استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم السبت، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رینزى، حيث تباحثا حول الأوضاع الإقليمية والدولية، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وفى مؤتمر صحفى مشترك، استغرق نحو ٥٠ دقيقة، مع رئيس الوزراء الإيطالى، عقب المباحثات، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن إيطاليا شريك تجارى كبير مع مصر، وإن التبادل التجارى بين البلدين ٦ مليارات دولار، ووجه الرئيس السيسى، التهنئة لإيطاليا على رئاستها للاتحاد الأوروبى.
وأشار إلى توافق رئيس الوزراء الإيطالى مع المبادرة المصرية بخصوص الوضع فى غزة، مؤكدا أن المبادرة المصرية هى الحل، كما أن الوقت حاسم ولا بد من وقف إطلاق النار وإيقاف نزيف الدم الفلسطينى، مضيفاً أن فقدان الوقت يؤدى إلى تعقيد الأوضاع.
وأكد السيسى أن المبادرة المصرية قادرة على حل الأزمة فى غزة، مضيفاً أن الجهود المصرية فى هذا الشأن مازالت دائمة، مشيرا إلى أن المبادرة المصرية أطلقت قبل الاجتياح البرى الإسرائيلى لقطاع غزة، مؤكداً أن المبادرة تفتح الباب بدون قيود للتهدئة ولا يوجد بديل آخر.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية هى التى شكلت الوفد الذى سيجرى مفاوضات فى القاهرة مع الجانب الإسرائيلى، وهى التى اختارت كافة الفصائل، مبينا أننا لا ننشغل بالتفاصيل، وأن الأهم هو وقف نزيف الدم والتوصل إلى تهدئة حقيقية، مضيفا "نحن نريد دولة فلسطينية تعطى أملا للفلسطينيين فى الاستقرار وبناء دولتهم فى الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشرقية".
وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا، حمل الرئيس عبد الفتاح السيسى المجتمع الدولى المسئولية الاجتماعية والسياسية والإنسانية تجاه ما يحدث فى ليبيا، وقال إنه ورئيس الوزراء الإيطالى تباحثا حول ملف الإرهاب، واتفقا على ضرورة مواجهته، لافتاً إلى تزايد العنف والمليشيات فى ليبيا.
وتابع الرئيس السيسى: "هناك سلاح كثير فى الصحراء الليبية، يستخدمه المتطرفون، وما يهمنى هو أمن واستقرار مصر".
وحول وضع مصر، أكد الرئيس السيسى، أن مصر تستعيد عافيتها وستعود مرة أخرى لريادتها فى المنطقة، مدللا على ذلك بالإجراءات السياسية مثل الدستور وانتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أنه قبل نهاية العام الجارى سيكون لدى البلاد برلمان لتكتمل خارطة الطريق، كما أن هناك إجراءات اقتصادية تحملها الشعب المصرى وسيجنى ثمارها قريبا.
وبالنسبة للإجراءات الأمنية، أوضح الرئيس السيسى أننا نوازن بين الأمن وحقوق الإنسان، مضيفا: "القادم أفضل مع مزيد من الاستقرار والأمان مع احترام القانون.. وأقول للأوربيين لا تنظروا إلينا بعيون أوربية فقط، وانظروا إلينا بعيون مصرية".
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه أعد بحثاً منذ سنوات عن مواجهة التطرف والإرهاب، مضيفاً أنه تحدث خلال البحث عن إستراتيجية بعيدة المدى لتحقيق أهدافها.
وأضاف أن الإستراتيجية تعالج الجهل والفقر والتطرف والغلو، وكذلك جمود الخطاب الدينى، لافتاً إلى أهمية تطوير الخطاب الدينى كى يكون قادراً على مواجهة التطرف.
كما أوضح أيضاً أن الإعلام الرشيد مهم جدا فى محاربة التطرف والإرهاب.
وقال الرئيس السيسى، إنه بمجرد سقوط النظام الليبى، اتخذت القوات المسلحة المصرية إجراءات لمنع تهريب الأسلحة عندما كان وزيرا للدفاع، وحاليا تم تشديد هذه الإجراءات، مشيراً إلى أن مصر تتابع ما يحدث فى ليبيا بشكل دقيق وفى حدود الإمكانيات المتاحة، ونحن نبذل جهدا كبيرا حتى لا نكون مثل ليبيا.
وجدد الرئيس السيسى قوله، إنه عندما طلب تفويضا لمواجهة الإرهاب، لم يقصد أن الإرهاب سينتهى فى يوم وليلة ولكن يحتاج لمجهود كبير، والأمان الكامل والاستقرار الكامل لن يحدث فى يوم وليلة.
وبالحديث عن الوضع فى غزة، أطلق السيسى نداءً عاجلا من قصر الاتحادية لوقف إطلاق النار فى القطاع وإعطاء فرصة حقيقية للهدوء ووقف نزيف الدماء.
ومن جانبه، أكد رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رینزى، على توافقه الكامل مع رؤية القيادة المصرية ممثلة فى الرئيس السيسى، وقال إنه إذا لم تتمكن أوروبا من النظر إلى منطقة شرق المتوسط فإنه لن يحدث شىء، "كما بدون مصر ودورها الإقليمى لن نتمكن من فعل شىء، فمصيرنا مشترك وقرارنا واحد، مشيدا بالدور الحاسم لمصر وقيادتها فى الاستقرار بالمنطقة".
وأضاف رئيس وزراء إيطاليا، أن الوضع فى ليبيا يحتاج إلى تدخل سريع لوقف العنف ونتفق مع رؤية الرئيس السيسى فى ضرورة استقرار الأوضاع، وتابع قائلا "نحن فى الاتحاد الأوروبى نحتاج إلى سياسة خارجية أكثر قوة".
وكشف رئيس وزراء إيطاليا، عن أن ٩٦% من الهجرة غير الشرعية لإيطاليا تأتى من ليبيا، وإذا لم تحل المشكلة داخل ليبيا فلن يتم القضاء على مشكلة الهجرة غير الشرعية، فيما قال الرئيس السيسى فى هذا الإطار، إن هناك بعض الإجراءات التى تحول دون وصول المواطنين الذين يهاجرون إلى أوروبا بشكل غير شرعى، وذلك من خلال خلق فرص عمل واستثمارات حقيقية للدول المصدرة للهجرة غير الشرعية من خلال عمل مشروعات لتنمية تلك الدول، بما يحارب الفقر، ويقلل الإرهاب، منوها إلى أن القدرة تعنى المسئولية، وكلما زادت القدرة زادت المسئولية.
وعاود رئيس وزراء إيطالى، دعم بلاده لكل الجهود الرامية لمواجهة الإرهاب، مرحبا بعقد مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه متفق تماماً مع ما قاله الرئيس السيسى، مشددا على التعاون الوثيق للحد من العنف والإرهاب فى المنطقة.
وأكد على أن إيطاليا تدعم المبادرة المصرية بشأن وقف النار فى غزة، مشيرا إلى أنها هى الإمكانية الوحيدة لحل الأزمة، لافتا أن مواجهة الإرهاب لن تكون ناجحة إلا بمساعدة مصر وقيادتها، خصوصا فيما يتعلق بالأوضاع فى ليبيا.
وتوقع رئيس وزراء إيطاليا ضخ استثمارات إيطالية جديدة فى مصر، مضيفاً أن هناك طلابا من إيطاليا يدرسون فى الجامعات المصرية، مشيرا إلى أن هذه المنطقة(العربية) هى مهد الحضارات ويجب أن تعود للاستقرار مرة أخرى، مؤكدا أنه على ثقة بالتعاون مع الرئيس السيسى فى المقدرة على استعادة الاستقرار.
وفى ختام المؤتمر، وجه رئيس وزراء إيطاليا الدعوة للرئيس السيسى لزيارة روما، ومن جانبه رحب الرئيس السيسى بزيارة رئيس الوزراء الإيطالى لمصر، مؤكدا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين.