مع المصالحة ولكن ليس على حساب القانون.
• كيف ترى حزب النور ومدى قوته فى الفترة الحالية؟
ــ النور قوة موجودة لكن تم تضخيمها بشدة بعد 25 يناير بسبب حالة الإغراق فى الدعاية الدينية، وجاء كرد فعلى تلقائى بعد أن تضرر الشعب من الحزب الوطنى، وقرر أن ينتخب «بتوع ربنا»، لكن ما حدث على مدار العامين الماضيين أفرغ الهواء من البالون ليعود كل فصيل لحجمه الطبيعى، والأمر طال كل مجموعات الإسلام السياسى ولن يزيد قوتهم فى البرلمان القادم جميعا على 25%
• كيف تخرج الجماعة من مأزقها الحالى؟
ــ كان لديهم فرصة ليكونوا جزءا من الخريطة السياسية، لكن تصرفاتهم ستدفع بهم للنزول تحت الأرض مرة أخرى واسترجاع تجربة 1954. أعتقد أنهم سيتعرضون لإنهاك شديد لن يقدروا على الاستمرار معه، وبقدر زيادة عنفهم بقدر توقعى بحل الحزب والجماعة، واعتقال القيادات العليا والوسيطة، ولو تراجعوا سيعتقل القيادات وتحاسب قانونا ويحتفظون بالحزب.
• ما سر العلاقة التى يحاول الأمريكيون الحفاظ عليها مع الإخوان؟
ــ لديهم دراسات منذ التسعينيات تقول إنهم التيار الوحيد المنظم القوى، الذى يمكن أن يقود البلد فيما بعد، وهم يريدون استقرارا لمصر ولا يعنيهم الديمقراطية، وإنما ضمان المصالح، لكن هذا تهاوى، أما الجيش فهو المؤسسة المتماسكة التى أمامهم، وبدأ موقفهم يتحول تدريجيا.
• هل تتخوف من عودة فلول نظام مبارك فى الانتخابات؟
لا، هذه ظاهرة وانتهت سيحصلون على نسبة لكن ليست كبيرة، والشعب لم يخرج فى 25 يناير و30 يونيو لإعادة نظام مبارك، وأنا مع عزل كل من ارتكب مخالفة.
• ماذا عن الاستعداد للانتخابات الرئاسية؟
ــ جبهة الإنقاذ اتفقت على تقديم مرشح واحد.
• هل الجبهة حددت مرشحها الرئاسى؟
ــ اعتقد أن هناك اتفاقا، حتى الآن، على حمدين صباحى.
الرئيسية 
