أشاد خبراء في كرة القدم بالعقوبات التي اتخذها مجلس إدارة النادي الأهلي بحق أحمد عبد الظاهر، مهاجم الفريق الأول، على خلفية رفعه «شعار رابعة»، عقب تسجيله الهدف الثاني لفريقه في شباك أورلاندو، بطل جنوب أفريقيا، في إياب نهائي البطولة الأفريقية.
وتضمنت العقوبة إيقاف اللاعب مع حرمانه من تمثيل النادي في بطولة كأس العالم للأندية المقررة في المغرب الشهر المقبل، وحرمانه من مكافآت الفوز بدورى أبطال أفريقيا، وعرضه للبيع.
ووصف الخبراء العقوبات الموقعة على اللاعب بأنها انتصار للمبادئ داخل النادي، ورسالة لجميع اللاعبين ليس في الأهلي فقط، وإنما في جميع الأندية لتجنب خلط السياسة بالرياضة، وطالبوا بتغليظ العقوبات على أي لاعب يخالف اللوائح المعمول بها، لضمان استمرار الهدف من كرة القدم، التي تحظى بشعبية كبيرة على مستوى العالم.
من جانبه، أثنى مصطفى يونس، نجم الأهلي السابق، بالقرارات التي اتخذها المجلس، والتي حافظت على كبرياء النادي ومبادئه، وقال: «بصراحة القرارات كانت مفاجئة لي، ولم أكن أتوقعها، وكنت أخشى أن تكون القرارات هزيلة، ولا تتناسب مع حجم الحدث، الذي أفسد فرحة الأهلاوية بالفوز بالبطولة الأفريقية».
وأضاف: «الأهلي قلعة رياضية معروفة بالمبادئ والقيم والوطنية، والجميع يرفض الإساءة للنادي، الذي أخرج العديد من النجوم الذين حافظوا على سمعة النادي، والأهلي دائمًا ما يضرب به المثل في اتخاذ القرارات الصحيحة.
وأكد «يونس» أن الأمن القومي «خط أحمر»، ويجب معاقبة أي شخص يتخطاه، ويعمل على إثارة الفتنة داخل المجتمع.
وأشاد عصام عبد المنعم، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، بقرار مجلس إدارة النادي تجميد اللاعب وعرضه للبيع، وأكد أن الإدارة انتصرت للمبادئ والقيم بتوقيع أقصى عقوبة على اللاعب ليكون عبرة لأي لاعب لا يقدر شرف ارتداء الفانلة الحمراء.
وقال «عبد المنعم»: «الأهلي على مدار تاريخه مدرسة للوطنية، وشهد اجتماعات سعد زغلول قبل ثورة 1919، وكل رؤسائه لهم مواقف في الوطنية».
وأضاف «عبد المنعم»: «توقعت مصير اللاعب بأنه يكتب نهايته في قطر»، مؤكدًا أن ملايين الإخوان لن تعوضه حب واحترام الجماهير المصرية، وكذلك لن تعوضه شرف تمثيل الأهلي والمنتخب، خاصة أن أحدًا لن يقبل بأن يرتدي «عبد الظاهر» فانلة المنتخب، بعدما رفع شعارًا لـ«جماعة إرهابية»، متخليًا عن الروح الرياضية، وضاربًا باللوائح الدولية ومبادئ النادي عرض الحائط.
وأعلن أيمن يونس تضامن مجلس إدارة نادي الزمالك مع نظيره في الأهلي لاتخاذه قرارًا «تربويًا ورادعًا» ضد لاعب لم يحترم ثورة وإرادة شعب حمله على الأعناق، من أجل جماعة إرهابية خربت ودمرت، وأيادي قادتها ملطخة بدماء المصريين.
وانتقد بشدة ما تردد من شائعات عن مفاوضات الزمالك مع اللاعب لضمه، مؤكدًا أن مجلس الإدارة رفض سفر فريق 19 سنة بالنادي إلى قطر لموقفها المشين ضد الثورة المصرية، فكيف يضم لاعبًا أهان الشعب المصري برفع شعار إرهابي، وأفسد فرحة فوز الأهلي بالبطولة الأفريقية.
وطالب جميع اللاعبين بأن يكون لديهم وعي سياسي، وإدراك أن يلتزموا باللوائح والمواثيق الدولية، خاصة أن اللاعب الذي يرتدي قميص المنتخب أو النادي يصبح ممثلًا له وليس لشخصه.
وقال خالد الدرندلي، عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، إن مجلس الإدارة حريص على مصلحة البلد، واتخذ العقوبة المناسبة، وأضاف أن النادي على مدار تاريخه يرفع شعار الوطنية، وحب تراب البلد، وأي شخص يخرج على مبادئ النادي لن يكون له مكان بداخله.
ووصف «إكرامي»، حارس الأهلي السابق، قرارات مجلس الإدارة بأنها دليل قاطع على احترافية النادي فى التعامل مع الأحداث بشكل سريع.
وقال: «عوّدنا النادي على اتخاذ القرارات السريعة في التوقيت المناسب، التي تدل على انتصار النادي للقيم والأخلاق بغض النظر عن اسم أى شخص».
وأضاف ما حدث من «عبد الظاهر» أمر محزن جدًا، ورغم علمنا بأنه لاعب طيب بالفطرة، إلا أن ما فعله لا يمنع معاقبته حتى يكون عبرة لباقي اللاعبين.
وشدد على ضرورة عدم الخلط بين السياسة والرياضة، وقال: «أي لاعب يريد الدخول فى عالم السياسة عليه ترك كرة القدم، لأنها لا تتناسب مع السياسة»