دخل أحمد حسام ميدو نجم، التاريخ من أوسع أبوابه، عقب نجاح مفاوضاته مع مجلس إدارة القلعة البيضاء، برئاسة كمال درويش لتولى منصب المدير الفنى للفريق الكروى الأول بالنادى، وبذلك أصبح العالمى أصغر مدير فنى فى تاريخ الدورى المصرى، والذى يبلغ من العمر 31 عاماً .
ومثلما دخل ميدو التاريخ، عندما خاض تجربة الاحتراف الخارجى فى أكبر الأندية الأوروبية فى سن مبكرة، وبات مطمعاً لأكبر الأندية الأوروبية التى كانت تسعى للحصول على خدماته، أصبح العالمى على موعد مع دخول التاريخ مرة أخرى، بتعيينه مديراً فنياً للفريق الكروى الأول بالزمالك، فى أول تجربة تدريبية له عقب إنهاء مشواره الكروى، وفى تلك السن المبكرة.
أحمد حسام وصفى الشهير بـ"ميدو"، ولد بالقاهرة فى 23 فبراير1983، الطول 1.88 متر، وحصل على لقب العالمى، بعد أن قاد خط الهجوم لأكبر الأندية الأوربية.
ميدو بدأ مسيرته الكروية لاعباً فى صفوف الزمالك فى عام 1999، انتقل بعد ذلك إلى نادى جنت البلجيكى وعمره لم يتجاوز 16 عاماً فى عام 2000، وفى عام 2001 انتقل إلى نادى أياكس الهولندى، والذى من خلاله تمت إعارته إلى صفوف سلتافيجو الأسبانى فى عام 2003، وكانت محطته التالية مع نادى مارسيليا الفرنسى، ثم انتقل بعدها إلى نادى روما الإيطالى فى عام 2004، ثم لعب فى صفوف ثلاثة أندية إنجليزية، وهى توتنهام وميدلزبره وويجان، وعاد للزمالك مجدداً فى عام فى موسم 2010، قبل أن ينتقل لصفوف وست هام يونايتد الإنجليزى، ثم يعود لأياكس الهولندى مرة أخرى على سبيل الإعارة، ثم عاد مجدداً لصفوف الزمالك فى عام 2011 و آخر نادٍ التحق به، هو نادى بارنسلى الإنجليزى منذ منتصف 2012، إلى أن أعلن اعتزاله اللعب نهائياً فى ١٠ يونيو ٢٠١٣.
ميدو مع جنت
حقق ميدو، من خلال تجربته مع جنت البلجيكى، العديد من الأهداف، أهمها على الإطلاق معايشة الأجواء الاحترافية بكرة القدم الأوروبية، وسجل 11 هدفاً فى الدورى البلجيكى، ساعد به فريقه جنت على التأهل لدورى أبطال أوروبا لأول مرة فى تاريخ النادى، وحصل ميدو على جائزة أفضل لاعب صاعد فى بلجيكا.
ميدو مع أياكس
انتقل ميدو بموسم 2001 للعب بجوار إبراهيموفيتش السويدى بصفوف أياكس الهولندى، و ارتدى ثوب الإجادة منذ البداية بتفننه فى إحراز الأهداف بالرأس والقدم، حيث سجل ميدو مع أياكس 23 هدفا فى 46 مباراة، وأحرز ميدو مع الفريق الهولندى بطولات الدورى والكأس والسوبر، وكان أحد أفضل لاعبى الفريق، وفاز بلقب هداف الدورى الهولندى موسم 2002-2003 برصيد 15 هدفا.
ميدو مع سلتفايجو
ترك ميدو أياكس، بسبب مشكلة كبيرة مع مدرب الفريق "رونالد كومان"، متوجهاً للعب على سبيل الإعارة، لنادى سلتا فيجو الأسبانى موسم 2002-2003، وهناك بأسبانيا أحرز ثلاثة أهداف رائعة، منها هدف الفوز بمرمى ريال سوسيداد، وهذا الهدف كان مؤهلًا لسلتا فيجو لبطولة دورى أبطال أوروبا للموسم التالى، ومن ثم حاول مسئولو الفريق الأسبانى تجديد إعارته، لكن ميدو رفض وقرر العودة لأياكس مرة أخرى، إلا أن الأزمة بينه وبين رونالد كومان لم تُحل، فقرر إنهاء شهر العسل مع أياكس بفسخ العقد والتعاقد بمبلغ 13 مليون يورو مع مرسيليا الفرنسى.
ميدو مع مارسيليا
انتقل ميدو من أياكس إلى مارسيليا الفرنسى وكانت قيمة الصفقة 13 مليون يورو ليصبح ميدو أغلى لاعب عربى، فى ذلك الوقت، وأغلى لاعب فى تاريخ مصر، بدأ ميدو مع مرسيليا بالتألق وسجل هدفين فى أول مباراة له، وشكل خلال هذا الموسم "ثنائى" مع الإيفوارى دروجبا، كان من أقوى الثنائيات فى أوروبا، وسجلا معاً العديد من الأهداف، حيث سجل ميدو 9 أهداف فى الدورى، و4 فى الكأس، كما برز بدورى أبطال أوروبا بجوار الفيل الإيفوارى، واستطاع إحراز هدف بمرمى ريال مدريد برأسية وأحرز هدفا ببرتزان بلجراد، ليصبح ثانى لاعب مصرى يحرز بدورى أبطال أوروبا بعد النجم حسام حسن.
ميدو مع روما
لم يلعب ميدو فترة طويلة مع روما، إلا أنه سجل رقماً قياسياً، لكونه اللاعب المصرى الوحيد، الذى لعب بصفوف النادى الإيطالى الكبير، ومن اللاعبين المصريين القلائل الذين لعبوا بالكالتشيو بخلاف الثنائى حازم إمام وهانى سعيد.
مسيرة ميدو فى إنجتلرا
انتقل ميدو من روما إلى توتنهام على سبيل الإعارة، لمدة 18 شهرا، تألق فيها ميدو بشدة مع الفريق الإنجليزى، وسجل هدفين فى أول مباراة له فى الدورى الإنجليزى الممتاز، وأحرز العالمى 14 هدفا مع الفريق اللندنى ساعد بهم فريقه على حجز مقعد للعب فى بطولة الدورى الأوروبى، بعد أن كان قد غاب عنه توتنهام لمدة 15 عاما، بعد تألقه خلال الفترة التى قضاها فى توتنهام، معاراً من روما اشترط مارتن يول مدرب توتنهام، شراء ميدو من روما، لكى يجدد تعاقده مع الفريق الإنجليزى، وبالفعل تعاقد معه توتنهام بشكل رسمى بعد أن كان روما ومديره الفنى سباليتى متمسكين بميدو، وأمضى موسماً كاملاً مع الفريق اللندنى قبل انتقاله إلى صفوف ميدلزبره فى الموسم التالى، وتألق ميدو فى صفوف البورو، وسجل هدفين فى أول مباراتين له مع الفريق، وتعرض لهتافات معادية من جماهير نادى نيوكاسل بعد إحرازه هدفاً فى مرمى الفريق، فرد ميدو بوضع أصبعه أمام فمه، مطالباً الجماهير بالسكوت، وسانده فى موقفه الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم وأصدر عقوبات تأديبية على نادى نيوكاسل وجماهيره، وفى الموسم التالى استطاع ميدو أن يخفض من وزنه 15 كيلو، وتألق بشكل لافت مع مدلزبرا، وسجل 7 أهداف أهمها هدفه فى مرمى ليفربول من تسديدة قوية بعيدة المدى، وبعد قضاء الدور الأول مع نادى ميدلزبره، انتقل ميدو معاراً لنادى ويجان أتلتيك، ليلعب آنذاك بجوار المهاجم المصرى عمرو زكى، مكونين ثنائياً مصرياً فى خط هجوم الفريق، وأحرز ميدو مع الفريق هدفين أولهما فى المشاركة الأولى له أمام نادى ليفربول، حيث أحرز هدف التعادل لفريقه من ركلة جزاء، والثانى كان هدف التقدم فى مرمى نادى الآرسنال، قبل أن يخرج مصاباً ويخسر فريقه المباراة وقتها بنتيجة 4-1.
عودة ميدو للزمالك
عاد أحمد حسام (ميدو)، للعب فى مصر إلى نادى الزمالك، معاراً من نادى ميدلزبره، بعد هبوط الأخير إلى دورى الدرجة الأولى، وامتدت فترة الإعارة لسنة واحدة، وبلغت قيمة الصفقة 4 ملايين جنيه مصرى.
انتقاله لوست هام يونايتد
بعد رحيله عن الزمالك انتقل لصفوف وست هام يونايتد الإنجليزى، على سبيل الإعارة ولكنه لم يستمر طويلاً مع النادى الإنجليزى.
الإعارة لأياكس مرة أخرى
انتقل ميدو لصفوف أياكس الهولندى خلال فترة الانتقالات الشتوية عام يناير 2010، معاراً من نادى ميدلزبره، وبعد إنهاء عقد الإعارة مع نادى الزمالك، تألق مع أياكس مجدداً، تحت قيادة مدربه السابق فى توتنهام مارتن يول، وسجل ميدو 3 أهداف لأياكس فى 6 مباريات، ولكنه اتخذ قرار الرحيل عن الفريق فجأة، بعد استقالته مارتن يول من تدريب الفريق والتعاقد مع فرانك دى بور، ليقرر الاعتماد على الشباب فى ذلك التوقيت.
العودة إلى الزمالك من جديد
عاد ميدو إلى الزمالك ثانياً فى يناير 2011 بعقد بيع نهائى من نادى ميدلزبره، إلا أن تجربته مع المارد الأبيض لم تكن موفقة، ورحل بعد تولى حسن شحاتة مهام القيادة الفنية للأبيض على خلفية الصدام السابق بينهما، خلال فترة قيادة شحاتة للمنتخب الوطنى.
ميدو مع بارنسلى
أعلن ميدو فى 21 يونيو 2012، عن انتقاله إلى نادى بارنسلى، الذى ينافس فى دورى الدرجة الأولى الإنجليزى، ولكنها لم تكن تجربة ناجحة كتجاربه الأوروبية السابقة.
مسيرته مع المنتخب الوطنى
انضم ميدو عام 2001 للمنتخب الوطنى، بعد أن اختاره الراحل محمود الجوهرى، لارتداء قميص الفراعنة الذى منحه الثقة بالخط الأمامى، جوار حسام حسن، سجل ميدو 13 هدفا فى 50 مباراة دولية مع المنتخب الوطنى، وكانت المباراة الأولى له ضد المنتخب الإماراتى، وسجل خلالها أول أهدافه مع المنتخب، ونجح ميدو فى جذب الأنظار إليه بقوة بتصفيات كأس العالم 2002، خاصة عندما أحرز هدف فوز مصر بمرمى السنغال بالقاهرة، وهو الهدف الذى أعاد الكثير من الهيبة للمصريين آنذاك، وأحرز الهدف الأول فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 فى مباراة الافتتاح أمام ليبيا، والتى انتهت بفوز الفراعنة بنتيجة 3-0.
أزمته مع شحاتة
عندما قام حسن شحاتة، المدير الفنى الأسبق للمنتخب الوطنى، بإجراء تبديل بخروج ميدو ونزول عمرو زكى مكانه، فى مباراة المنتخب الوطنى أمام نظيره السنغالى، فى الدور قبل النهائى لبطولة الأمم الأفريقية 2006، احتج ميدو على التبديل بصورة غير لائقة، وقد وقع الاتحاد المصرى عقوبة الإيقاف لمدة 6 أشهر على اللاعب لما بدر منه.
توترت العلاقة بين الرجلين مجدداً، قبيل بطولة كأس الأمم الأفريقية 2010، عندما استبعد شحاتة ميدو من القائمة النهائية، بعد استدعائه للقائمة الأولية المستعدة للبطولة. ولكن اعترض ميدو بشدة على طريقة استبعاده، قائلاً: «علمت باستبعادى عن طريق المواقع الإلكترونية، ولا أعتقد أن هذا هو الأسلوب الأمثل ليتبعه الجهاز الفنى للمنتخب»، لتزداد العلاقة توتراً بين العالمى والمعلم والتى أسفرت عن رحيل ميدو من الزمالك، عندما تولى شحاتة تدريب الأبيض عام 2012.
الاعتزال
أعلن ميدو فى 11 يونيو 2013، اعتزاله كرة القدم نهائياً، بعد مشوار حافل فى الملاعب دافع خلاله عن ألوان العديد من الفرق الأوروبية الكبرى، معلناً عن ذلك، عبر حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى على الإنترنت، قائلاً: "اليوم أعلن اعتزالى لعب كرة القدم نهائياً.. أشكر كلا من ساندنى، خلال مشوارى.. خاصة جمهور بلدى العظيم".
ميدو حقق تاريخا حافلا بالإنجازات، فى مسيرته كلاعب، فتُرى هل ينجح فى ثوبه الجديد كمدير فنى للمارد الأبيض؟