بتعادل أبيض .. إنتهت قمة الدوري الإسباني بين أتليتكو مدريد وبرشلونة التي جمعت بينهما مساء السبت على ملعب فيسنتي كالديرون بالعاصمة مدريد ضمن لقاءات الجولة 19 بالليجا.
التعادل بدون اهداف منح كل فريق نقطة ليصبح لكل منهما 50 نقطة في صراعهما على اللقب ،لكن الصدارة ذهبت لبرشلونة بفارق الاهداف ليصبح بطل الشتاء في ختام منافسات الدور الاول.
ومما لاشك فيه فإن المستفيد الأكبر من هذا التعادل هو ريال مدريد شرط فوزه على إسبانيول غداً كي يضيق الفارق مع المتصدر إلى 3 نقاط فقط.
لم يفلح برشلونة صاحب أقوى هجوم بالليجا في التفوق على أتليتكو مدريد صاحب الدفاع الأقوى ،ليكتب الفريقان التعادل الثالث لهما هذا الموسم بعد مباراتي السوبر .
نجح الفريقان في تقديم "كلاسيكو" لم يعد صغيراً كما كان يطلق عليه من قبل مقارنة بكلاسيكو الريال وبرشلونة ،وأهدرا كل فريق العديد من الفرص التي كانت كفيلة بتغيير نتيجة اللقاء ،وإن كان هذا بشكل اكبر لدى أتليتكو الذي فشل لاعبوه في ترجمة الفرص العديدة التي سنحت لهم .
دخل سيميوني المواجهة بكامل قوته الضاربة في نية واضحة على الرغبة في الحسم معتمداً على طريقته المعروفة 4-4-2، لكنه ترك دكة الإحتياطي ضعيفة بدون أسماء قوية.
تاتا دخل اللقاء بطريقة 4-3-3 ونفذ ما قاله بعدم البدء بميسي ،لكن المفاجأة في تشكيلته كانت إبقاء نيمار نجم الفريق الثاني إحتياطياً هو الآخر ،وهي مخاطرة لم تكن معروفة العواقب.
ترجم نجوم أتليتكو مدريد نوايا مدربه الأرجنتيني على أرض الواقع مع الدقيقة الأولى من اللقاء ،ومنحت تشكيلة سيميوني الكلمة العليا لفريقه على منطقة الوسط بفضل تحركات الرباعي كوكي وتياجو وجابي والخطير توران الذي اخترق دفاعات برشلونة بمهارة وكاد يتسبب في الهدف الاول "ق 4 ".
برشلونة دخل اللقاء بتحفظ إلى حد كبير،وسرعان ما بدا الفريق في إظهار شخصيته بتناقل الكرة في منطقة الوسط لكن دون قدرة على إختراق دفاع الأتليتي القوي وسط غياب تام لفابريجاس وسانشيز ومحاولات على إستحياء من بيدرو.
تفوق أتليتكو نسبياً على أرض الملعب ، لكن هذا التفوق لم يسير على وتيرة واحدة بسبب إعتماد لاعبيه في بعض الأحيان على إرسال الكرات العالية والتخلي عن أهم مميزاته وهي التمرير على الأرض.
بدأ برشلونة في فك شفرة الدفاع المدريدي مع الدقيقة 30 بفضل تحركات أنييستا وبيدرو ،وكاد الأخير أن يفتتح التسجيل بضربة رأس "ق33" ،ثم عاد بيكيه وسدد قذيفة تصدى لها الحارس كورتوا ليتحول التفوق النسبي لمصلحة البلوجرانا مع إقتراب الشوط من نهايته .
إختفى أردا توران العقل المفكر لأتليتكو مع غياب تام لديفيد فيا ورعونة غير معهودة لكوستا الذي منح الفرصة كاملة لجوردي ألبا من أجل التفوق عليه رغم الفوارق البدنية خاصة في الكرات العالية والتي كانت كلها من نصيب ألبا القصير.
ألقى تاتا بالرعب في صفوف أتليتكو بعدما دفع بميسي مع بداية الشوط الثاني محل أندرياس إنييستا ليعود فابريجاس للوسط تاركاً مكانه في الهجوم للبرغوث الأرجنتيني.
لم ينتظر ميسي كثيراً كي يعبر عن دخوله ،وإخترق منطقة جزاء الأتليتي لكن الدفاع أبعد الخطورة في ظل ظهور قوي للفريق الكتالوني مع بداية هذا الشوط.
إرتفع إيقاع اللقاء بشكل عام وسط محاولات خطيرة لأتليتكو مع عودة أردا توران للصورة ، وفي ظل تغيير تكتيكي في طريقة لعب الفريق بالإعتماد على الهجمات المرتدة ،لكن لم يتم استغلالها بشكل جيد.
لم يحصل تاتا على الفاعلية الهجومية الكاملة بإشراك ميسي ما إضطره للدفع بنيمار محل سانشيز "ق 66" على أمل إيجاد ثغرات مجدداً في دفاع أتليتكو،وكاد ميسي أن يخطف التقدم من ضربة رأس ق"68" من ثاني ظهور هجومي له.
ظلت الخطورة الحقيقية من نصيب أتليتكو وهي الخطورة التي لم يتم ترجمتها خاصة مع الظهور الضعيف لفيا ،وهو ما دفع سيميوني لسحبه وأشراك راؤول جارسيا "ق 78".
أهدر توران فرصة خطف اللقاء عندما تهيأت الكرة أمامه داخل منطقة الجزاء وسددها ضعيفة في يد فالديز " ق79" ،ورد ميسي بتسديدة قوية في نهاية هجمة هي الأخطر لبرشلونة،لكن كورتوا كان لها بالمرصاد وسط إرتباك غير معهود للدفاع المدريدي.
بحث تاتا عن مزيد من الفاعلية فدفع بروبيرتو محل بيدرو ،ورد سيميوني بتغيير أخر بإشراك رودريجيز محل تياجو من أجل مزيد من التنشيط لخط الوسط.
إنتظر برشلونة حتي الوقت بدل الضائع كي يكثف هجومه ويضغط أتليتكو في مناطق دفاعه ،وشهدت الدقيقة الأخيرة قمة الإثارة وسط محاولات كتالونية لم يكتب لها النجاح لينتهي اللقاء بالتعادل بدون أهداف.