عملية الأسير ٢ (سلسلة الأفضل والأسرع)

من المؤكد أنها لم تكن معركه عاديه بل كانت مباراه
علي اعلي مستوي من الفن والمهارة والإتقان
فقد بدء القتال بأن قفز أحد الرجال الخمسه وقدمه موجهه إلي وجه عادل
وهاجمه إثنين من جانبيه بأن قفز كل منهما ناحيته
وهبط وهو يوجه إحدي قبضتيه لوجه عادل
بينما دار الإثنان الباقيان حوله لمحاولة إرباكه
كانت طريقة بدء قتالهم توحي بأنهم محترفون بالفعل
ويمتازون بالتناغم فيما بينهم وقادرون علي هزيمة
وإرباك أي محترف ولكننا حينما نتحدث عن عادل
فإننا لا نتحدث عن مجرد رجل محترف بل إننا نتحدث
عن رجل يملك سرعة رد فعل خارقه لم يراها راڤي ورجاله سابقا مع قدرات قتاليه ممتازه أهلته للقب الأفضل
وهو لقب أثبت عادل أنه يستحقه عن جداره حينما
نحي وجهه جانبا تفادي ركلة الأول ثم رفع ذراعيه في نفس الوقت ليقابل بهما قبضتين من يهاجمانه
من اليمين و اليسار
ثم عادت إحدي يديه لتتصدي سريعا لإحدي الضربات من أحد مهاجميه ثم إنحني ليتفادي ضربه أخري من أخر
كان القتال يدور بسرعه وقوه وعلي طريقة
الاكشن الصيني وراڤي يتابعه بإعجاب وثقه في إنتصار رجاله وكذلك تابعه ليڤي المذهول والذي تناسي إصابة أنفه
وأبو جهاد بتوتر والذي منعته إصابته من الإشتراك
في نفس الوقت الذي كان عادل يميل بجذعه للخلف ليتفادي ركلة أحد الرجال كان قتالا قويا وسريعا ويحتاج إلي قوه ومرونه وسرعه رد فعل عاليه
وعادل يتمتع بكل تلك الصفات وفجأه ألقي عادل بجسده للوراء علي يديه ثم دار وعاد يعتدل علي قدميه وقد إبتعد بتلك الحركه عن مهاجميه قليلا وهو يقول لهم ساخرا
حسنا أيها الأوغاد لقد تركتكم تهاجمون كثيرا وإكتفيت بدور المدافع وكان ذلك إختبارا لقدرتكم ومهارتكم
أما الآن فقد حان دوري في الهجوم٠
ثم قفز ليركل بقدميه الإثنين رجلين ولكنهما أثبتا أنهما محترفان بحق فقد تفاديا ركلتيه بإنحنائه جانبيه سريعه
ولكنه دار حول نفسه في الهواء سريعا وهوي بقبضتيه سريعا عليهما ثم تفادي ركله من آخر
بإستعمال إحدي قدميه
ودار وقفز وثني جسده بسرعه مذهله ثم عاد ليطلق قدميه كالقذيفه الموجهه بوجه من حاول ركله وحينما هبط بجسده علي الأرض إرتد كالمطاط المرن واقفا علي قدميه
ثم دار وقفز حول نفسه بزاويه نصف دائريه
وهو يرفع إحدي قدميه ليضرب بها وجه أحد الرجال
قبل أن يدور حول نفسه برشاقه مذهله
ويهوي بقبضتيه بتتابع سريع علي عنق أحدهما
فيخرجه من المعركه تماما بعدما حطم عنقه
ولكن الرجال الأربعه الباقين هاجموه في شراسه كبيره وخاصه بعد مصرع زميلهم أمامهم
وتفادي عادل أحدهم سريعا وهوي بقبضتيه عليه
ولكن الثاني هوي بقبضتيه بنفس السرعه علي عادل
فلم يلحق عادل من تفاديها وقفز الثالث والرابع بتتابع
مدهش ليركلانه في صدره ووجهه
كانت ثلاث ضربات متتابعه عنيفه كافيه
لإفقاد أي رجل وعيه ولكن ليس عادل
فبالرغم من قوة وعنف الضربات إلا أنه
تجاوز آلامه بسرعه ثم دار حول نفسه
دورات متتاليه سريعه
قبل أن يقفز ويركل أحدهما بإحدي قدميه نجح الرجل في صدها ولكن عادل اتبعها بالقدم الأخري في وجهه
ثم مال بجسده في الهواء وهوي بقبضتيه علي وجهه بسرعه وقوه فألقاه مترين إلي الوراء وقد فقد الوعي
ثم قفز وسط الثلاثه الآخرين وصد ضربة أحدهما بإحدي يديه في نفس الوقت الذي إرتفعت ركبته تضربه
في مكان حساس بقوه مما جعله يشهق بقوه
فتابعها عادل بحدي يديه الإثنين علي جانبي
عنقه فأفقده الوعي
ثم تفادي قبضة أحد الرجلان الباقيين وإرتفعت يده
لتقابل قبضة الآخر ثم قفز ودار حول نفسه كالمروحه
ليركل أحدهما بقوه مرتين متتاليتين أخرجته من المعركه
ولكن الأخير قفز يركله بإحدي قدميه فتفادي عادل الركله
ولكنه تبعها بركله بقدمه الآخري فأصابت وجه عادل
ونزل خيط من الدماء من جانب فمه
مما جعله يغضب بشده ويندفع نحوه ثم يميل ليتفادي قبضته الموجهه لوجهه ثم يهوي عليه بسرعه وقوه
شديده بقبضتيه فيفقده الوعي وتنتهي المعركه
ويلتفت لاهثا لراڤي الذي إحتقن وجهه وهو يقول
يا للشيطان إنك بارع للغايه أيها المصري
وأخرج مسدسه سريعا وأطلق النار علي عادل
وهو يقول له بكل مقت الدنيا
والآن مت أيها الشيطان المصري مت
ولكن عادل أثبت مره أخري أحقيته بالحصول علي
لقب الأفضل فلم يكد يلمح راڤي وهو يخرج مسدسه ويطلقه حتي إنحني سريعا وإنقض عليه كالفهد
فأطاح بمسدسه بضربة واحده وهو يقول له
بصوت صارم مخيف
هل علمت الآن من هم الأبرع أيها الصهيوني؟
فقال له راڤي وهو يكاد يبكي من الغيظ
أقسم أن أجعلك تدفع الثمن إذا إلتقينا ثانية
فإبتسم عادل بسخريه وقال له وهو يهوي علي
مؤخرة رأسه بضربه فنيه سريعه أفقدته الوعي
يمكنك أن تحلم بهذا أيها الوغد
شهق راڤي وسقط فاقد الوعي
ثم إلتفت عادل لأبوجهاد المندهش وسلمي وليڤي المذهولان
وقال لهما
أعتقد أن المهمه قد إنتهت بهزيمه ساحقه لكم
ثم قام بتقييدهما جيدا وهو يقول لأبوجهاد
هيا بنا يا صديقي حان وقت العوده للوطن
فقال له ليڤي وسلمي بذهول أشد
صديقك
إبتسم عادل وهو يقول لهما ساخرا
نعم لقد كان هذا أبرع جزء ف الخطه أن نوحي لكم بأن
أحد رجال وحدتنا الذي جاء هنا سرا هو أحد
قادة حركة حماس الغير معروفين
لزيادة تشتتكم وجعلكم تراقبون إجتماعي به
بمنتهي الأهميه في حين  أن الهدف كان يعبر بهدوء
أثناء إنشغالكم بلقائنا الوهمي وكانت هذه خطه
بديله وضعها خبراؤنا في حال كشفكم لأمر العميل
الذي كان من المفترض أن يقابلني بدلا منكي مبكرا
يا عزيزتي سلمي
ثم أردف بضحكه ساخره
ولست أدري كيف أشكرك فلو لم تسعي أنتي ورؤسائك إلي لقمت أنا بمحاولة لفت إنتباهكم بطريقه معقده
ولكنك أنتي ومن ورائك
وفرتم عليا المجهود مشكورين
ثم قام بتكميم أفواههما بشريط لاصق وهو يقول لهما
سيضمن لنا هذا عدم تحرككما أو القيام بأي إجراء
حتي نغادر إلي بلادنا بإذن الله
ثم تقدم من سلمي وقام بحركه سريعه بإخراج جهاز في حجم رأس الدبوس من شعرها
ونظر في عينيها وهو يقول لها
لقد وعدتك بإهدائك هديه مفاجئه بعد إنتهاء مهمتي
ومد يده أمام عينيها المصدومه بالجهاز وهو يكمل قائلا
ها هي ذي
أعتقد أن هذا هو الجهاز الذي ألصقوه برأسك لكي يتبعونا دون أن أدري أو هكذا تصوروا وكادوا ينجحون لولا تسرعك بخطأين بسيطين يكشفان
عدم تدريبك بالقدر الكافي
بالإضافه لكشفك لي أنهم كانوا يتبعوننا حينما خرجنا من الفندق وانتي تتصورين أنكي بهذا تكسبين ثقتي مما جعلني أتأكد أنكي معهم وأنهم يتبعونك بواسطة جهاز ما فقررت مجاراتك ولجأت للخطه البديله
التي نجحت بخداعكم وكأنكم مبتدئين ولا داعي لنظرة
الإندهاش تلك المرسومه علي وجهك ببلاهه
ثم تركها خلفه وقد سالت دموعها بقهر
وإنطلق هو وصديقه إلي أرض الوطن
لقد نجحت المهمه تماما

* الختام *

أبتسم مدير وحده العمليات الخاصه وهو يقول لعادل
بعد أن قدم إليه تقريره
عمليه رائعه أيها الرائد لقد أثبتت فيها مهاره مدهشه
أذهلت رجال مخابراتنا مثلما أذهلت الموساد
والذي قرر وضعك ضمن قائمه تضم أبرز أعدائه
ممن يبغي التخلص منهم
إبتسم عادل وهو يقول لرئيسه
أشكرك يا سيدي وإن كنت لا أري سوي أنني أديت واجبي
تجاه وطني مصر
شعر المدير بالحماسه تجتاحه مع ذكر عادل لكلمة مصر
ولكنه قال له فجأه
ولكن قل لي يا عادل لماذا أثرت جنونهم وقاتلتهم بوجه مكشوف مع أن التعليمات كانت تقتضي بالقيام بالمهمه
سرا وليس بوجه مكشوف
فقال له عادل
معذره يا سيدي ولكنهم كشفوا أنفسهم بعميلتهم التي أرسلوها إلي وكأنها عميلنا ثم تحدثت عن عدم علمهم بالمهمه ثم عادت لتناقض نفسها وقد تحدثت بعباره دون أن تنتبه عن عملية القاهره مما أكد شكوكي بأنهم قد كشفوا عميلنا وقبضوا عليه أو ربما غالبا تخلصوا منه
والا لكانوا أجبروه علي لقائي والعمل كعميل مزدوج
يوقع بي فأرسلوا تلك الفتاه بدلا منه لخداعي ولكنها لم تكن بالذكاء المطلوب والخبره الكافيه كما أن حديثها عن عملية القاهره السريه أكد لي بأن للموساد جاسوس وسطنا غالبا في موقع مهم بجهاز مخابراتنا وكنت أشك بنسبه كبيره أنكم تعرفون هذا وإلا لما طلبتم مني إحاطه تحركاتي بسريه في قلب أرضهم وعدم إرسال أي رسائل من هناك مع أنه من المفترض أنني يجب أن أسعي لجذب إنتباههم لوجودي حتي يركزون علي في نفس الوقت الذي تقوم فيه مخابراتنا بنقل الجندي الأسير
وقد قمت بإستغلال كشفهم لأمري مبكرا ولقنتهم درسا قاسيا بفضل الله يجعلهم يعرفون مدي قوة إدارتنا
وأننا لا نعرف الفشل
إبتسم المدير إعجابا وهو يقول له
مره أخري تثبت ذكائك وبراعتك بالتحليل يا عادل
والحمد لله أنك تعمل بصفوفنا والا لكنت عدوا مرعبا
ويجب أن تعرف أنه تم القبض علي الجاسوس عامل الهاتف بعد أن إنتفت الحاجه إليه بعدما نقلنا لهم
ما كنا نرغب بنقله
فقال له عادل مبتسما
لقد توقعت هذا يا سيدي
وإن كان هناك أمر يقلقني
فقال له المدير وهو يعقد حاجبيها
أي أمر
فقال له عادل بعد تنهيده
بالرغم من نجاح المهمه وإتمام عملية التبادل مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني ولكن ما جذب إنتباهي هو
عدم رضاء جهاز الموساد عن الإفراج عن يحيي السنوار بالذات ونشرهم هذا علنيا في صحيفه أثناء إستقبال رئيس وزرائهم نتنياهو للجندي بنفسه لدواعي إنتخابيه
وقد دفعني هذا لقراءة بعض ما تم كتابته عن تحليل شخصية يحيي السنوار وهو ما أدي لتخوفي
فقال له المدير وحاجبيه يزدادان إنعقادا
لماذا يا عادل؟
فقال له عادل
لإن هذا الشخص بالرغم من أنه مخطط بارع
ويستطيع القيام بعمليات هجوميه غير متوقعه تربك أي عدو وتكبده خسائر فادحه ولكنه لا يبالي بأي خسائر في أرواح المدنيين مما يعني أنه قد يقوم بعمل مبهر
مستقبلا يكبد العدو خساره فادحه ولكنه قد يجر علي
المدنيين مجازر مروعه حينما ينتقم العدو
وهذا ما يقلقني أنا أيضا
فقال له المدير وهو يبتسم
فلندع السياسه لأهلها فهم أدري بها
فقال له عادل
بالفعل يا سيدي ولكن القتال الذي نخوضه هو أحد طرق السياسه أيضا
فقال له المدير
ليكن المهم أنك تستحق إجازه بعد المجهود الرائع
الذي بذلته والذي أثبتت به قوة إدارتنا وأنها تستطيع الدفاع عن الوطن والقيام بأي عمليه مهما كانت حتي ولو كانت بقلب العدو
وسنحتفظ بأرشيفها لتدريسها لرجالنا الجدد
فقام عادل مستأذنا وأدي التحيه العسكريه بقوه وإنصرف
تاركا المدير وراءه وقد عاد بكتفيه للوراء علي مقعده
وهو يفكر بكلمات عادل عن شخصية يحيي السنوار
وقفز إلي ذهنه سؤال مخيف فجأه
تري هل يقوم السنوار فجأه بعد فتره من خروجه
بالقيام بعمليه مفاجئه كارثيه علي العدو تدفعه للرد والإنتقام من المدنيين بجنون
ولم يدري أن ما يدور بذهنه ليست مجرد فكره أو سؤال مقلق بل كانت نبوءه تحققت حرفيا
بطوفان الأقصي
الذي نتمني من الله أن يعجل بنهايته
وبنهاية معاناة أشقائنا بغزه

               
                      تمت بحمد الله
تأليف محسن سالم
01149933473