مهما زرعتم من قتلى بأرهابكم لا أنتم ستطفئون الشمس، ولا أنتم ستهزمون الوطن.. لا أنتم ستقتلون الفرحة فى قلوبنا، ولا أنتم ستعودون للحكم.. هذه مسلّمات ينبغى أن تستوعبوها، وإن قتلتم عشرات الضباط، وآخرهم اللواء الشهيد محمد السعيد.. لا الشرطة سوف تسقط، ولا مصر سوف تسقط.. الإرهاب الأسود سيسقط.. سيكون صفحة سوداء فى التاريخ.. مصر ستبقى رغم أنف الإرهابيين، ورغم أنف قطر وتركيا ومن وراء الإخوان!
من قتل اللواء محمد السعيد هو من قتل اللواء «البطران».. هو من اقتحم السجون فى نفس يوم 28 يناير.. هو من يريد أن يُخفى الأدلة.. من قتل المقدم محمد مبروك كان هدفه إسكات «مبروك».. من قتل اللواء «السعيد» هدفه إسكاته وإخفاء الأدلة.. إخفاء الأدلة يعنى طمس حقيقة الجماعة الإرهابية.. إطلاق الرصاص يعنى ترويع الشعب.. يعنى أيضاً ترويع هيئة المحكمة، قبل محاكمة الرئيس المعزول وشركاه!
إطلاق الرصاص لا يخيف أحداً.. الملايين نزلت فى الشوارع، فى اليوم التالى لتفجير مديرية أمن القاهرة، لتحتفل بمناسبة 25 يناير.. لا أحد تردد فى الخروج.. الملايين أيضاً سوف تنزل الشوارع، رغم اغتيال اللواء محمد السعيد.. سوف تطالب بالقصاص.. سوف تستعد لاختيار رئيسها الجديد.. ما يفعله الإرهابيون يجعل الشارع يكرههم ألف مرة.. محاولاتهم تأتى بنتائج عكسية.. لا يفهمون الرسالة!
ربما كان هذا الاغتيال البشع مقدمة لضرب عدة نقاط فى ذكرى 28 يناير.. ربما كان يسبق حرق عدة أقسام للشرطة.. ربما كان فى إطار مخطط لتهريب المعزول وعشيرته.. ربما هدفه ترويع هيئة المحكمة.. هناك احتمال أن يكون ردّاً على ترشح المشير «السيسى» للرئاسة.. سيكون رد الفعل الشعبى أكبر.. الإرهابيون لا يعرفون أنهم يدفعون فى سكة أخرى.. الشعب الآن يريد رئيساً يستطيع المواجهة!
بالتأكيد وراء اغتيال اللواء محمد السعيد رسالة، هناك رمز وراء الحادث.. يريدون أن يقولوا إن يد الإرهاب سوف تطال كل من له يد فى فضحهم.. هناك رمز أن أيديهم تطال مكتب وزير الداخلية شخصياً.. هناك معنى أن معلومات دقيقة كانت وراء الحادث.. كل هذا مفهوم.. لكن ما لا يفهمونه أنهم لن يُسقطوا جهاز الشرطة.. كان زمان وجبر.. لن يُسقطوا مصر، وإن حاولوا كعبلتنا بعمليات مشبوهة!
كنت على يقين أن مرسى سوف يتم ترحيله للمحاكمة.. سوف يستقل طائرة الترحيلات هذه المرة.. تم تجهيز قفص زجاجى مانع للصوت لأول مرة.. لم يتم منعه فى المرة الماضية خوفاً أو فزعاً.. قلت إن مرسى لم يعد أولوية بالنسبة لنا.. الاستفتاء كان أولوية.. الاحتفال بمناسبة 25 يناير أولوية.. بعدها تُفرج.. وقد كان وعاد المعزول ليمثُل أمام المحكمة.. لا نخشى تهريبه، ولا الجن الأزرق نفسه!
ازرعوا الأرض قنابل، لن تحكمونا.. أطلقوا الرصاص، فلن تسقطونا.. المعزول لن يعود.. سيعود إلى زنزانته.. لن تناله أيديكم الآثمة.. سيمضى القطار، وننتخب الرئيس.. نكتب شهادة وفاتكم من جديد.. ستشرق الشمس على بلادنا من دونكم.. رصاصكم يوحدنا.. قنابلكم تجمّعنا ولا ترهبنا أبداً.. ستبقى مصر، وتذهبون للجحيم