[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
سيطر ملفا سوريا وإيران علي اجتماعات الدورة67 للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور ممثلين عن120 دولة. وبعد تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال كلمته الافتتاحية امس الاول من أن واشنطن لن تسمح بقبول فكرة إيران نووية.
أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه ليس باستطاعة أحد حرمان بلاده من حقوقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية, لكنه أشار إلي استعداد بلاده لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة إذا ما خطت الأخيرة خطوة جادة من أجل خلق حالة من التفاهم بين البلدين.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, اتهم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إسرائيل بتوجيه تهديدات مستمرة بتنفيذ عمليات عسكرية ضد إيران. وقال نجاد إن إيران تحت تهديد مستمر من' الصهاينة الهمج', علي حد وصفه, مشيرا إلي أن مثل هذه التهديدات تهدف دائما إلي إجبار الدول للخضوع.
وشن الرئيس الإيراني هجوما علي النظام العالمي, قائلا:' لو كانت هناك قيم عادلة لما أصبح للتطرف والإرهاب مكانا وأنه لولا سياسات الهيمنة لما تم السماح للصهيونية بالسيطرة علي النظام العالمي'.
وأضاف نجاد أن هناك عوامل أساسية للأزمة الاقتصادية في العالم, مشيرا الي أنه لم تعد هناك أخلاق في العلاقات السياسية وأن هناك تحريفا منظما للهويات التقليدية ومعايير مزدوجة ومتعددة تحكم النظام العالمي الحالي وأن محاولات السيطرة علي الموارد الرئيسية في العالم أصبحت أمرا اعتياديا من قبل الدول الكبري وكذلك حيازة أسلحة الدمار الشامل. وأوضح نجاد أن النظام الدولي الحالي لا يحقق الطموحات البشرية, مشددا علي ضرورة البحث عن المتسبب في الكوارث التي تعاني منها الشعوب وعدم إلقاء اللوم دائما عليها.
ودعا نجاد القائمين علي الحكم في العالم أن يعتبروا أنفسهم خداما لشعوبهم وليسوا أفضل منهم, مؤكدا أن النظام الأمثل لإدارة العالم يحتاج لتكاتف جميع شعوبه. ومن جانبه, قاطع الوفد الأمريكي كلمة نجاد أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة, حيث أكدت إرين بلتون, المتحدثة باسم البعثة الأمريكية لدي الأمم المتحدة أن كلمة نجاد لا تعبر عن تطلعات شعبه وهدفت فقط إلي التركيز علي' نظريات جنون العظمة والتشويه البزيء لإسرائيل'.
وعقب الخطاب الناري للرئيس الإيراني, توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برد قاس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة علي الهجمات الشفهية التي شنها نجاد أحمدي في خطابه ضد إسرائيل, مؤكدا عزمه علي منع طهران من تطوير برنامجها النووي.
وكان نجاد قد اعتبر ـ خلال كلمة ألقاها أمام حشد من النخب الأمريكية علي هامش اجتماعات الجمعية العامة ـ ملف بلاده النووي السلمي بأنه مسيس تماما, مؤكدا أن هذا الموضوع يدور بين إيران وأمريكا وفيما إذا انسحبت اليوم أمريكا من هذا الموضوع فعندئذ لا يبقي أحد في العالم يطرح ادعاءات ضد إيران, ولهذا نحن نعتقد ضرورة تسوية هذا الموضوع بمعزل عن المفاوضات النووية.
وحول العلاقات بين إيران ومصر, قال إنه كانت لإيران ومصر في الماضي علاقات طويلة وودية واليوم أيضا لا يمكنهما أن تكونا مفترقين عن بعضهما وينبغي العمل سريعا علي إقرار علاقاتهما بصورة كاملة رغم تربص من الأعداء.وحول تطورات الأزمة السورية, أعرب عن حزن بلاده الشديد للاشتباكات في سوريا, وأنها تسعي إلي اجتماع الطرفين علي طاولة المفاوضات لحل وتسوية خلافاتهما, لأن العنف والمواجهات ليست الطريق المناسب لحل الخلافات.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مسئول أمريكي عن أن القوي الكبري ستجري مفاوضات مع إيران اليوم لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. وأشار المسئول إلي أن مجموعة5+1 ستعقد اليوم اجتماعا يعقبه اجتماع آخر علي المستوي الوزاري لبحث الخطوات المقبلة في التعامل مع إيران, موضحا أنه مازال هناك وقت للدبلوماسية.
وفي سياق متصل, قال لوران فابيو وزير الخارجية الفرنسي إن الجولة التالية من عقوبات الاتحاد الأوروبي علي إيران بسبب برنامجها النووي ستركز علي القطاع المالي والتجاري وفي سياق آخر, قالت كريستينا فرنانديز رئيسة الأرجنتين إن الأرجنتين وإيران اتفقتا علي عقد اجتماعات لمناقشة تفجيرين استهدفا منشآت يهودية في التسعينيات من القرن العشرين وهي الهجمات التي اتهم القضاء الأرجنتيني طهران بالتورط في تدبيرها. وقالت فرنانديز خلال كلمتها أمام الجمعية العامة إنه بعد عدة أعوام من الجهود الدبلوماسية التي لم يكلل معظمها بالنجاح عرضت إيران الأسبوع الماضي عقد اجتماعات بين البلدين.
وفي غضون ذلك, حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إسرائيل من المساس بالمسجد الأقصي.وقال الملك عبدالله في خطابه أمام الجمعية العامة إن أي تقسيم أو انتهاك تقوم به اسرائيل في هذا الخصوص, سيتم اعتباره بمثابة عدوان ديني صارخ, وشدد علي أهمية مبدأ حل إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية, تعيشان جنبا إلي جنب في سلام وحدود آمنة. وفيما يتعلق بالأزمة السورية, دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلي ضرورة الوقف الفوري لأعمال العنف والبدء في عملية التحول.
ومن جانبه, أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي, خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, تأييده لإرسال قوات حفظ سلام عربية إلي سوريا.
وفي هذه الأثناء, بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في نيويورك تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط,إضافة إلي التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة. وعلي صعيد الأزمة الصينيية- اليابانية حول جزر دياويو المتنازع عليها, ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة( شينخوا) أن يانج جيه تشي وزير الخارجية الصيني أكد مطالبة بلاده بجزر متنازع عليها مع اليابان في أثناء محادثات مع نظيره الياباني كويتشيرو جيمبا في نيويورك علي هامش اجتماعات نيويورك.