تأهل منتخب أوروجواي "عمليا" إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، وذلك بعد تغلبه على مستضيفه منتخب الأردن بخمسة أهداف نظيفة في اللقاء الذي جمع بينهما مساء اليوم على إستاد عمان الدولي، في ذهاب الملحق الملحق العالمي المؤهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم على إستادعمان الدولي، وأصبح ينتظر تأكيد التأهل رسميا في لقاء العودة والذي سيجمع المنتخبين في مونتفيديو عاصمة أوروجواي يوم 20 نوفمبر الجاري في لقاء الإياب.
تناوب على تسجيل الأهدف ماكسي بيريرا (ق22) وستواني ( ق42)، وأضاف نيكولاس لوديرو الهدف الثالث في الشوط الثاني (ق69)، ثم أضاف كريستين رودريجرز الهدف الرابع (ق78)، وأختتم النجم كافاني حفلة الأهداف في الوقت المحتسب بدل ضائع.
وبهذه النتيجة أنتهى الحلم تقريبا لمنتخب الأردني الذي يلزمه الفوز بأكثر من 6 أهداف على أوروجواي على ملعبه، في الوقت الذي حجز "السماوي" تذكرة تأهله إلى المونديال من عمان من خلال الملحلق العالمي، بعدما صعب عليه الأمر في تصفيات أمريكا الجنوبية من قبل.
لم يقدم منتخب النشامى المستوى المنتظر منهم، وكانت الأخطاء الساذجة، وغياب الإنسجام، وتباعد الخطوط ، وقلة الخبرة، ومحاولة مجارة منافس أكثر خبرة وقوة ومستوى فني وتكتيكي، مقامرة دفع المنتخب الأردني ثمنها بهذه الخسارة، وعلى مدار زمن اللقاء لم ينجح المنتخب الأردني سوى في صنع فرصة تهديف واحدة أو أثنتين على أحسن تقدير، وحتى على الصعيد الدفاعي كان غياب الرقابة والتنظيم الدفاعي غائبين تماما، وفي ظل حالة عدم توفيق واضحة لحارس المرمى محمد شطناوي.
وفي المقابل تعامل المنتخب الأوروجوائي مع اللقاء بكل هدوء وثقة وتقدير لقيمة المواجهة، على الرغم مما يضمه من أسماء لامعه، وهو ما سهل له عملية السيطرة على مجريات اللقاء معظم أوقاته، فأحرز 5 أهداف وكان في مقدوره الزيادة لو أراد، لكنه حقق الهدف، وضمن بشكل شبه مؤكد تأهله إلى البرازيل، حيث يكفيه الخسارة بأربعة أهداف في لقاء الإياب ليتأهل إلى المونديال.
الأخطاء الدفاعية كانت سمة أداء المنتخب الأردني خلال الشوط الأول، الذي بدأه النشامى بحماس وسرعة شديدين في مواجهة منتخب يمتلك من الخبرة ما تؤهله لمواجهة مثل هذه الظروف بكل هدوء، وهو ما حدث بالفعل.
فعلى الرغم من الحماسة التي ابداها لاعبو منتخب الأردن من حيث الإنطلاقات وسرعة الإنقضاض ومحاولة تضييق المساحات على مفاتيح لعب اوروجواي، لكنها كلها محاولات ظاهرية لم تسمح بتهديد مرمى مارتين سيلفا حارس أوروجواي، ولم تمنع تهديد مرمى محمد شطناوي حارس النشامى.
وظهر عدنان عدوس وعدي الصيفي بشكل مميز بتحركاتهما القطرية ومحاولة تهديدهما لمرمى أوروجواي، لكن محاولاتهما طغى عليها الطابع الفردي بدون شكل جماعي يكمل لها النجاح، علاوة على غياب الإنسجام كثير بين لاعبي الوسط.
وفي المقابل كان الهدوء والثقة سمة اداء لاعبي أوروجواي، ووضحت الخطورة الشديدة في التمريرات العميقة والإنطلاقات من على الأطراف خاصة من الجهة اليسرى، ووضح التفوق والخطورة الشديدة لنجوم أوروجواي كافاني وسواريز ، ويعبر الأخير عن وجوده بتسديدة فوق العارضة وهو في مواجهة المرمى داخل منطقة جزاء الأردن بدون أي رقابة.
وبمرور الوقت تظهر تفشي الأخطاء الدفاعية على اداء الخط الخلفي لمنتخب الأردن، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى مرحلة " السذاجة" ، وهو ما أسفر عن هدف أوروجواي الأول، بعدما نجح ستواني من تمرير كرة عرضية داخل منطقة جزاء الأردن أنقض عليها كافاني برأسه دون رقابة أرتدت من الحارس شطناوي إلى ماكسي بيريرا الذي أودعها المرمى بسهولة دون رقابة في الدقيقة 22.
أصاب هذه الهدف لاعبي الأردن بإحباط مبكر ، وسريعا تحول التفوق إلى مصلحة منتخب أورجواي خاصة في ظل حالة التفوق الفني والتكتيكي للاعبيه والإنسجام الواضح، والمفتقد على الجهة الأخرى.
وقبل نهاية الشوط نجح المنتخب الأورجواي في تعزيز تفوقه بهدف ثاني من خطأ ساذج من دفاع الأردن بعدما مرر نيكولاس لوديرو كرة ساقطة خلف مدافعي الأردن كانت في متناول أخر مدافع ولكنها مرت من تحت قدمه وذهبت إلى ستواني المتابع الذي لم يخطأها وأودعها الشباك محرزا هدف أوروجواي الثاني في الدقيقة 42.
أستهل منتخب الأردن الشوط الثاني بنشاط هجومي ملحوظ، مع تنظيم دفاعي مقبول، وتشكل تحركات البديل مصعب لحام قلقا لدفاعات أوروجواي، وكاد اللاعب أن يحصل على ركلة جزاء لكن حكم اللقاء منحه بطاقة صفراء بداعي التحايل.
قبلها أتيحت للنشامى أخطر فرصة في اللقاء أهدرها بغرابة عدنان عدوس الذي وصلتها الكرة في مواجهة المرمى تماما ولكنه لعبها بجوار القائم الأيسر مباشرة مضيعا أقرب فرصة للأردن.
أكتفى المنتخب الأردني بما بذله خلال أول 15 دقيقة من هذا الشوط، وعاد الهدوء يسيطر على رتم اللقاء مثلما يريد منتخب أوروجواي، قبل أن يعود خط دفاعه والحارس شطناوي من إرتكاب الأخطاء وتقديم الهدايا السهلة لمهاجمي أوروجواي، والتي أستغلها نيكولاس لوديرو بالهدف الثالث مستغلا الدربكة داخل منطقة الجزاء والخروج الخاطيء من شطناوي ولعب الكرة من فوق المدافعين إلى داخل الشباك الأردنية محرزا الهدف الأورجوائي الثالث (ق69).
أستمرت حالة التفوق السماوي والإنكسار الأردني، في ظل تراجع واضح وإستسلام بالأمر الواقع، إلى ان نجح كريستين رودريجرز من إضافة الهدف الرابع، بعدما تلقى الكرة داخل منطقة جزاء الأردن بدون أي رقابة فأستلم الكرة وهيأها لنفسه وسدد في الشباك معلنا هدفا جديدا لمنتخب أوروجواي في 78.
ولم يرض النجم كافاني أن تنتهي المباراة بدون أن يضع بصمته من خلال هدف خامس في الوقت المحتسب بدل ضائع سددها بمهاره شديدة في المقص الأيسر لمرمى شطناوي الذي أكتفى بمتابعة الكرة وهي تسكن شباكه ، لتنتهي المباراة بفوز كبير ومستحق لمنتخب أوروجواي.