مذيعو الفضائيات يفتون عن عذاب القبر. عن تارك الصلاة. لا أحد يسكتهم. مفيش فايدة. بعد ذلك فى برنامج آخر جاء الشيخ ميزو. هذا هو اسمه. وقال إن صحيح البخارى رجس من عمل الشيطان. يا جماعة العلم حد يرد. قالوا: ده شيعى. ربنا ينتقم منه. خرج بعد ذلك من يسمى نفسه أبوالعرايس ليتحدث عن الإبادة الجماعية فى صدر الإسلام. وأشياء أخرى لا يصح أبداً ترديدها.
وقبل كل هؤلاء خطيب الميدان وعمر مكرم. وبعدهم الشيخ سعد اليتيم. وبينهم مذيعون ومذيعات. وعمائم من هنا وهناك. تصب جهودها جميعا فى بوتقة واحدة. وهى الإساءة إلى الدين.
السؤال: هل هى مصادفة تركيز الفضائيات على هذا النوع من السفه. أم أن ذلك هو المقصود بتجديد الخطاب الدينى فى هذه الآونة؟ قالوا عن أحدهم إنه من أقطاب البهائية فى المنطقة. وعن أبوالعرايس قالوا إنه لا مؤاخذة. وعن المشايخ إنهم لا مشايخ ولا حاجة. يتم استخدامهم لتحقيق الهدف. وقالوا عن صمت الأزهر تجاه ذلك الذى يحدث إنه ضعف وتقصير فى نفس الوقت. المهم أن هناك إجماعاً على أنها أصبحت ظاهرة. ليست أبداً مصادفة. بل هى مقصودة. منظمة. مرتبة. التوقيت له أهداف. القنوات التليفزيونية التى تتبناهم واضحة المعالم. من يقف وراءهم؟ هذا هو السؤال.
المهم أن هذه القضية كانت فى ظاهرها دائماً وأبداً تهدف إلى النَّيْل من الدين. يبدو أن لا أحد يقرأ. لا أحد يتعلم. لا أحد يستفيد من دروس الماضى. لم تستطع مثل هذه المحاولات إضعاف الدين فى نفوس العامة أبداً. كان العكس دائماً هو الذى يحدث. يستشرى التطرف. التشدد. التزمت. الكراهية. ثم العنف. الانقسام. الإرهاب بصوره المختلفة. نكتشف فى النهاية أن تفكيرنا كان خاطئا. لكن بعد فوات الأوان.
بالتأكيد استخدام هؤلاء فى هذه الآونة يأتى من جهات تسعى إلى الشر. تعمل على إثارة القلاقل فى المجتمع. تحاول الوقيعة بين فئات الشعب. الأمر جد خطير. الرد عليه سوف يكون بالعنف إن استمرت الظاهرة. هكذا أثبتت التجربة. اغتيال الشيخ الذهبى، رحمه الله، كان بناء على فتوى. اغتيال الرئيس السادات استند أيضاً إلى فتوى. التفجيرات الدائرة الآن ترتكن إلى فتاوى. ليس من حق كل من هب ودب أن يفتى. ليس من حق أحد. أى أحد. الخوض فى الدين بما لا يليق. يجب على الأزهر أن يضطلع بدوره. الأزهر وفقط. المرحلة لا تحتمل كل هذا اللغط. وفى ماذا. فى الدين. لماذا لا يناقش الأزهر آراء المجتهدين فى الدين. محمد عبده. رفاعة الطهطاوى. جمال البنا. فرج فودة. نصر حامد أبوزيد. لماذا يتركنا عزلاً أمام اجتهادات التليفزيون المفتقرة إلى عمق البحث والتحليل؟ لماذا توقف عن اجتهادات المذاهب الأربعة. اجتهادات توقفت منذ أكثر من سبعة قرون