[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
تقام في السابعة والنصف مساء اليوم مباراة الأهلي وصن شاين النيجيري في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال إفريقيا لكرة القدم, علي ملعب الدفاع الجوي,
وكالعادة بدون جمهور, ويديرها الحكم الكاميروني أليوم نيانت, وكانت نتيجة مباراة الذهاب بنيجيريا انتهت بتعادل الفريقين3-3, ويكفي الأهلي الفوز بأي نتيجة أو التعادل بدون أهداف أو1-1 أو2-2 للصعود إلي النهائي.
الحديث عن مباراة اليوم التي تمثل الفصل الثاني من رواية قبل النهائي, قد يكون غير جذاب للبعض, في ظل الفرص المتعددة النابعة من التعادل الإيجابي الذي يمنح الأهلي أفضلية التأهل للنهائي, إلي جانب الصورة الراسخة في أذهانهم من أداء الأهلي المفاجأة في مباراة الذهاب, في وقت توقع فيه الجميع أن يلعب الأهلي بحذر لغياب متعب وكونان ومعوض وأبوتريكة وبركات الذي كان حاضرا ولم يشارك, ولكنه لعب مهاجما دون عناصره الهجومية الأساسية, وقدم واحدة من أفضل مبارياته الإفريقية خارج أرضه, وعلي رغم ذلك مازالت الكلمات لم تفقد أهميتها, لأن الأهلي قد يكون وضع قدما في النهائي.. لكنه لم يضع قدميه الاثنين بعد!!
هذه النظرة الواقعية للقاء هي ما تؤكد أهميته وصعوبته, وتشير إلي حالة الحذر المتوقعة من الأهلي هذه المرة, ولا سيما أن المغامرة منتظرة من المنافس الذي قال للنيجيريين إنه ذاهب إلي القاهرة من أجل الفوز, والحذر هنا لا يقتصر علي ما سيحدث في المباراة فقط, وإنما طغي علي التحضيرات السابقة لها, وهو ما يؤكد أن حسام البدري قد يغير من أفكاره بعض الشئ, وذلك ليس لأن وضع المصابين قد تغير لتصبح لياقتهم كاملة, ولا لأن البدري من هواة المغامرة بالتغيير في أوراق أثبتت تماسكها, ولكن من أجل علاج سلبيات الشق الدفاعي الذي تسبب في فقدان الفوز في مباراة الذهاب, وذلك بتكثيف الدفاعات المتقدمة في وسط الملعب, ويعد الدفع بتريزيجيه بجوار حسام عاشور وحسام غالي هو ما يغلف أفكار البدري الإستباقية للمباراة خوفا من حالة التهور والاندفاع الهجومي التي ستنتاب المنافس, وبإعتبار أن غياب وليد سليمان للإصابة قد يمنحه الفرصة لعمل ذلك دون أية انتقادات لاحقة, وهذا هو الأقرب بشكل كبير,علي عكس التكهنات الدارجة بأن البدري قد يلجأ لحلول تقليدية في اختيار أحمد شكري كبديل لسليمان, لأن ظروف المباراة لا تدعو إلي المجازفة الهجومية, كما أن ورقة بركات أصبح لعبها مرتبطا بتوقيت معين لدي البدري.
وبإستثناء ذلك, من المتوقع أن تظهر خطوط الاهلي علي حالها الذي رأيناه في بداية المباراة السابقة مع صن شاين, إلا إذا لم يكن وائل جمعة سليما, ووقتها سيظهر سعد الدين سمير بجوار محمد نجيب في خط الدفاع, بينما لا يوجد بديل يبعد أحمد شديد قناوي عن الجبهة اليسري, ويحافظ أحمد فتحي علي الجانب الأيمن, وخلفهما في حراسة المرمي شريف إكرامي, ويظل جدو وعبدالله السعيد في منطقة أصحاب الهوايات الهجومية يتقدمهما السيد حمدي كرأس حربة.. وهذه التوليفة المتوقعة تشير إلي التغير في طريقة اللعب التي ستتحول إلي4-3-2-1.
في المقابل, يظهر جينجا أوجوبوتي المدير الفني لصن شاين بشعور متباين يحمل توازنا في التصريحات التي قالها, فهو ذلك الرجل الذي يري أن الفرصة لم تضع وأنه لا يمتلك ما يخسره, في إيحاء بأن سبيله سيكون الهجوم ثم الهجوم ولا شئ غيره, وفي الوقت نفسه يتحدث عن تسلحه هذه المرة بقائد الفريق جودفري أوبوبونا العائد من الإيقاف لإعادة الانضباط الدفاعي للفريق, ولابد أن نعترف بقيمة المنافس وسرعة أقدام لاعبيه في الجري داخل الملعب, وأنه قد يتجاوز اليوم سوء العلاقة بين القرار والقدم التي كانت تمضي لديهم ببطء وعشوائية.. ولابد من الاعتراف أيضا بأن صن شاين لديه مقومات تدعم موقفه, خاصة المتعلقة بالشق الهجومي, ولاسيما بعد ما رأيناه من المحترف الكاميروني تامين,وما يعول عليه الفريق كذلك بوجود أزوكا في الهجوم.. ويبقي أمر آخر, وربما يكون الأهم, وهو تلك الجرأة التي يتعامل بها مدرب صن شاين خلال المباريات, فلم ييأس حين كان خاسرا بهدفين علي أرضه, ولم يخش إجراء تغييرين سريعين ومبكرين وقتها ليستعيد توازن الفريق.
إن الرؤية والأسلوب وطريقة اللعب واضحة في الفريقين من خلال المعطيات النظرية التي رأيناها في مباراة الذهاب, إلا أن شيئا ما يبقي وهو الواقع العملي وقراءة المباراة وأحداثها ومجرياتها التي ستوضح تفوق مدير فني علي الآخر, وهو أمر أشبه بلعبة الشطرنج, لأن تحريك لاعب من مركز لآخر قد يفاجئ المنافس ويستدرجه للخسارة, وينتظر الكثيرون بشغف رؤية هذه المباراة, وماذا سيحدث.. وكيف سيكون المشهد الطبيعي والواقعي.. وهذا ما ننتظر أن نراه الليلة.. ولنعرف أيضا من سيصل لنهائي إفريقيا؟!