واصلت أجهزة الأمن بالجيزة، الثلاثاء، جهودها لتحديد هوية المتهمين فى واقعتى الهجوم المسلح على سيارة نجدة وأمين شرطة بمنطقتى أبوالنمرس والصف، اللتين أسفرتا عن استشهاد رقيب شرطة، وإصابة 3 آخرين بطلقات نارية فى الرأس، جميعهم حالتهم غير مستقرة، داخل مستشفى الشرطة بالعجوزة.
وعلم محست سالم أن اجتماعات عقدتها القيادات الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بحضور عشرات من ضباط مباحث مناطق الجيزة، مساء أمس الأول، بمقر المديرية بشارع شارل ديجول، واستمرت إلى ساعات مبكرة من صباح الثلاثاء، وجهت خلالها القيادات الأمنية، بتطوير جهود البحث عن المتهمين، والتنسيق بين فرق البحث لتحديد هويتهم وضبطهم، بعد أن كشفت التحريات أن منفذى الواقعتين محترفون.
وأشار مصدر أمنى مسؤول بالمديرية إلى أن الاجتماعات ناقشت تشديد الإجراءات الأمنية بالأكمنة الثابتة، وضرورة احتياط الضباط والأفراد لإجراءات «الأمن الذاتى»، خاصة عقب حصولهم على الإجازات أو عقب انتهاء مهامهم المكلفين بها.
وكشفت التحريات الأولية لمباحث الجيزة وقطاع الأمن الوطنى التى أشرف عليها اللواءان كمال الدالى، مدير أمن الجيزة، ومحمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث، أن منفذى واقعتى الهجوم المسلح على سيارة نجدة الجيزة بطريق مصر- أسيوط الزراعى، وأمين الشرطة جمعة عيد عبدالمولى بالقرب من قرية «أسكر» بالصف محترفون، بعد أن تبين أن المتهمين أطلقوا النيران من طبنجات، وأصابوا جميع الضحايا بطلقات نارية قاتلة فى الرأس والرقبة، على طريقة واقعة اغتيال اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، الشهر الماضى، أمام منزله بمنطقة الهرم.
وأضافت التحريات أن الواقعتين نفذهما الجناة بنفس الطريقة، فى مدة لا تتجاوز ثلاث ساعات، حيث يستقل المتهمان الدراجة البخارية، ويترجل أحدهما مطلقا النيران على الشرطى المستهدف من مسافة قريبة، ثم يفران هاربين، وكشفت أن الواقعتين لم تستغرق كل واحدة منهما أكثر من نصف دقيقة، وأن المتهمين اختفوا عن أنظار شهود العيان فى لحظات، وفروا هاربين باستخدام الدراجات البخارية، وتبين أن لونى الدراجتين المستخدمتين فى الواقعتين أحمر، وأنهما دون لوحات معدنية.
ورجحت تحريات فريق البحث الذى أشرف عليه العميد رشدى همام، مفتش مباحث شرق الجيزة، والمقدم أحمد عبدالرؤوف، القائم بأعمال رئيس مباحث الصف، والرائد مؤمن نصار، معاون المباحث، أن المتهمين فى واقعة إصابة أمين شرطة مباحث الصف، استهدفاه لارتدائه الزى الأميرى، أثناء استقلاله سيارته الخاصة «ملاكى»، وعودته إلى منزله بمحافظة الفيوم عقب حصوله على إجازته الأسبوعية، ما أسفر عن إصابته بطلق نارى فى فكه، وتم نقله إلى مستشفى الشرطة فى العجوزة، واحتجازه فى غرفة العناية المركزة لعدم استقرار حالته، ورجحت التحريات اعتقاد المتهمين أنه ضابط شرطة.
وعثرت أجهزة الأمن على فوارغ طلقات نارية لطبنجة 9 مم فى مسرح الحادث والذى يبعد حوالى 5 كيلومترات عن مركز شرطة الصف، وتبين من المعاينة الأولية أن الطلقات قعرها أخضر اللون.
واستجوب فريق البحث عشرات من شهود العيان، فى محيط الواقعة، وبالقرى القريبة، لمحاولة تحديد أوصاف المتهمين، واللذين تبين أنهما كانا ملثمين.
وفى أبوالنمرس، كشفت جهود فريق البحث عن تفاصيل واقعة هجوم مسلحين على سيارة تابعة لشرطة نجدة الجيزة، مخصصة لتأمين نقل الأموال، حيث تبين أنها كانت فى مهمة إلى منطقة البدرشين لتأمين سيارة نقل أموال، وأنها تعرضت للهجوم أثناء رجوعها فى طريق العودة لتسليم المهام فى منطقة الحوامدية.
وتبين من تحريات فريق البحث، الذى أشرف عليه اللواءان مجدى عبدالعال، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وجرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، أن المتهم مطلق النيران كان ملثما، وترجل من دراجة بخارية، وانتظر سيارة النجدة أمام مطب بمنطقة طموه، وأطلق النيران من طبنجة على قوة السيارة من مسافة لا تتجاوز 5 أمتار، حيث أصابهم جميعا بطلقات فى منطقة الرأس والرقبة، فى أقل من 10 ثوان.
وأسفرت الواقعة التى نفذها المجهولون عن استشهاد رقيب شرطة أشرف غانم محمد سالم متأثرا بطلق نارى فى رأسه، وإصابة وليد دسوقى بطلق نارى فى رقبته نفذ من فكه، وإصابة غانم تمام بطلق نارى فى منطقة الرقبة، وجميعهم حالتهم خطرة، فيما ذكرت أجهزة الأمن بالجيزة، أن جنازة الشهيد ستشيع من مسقط رأسه فى محافظة الفيوم.
وأضافت أن المتهم فر هاربا إلى الاتجاه الآخر من الطريق، وجرى مسافة حوالى 100 متر على الرصيف حيث انتظره آخر يقود الدراجة البخارية، واستقلاها وفرا هاربين عكس اتجاه سير السيارات، واختفيا عن الأنظار.
وكشفت التحريات أن مطلق النيران محترف، حيث تبين أنه أطلق 4 رصاصات أصابت ثلاث منها الضحايا الثلاث فى منطقة الرأس والرقبة.
وعثر فريق البحث المشكل من العميد عبدالحميد أبوموسى، مفتش مباحث جنوب الجيزة، والمقدم أحمد عصام، رئيس مباحث أبوالنمرس، والرائد إبراهيم حامد، معاون المباحث، على فوارغ الطلقات النارية فى مسرح الحادث والتى تبين أن قعرها به علامة خضراء اللون، على غرار واقعة منطقة الصف، منها مقذوف أصاب عداد سرعة السيارة، فيما استجوب فريق البحث عشرات من شهود عيان الواقعة، بعد أن تبين أن الحادثة وقعت أثناء حركة كثيفة للسيارات بطريق مصر- أسيوط الزراعى، فى الثالثة عصرا.
وقال مصدر أمنى مسؤول، طلب عدم ذكر اسمه، إن نيابة حوادث جنوب الجيزة، برئاسة أسامة حنفى، طلبت مقارنة فوارغ الطلقات والمقذوفات النارية بالفوارغ والمقذوفات المستخدمة فى وقائع مماثلة، كواقعة اغتيال اللواء محمد السعيد وواقعة الهجوم على أمين الشرطة بالصف، وذلك للربط بين الحوادث فى محاولة للوقوف على هوية المتهمين، وأن النيابة طلبت خط سير سيارة النجدة، واستجواب موظفى شركة نقل الأموال، وأضاف المصدر أنه تعثر التعرف على أوصاف تقريبية للمتهمين الملثمين لخلو المنطقة من كاميرات مراقبة، وتعثر استجواب المصابين لسوء حالتهم.
وفى سياق متصل، كشف مصدر أمنى مسؤول أنه تم انتداب المقدم محمد مختار، رئيس مباحث الصف، إلى مقر مديرية الأمن بعد تعرضه لمحاولة اغتيال الشهر الماضى أسفل كوبرى الأخصاص بالصف، وتلقيه تهديدات مماثلة عقب الواقعة، على أن يقوم المقدم أحمد عبد الرؤوف بمزاولة أعمال رئيس المباحث.
وعلى جانب آخر، اقتربت أجهزة الأمن بالجيزة من الكشف عن ملابسات الهجوم على كمين المناطق الأثرية بسقارة الشهر الماضى، والذى أسفر عن استشهاد أمينى شرطة بطلقات نارية داخل
غرفة مبيت الأفراد بالكمين، بعدما أكد مصدر أمنى أن فرق البحث وضعت يدها على خيوط دقيقة لكشف ملابسات الواقعة.