ما هى أوراق الضغط التى تملكها جماعة الإخوان.. وما هى البدائل المتاحة أمامهم فى هذه الأوقات العصيبة من تاريخهم؟
خسر الإخوان كل ما يملكونه وما بقى معهم أن رئيسهم محمد مرسى الذى جاء بالانتخاب قد تم إخراجه من المنصب بقوة الجماهير والجيش، والورقة الثانية هى حشودهم المنظمة..
ورقة «الشرعية» تتآكل بعد انطلاق خريطة الطريق الجديدة ثم الدعم الدولى والعربى، والأهم هو الدعم الشعبى للنظام الجديد.
الورقة الثانية هى الحشود الإخوانية المنظمة وتتوقف قيمتها على نوايا الاخوان ونوايا الجيش والأهم رد فعل الشعب.
إذن ما هى البدائل المتاحة أمامهم بعد أن تخلى عنهم القريب والبعيد أى الأمريكان فى الخارج والتيار السلفى فى الداخل؟.
السيناريو الأول أن يواصل الإخوان اعتصامهم السلمى فى الميادين على أمل استدراج مزيد من التعاطف الشعبى من فئة حزب الكنبة. لكن عيب هذا السيناريو أن المعتصمين سيعودون يوم ما إلى بيوتهم وأعمالهم، ثم إن أهالى مناطق الاعتصام لا يمكنهم التحمل إلى ما لا نهاية.
السيناريو الثانى: أن يعود المعتصمون إلى بيوتهم ويبدأوا فى تنظيم مسيرات سلمية إلى ميادين وأماكن مختلفة.
السيناريو الثالث: أن يلجأ الإخوان إلى المسيرات الاحتجاجية مصحوبة بالعنف والصدام الذى قد يولد مجازر واسعة قد تغير من المعادلة فى لحظة ما.
السيناريو الرابع أن يحافظ الإخوان على سلمية مظاهراتهم واحتجاجاتهم شكلا لكن يقوم آخرون بتنفيذ أعمال عنف واسعة يتبرأ منها الإخوان علنا ، ووقتها يقولون: «ألم نحذركم من انفلات الشارع؟».
السيناريو الخامس أن يواصل الإخوان أعمالهم الاحتجاجية ويقبلون باندماج ولو جزئيا فى العملية السياسية، وميزة هذا الخيار أنه قد يتضمن وقف مطاردة أجهزة الأمن لكوادر الجماعة، وفى نفس الوقت يعطى التنظيم فرصة لالتقاط الأنفاس وتقييم التجربة والأهم الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة. وهذا السيناريو يتضمن بالطبع ضرورة إيجاد صيغة لتسوية وضع محمد مرسى واستبعاد المرشد من عمليات الاعتقال أى العودة لصيغة عهد مبارك.
السيناريو السادس أن يفض الإخوان اعتصامهم تماما ويندمجوا فى العملية السياسية وهو احتمال ضعيف جدا لأنه سيجعل الكثير من الأنصار يسألون قادتهم: لماذا حدث كل ذلك؟.
السيناريو السابع أن يطبق الإخوان خليطا من كل السيناريوهات السابقة بمعنى أن تتواصل الاحتجاجات كل أسبوع مثلا وممارسة أنشطة متنوعة من شأنها «العكننة» على النظام الجديد، وفى نفس الوقت استمرار الاتصالات مع النظام الجديد سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، مع احتمال إشراك بعض الوزراء الإخوان فى الحكومة.
هذا السيناريو «الكوكتيل» سيجعل الإخوان يقولون للمتشددين داخلهم: نحن مستمرون فى المعارضة، وللمعتدلين: نحن لم نغلق الباب فى وجه التفاوض.
المشكلة أن الإخوان ليس فى أيديهم كل شىء ليقروا أى سيناريو يختارون والسبب أن خياراتهم تتوقف فى جانب كبير منها على المدى الذى يريد النظام الجديد أن يفعله معهم: هل يتوسع فى اعتقالات قادتهم، هل يحل جمعيتهم أو جماعتهم، هل يصل إلى أقصى مدى من الإجراءات ليضمن أقل قدر من المعارضة، هل سيترك للإخوان حرية الحركة فى الشارع فى المستقبل القريب؟.. ومئات الأسئلة التى يتوقف معظمها على حركة الشارع.. هذا الشارع الذى أسقط مبارك فى 18 يوما ومرسى فى 3 أيام.