هجوم الإخوان على الجيش مفهوم، لأنه أهم علامات الدولة الوطنية التى أفشلت مشروعهم الهش الذى لا يؤمن بفكرة الوطن أصلا، ومفهوم أيضا هجوم مرتزقة التمويل الأجنبى الذين تحولوا فى السنوات الأخيرة إلى ناضورجية للإرهابيين، يصنعون غطاء لهم فى الإعلام الغربى، ويزيفون الحقائق لكى يرضى عنهم كفيلهم، الذى لا يمنح مالا محبة فى المصريين، ومفهوم أيضا موقف الدول الداعمة للإرهاب، الصغيرة منها والنص نص، لأن أحلامها الاقتصادية والسياسية عندما نزل المصريون إلى الشارع، واكتشفت كل واحدة وحدتها وغربتها وقلة حيلتها.
ولكنى لا أفهم مرض أرتيكاريا العسكر الذى أصاب قطاعا، لحسن الحظ محدوداً للغاية، كراهيتهم لجيشهم الوطنى حولتهم إلى أشخاص يثيرون الشفقة، يتحدثون عنه كأنه جيش معاد، ويحذرون منه وكأنه قادم من بلد آخر كى يحتلهم، هم رسموا صورا لأنفسهم وقرروا الجلوس فيها، هم لا يحترمون إرادة الشعب الذى يموت جنوده كل يوم، هم يتقيأون أحقادهم على شبكات التواصل وفى الأماكن المغلقة، لأنهم يعرفون أن الأشخاص الطبيعيين يجلون ويقدرون ويمتنون لجيشهم الذى خدم معظمهم فيه، ويعرفون أن المساس به يخدم أعداء هذا الوطن.
الجيش وقف مع هؤلاء فى يناير، وأطاح بقائده الأعلى الذى فشل، ويريد بعد فشله أن يورث الحكم لابنه الفاشل، وضد الثانى الذى قرر بجرأة غير مفهومة أن يضحى بالحدود الوطنية، وبالوطنية المصرية كلها، وأطلق إرهابييه ورجال دينه ورجال أعماله وعاصرى ليمونه على الناس، طلبة الإخوان لا يعرفون شيئا عن الجندية، ولا عن ذكريات الشعب عنها، لم يتم إعدادهم لمحاربة أعدائنا التاريخيين، هم ربوهم على هدم مصر المعنى والتاريخ، التى كانت الجامعة على مدار التاريخ عنوان نقائها.. حفظ الله مصر من هؤلاء.