لا تحققوا أهداف إسرائيل بسذاجتكم عماد الدين حسين عماد الدين حسين
نشر فى : الأحد 13 يوليو 2014 - 5:25 ص | آخر تحديث : الأحد 13 يوليو 2014 - 5:25 ص
سؤال محير: أيهما أفضل لنا كعرب.. أن نتوسع فى نشر سقوط الصواريخ الفلسطينية على المدن الإسرائيلية أم نركز أكثر على آثار العدوان الصهيونى على غزة، خصوصا صور الشهداء من الأطفال والنساء والكبار من أهالينا هناك؟!.
هناك فريق منا يعتقد أن التوسع فى نشر صور الإسرائيليين وهم يخرجون من منازلهم وينامون فى الحدائق العامة أو قرار تحويل مسار بعض طائرات الركاب فى مطار بن جوريون أو تل أبيب خوفا من صورايخ القسام ــ انتصار كبير لنا، وتغير دراماتيكى فى موازين القوة.
هذا الفريق بحسن نية شديدة يعتقد أن خطف ثلاثة شبان إسرائيليين وقتلهم بطولة وعمل جرىء.
الفريق الثانى يرى أن العدو قتل أكثر من 200 شهيدا وأصاب اكثر من 2000ــ حتى كتابة هذه السطور صباح السبت ــ ودمر عشرات المنازل والمؤسسات، فى حين أن صواريخ المقاومة الفلسطينية لم تقتل سوى إسرائيليا واحدا حتى الآن.
صحفى فلسطينى صديق كتب على صفحته على الفيس بوك مساء الجمعة يقول مخاطبا وسائل الإعلام الفلسطينية: «كفوا عن التغنى ونشر صور سقوط الصواريخ على إسرائيل، لا تساعدها على مواصلة ترويج نفسها لدى العالم بأنها ضحية، لا سيما مع موجة التعاطف العالمى غير المسبوقة مع الفلسطينيين نرجوكم ركزوا على القصص الإنسانية المترجمة إلى الإنجليزية».
شخصيا أميل إلى الفريق الثانى الذى يرى ضرورة التركيز على فضح جرائم العدو خصوصا اننا الضحية، والأهم اننا لا نملك وسائل ردع حقيقية لصد العدوان غير صدور وأجساد الفلسطينيين العارية.
كنت أتمنى أن يكون لدى الفلسطينيين أسلحة ردع حقيقية، فتلك هى اللغة الوحيدة التى يفهمها الصهاينة ويحترمونها.
للأسف الشديد تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الحرب كل يوم، وفى الوقت نفسه تستغل إصابة بعض مواطنيها بـ«الهلع أو الخضة» لدى سقوط صواريخ المقاومة، وتقوم بترويج ذلك إعلاميا فى العالم كله لتقول انها تدافع عن نفسها ضد «الإرهاب الفلسطينى»!.
تخيلوا القاتل عندما يتحول إلى ضحية، والمحزن أن كثيرا من العالم الخارجى خصوصا فى أوروبا وأمريكا يصدقون ذلك.
وصلت إلى درجة من الشك تجعلنى أتصور أن سلطات الاحتلال تقوم بإخراج مواطنيها من منازلهم وتجعلهم يقيمون وينامون فى الحدائق العامة، لتستدرج التعاطف من المجتمع الدولى.
بنشر هذه الصور مصحوبة بسيدة أو طفل أصيب بالذعر أو إصابة طفيفة، يتم تصوير الأمر وكأنه بين طرفين متكافئين، فى حين أن لدينا طرفا يملك كل أسلحة الدمار الشامل، والآخر لا يملك إلا البنادق الآلية وصواريخ محلية الصنع، لم تستطع تغيير معادلة الصراع حتى الآن للاسف.
إسرائيل لديها بنك أهداف تريد تدميره ومجموعة من الناشطين والكوادر تريد قتلهم، والأهم تريد إحباط المصالحة بين فتح وحماس بحيث تظل الضفة وغزة منفصلتين إلى الأبد.
وكلما طال أمد العدوان كلما حققت إسرائيل أهدافها، إضافة بالطبع إلى بعث رسالة للفلسطينيين مفادها أن الردع الإسرائيلى مستمر وينبغى على المقاومة ألا تنساه.
مرة أخرى، ليتنا كنا نملك القوة لتدمير الاحتلال البغيض، لكن وبما أننا لا نملكها، وبما أن من لديه القوة منا لا يستخدمها لأسباب عديدة، وبما أننا صرنا أمة منقسمة تخوض معارك أهلية فى معظم أراضيها، فلنحرص على ألا نخسر معركتنا الإعلامية مع ذوى الضمائر الحرة فى العالم.
أرجوكم توقفوا عن المباهاة وتعلموا أن تخاطبوا العالم بلغة يفهمها ويتعاطف معها.