بعد مباراة قمة في الإثارة والندية ، سرق فريق أورلاندو بيراتيس الجنوب أفريقي تعادلاً قاتلاً من أنياب ضيفه الأهلي المصري بهدف لكل فريق في اللقاء الذي استضافه ملعب "إليس بارك" مساء السبت في العاصمة الجنوب أفريقية "جوهانسبرج" بحضور 30 ألف مشجع في جولة الذهاب للدور النهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
الأهلي تقدم بهدف عالمي ل"الماجيكو" محمد أبوتريكة في الدقيقة 14 من ضربة حرة رائعة قبل أن يخطف الجناح ماتالابا هدفاً قاتلاً في الدقيقة 93 من تسديدة أرضية زاحفة ليجدد آمال فريقه في صراعه مع المارد الأحمر على تذكرة بطولة كأس العالم للأندية بالمغرب التي تقام في شهر ديسمبر المقبل ، وألغى الحكم الجزائري جمال حيمودي هدفاً للأهلي في الدقيقة 50 بداعي التسلل للمهاجم أحمد عبد الظاهر.
الأهلي رغم التعادل خرج بنتيجة طيبة من موقعة "إليس بارك" ليتأجل الحسم إلى مباراة الإياب يوم 10 نوفمبر الجاري على ملعب المقاولون العرب بعد أن قدم حامل اللقب عرضاً رائعاً خاصة في الجانب الدفاعي للمدرب محمد يوسف الذي تفوق على نفسه.
محمد يوسف المدير الفني للأهلي بدأ اللقاء بتشكيلة متوازنة بين الدفاع والهجوم وكانت المفاجأة بالدفع باللاعب أحمد فتحي في مركز الوسط المدافع على حساب شهاب الدين أحمد الذي كان يشارك أساسياً بينما عزز القدرات الدفاعية للجبهة اليمنى باللاعب شريف عبد الفضيل.
البداية كانت ولا أروع من لاعبي الأهلي الذين بدوا متماسكين خاصة في الجانب الدفاعي وسط تركيز شديد من قلبي الدفاع محمد نجيب ووائل جمعة ، ونجح وليد سليمان مبكراً في بث الطمأنينة لجماهير الفريق الأحمر بتحركاته النشيطة في وسط الملعب في ظل نشاط ملحوظ للمايسترو محمد أبوتريكة ليشكلاً ثنائي الرعب لدفاعات أورلاندو الذي اكتفى خلال الدقائق الأولى بتسديدة زاحفة سهلة .
فرض الأهلي سيطرته على إيقاع اللقاء بعد أن امتص حمى البداية للاعبي أورلاندو وسط تحفيز جماهير جنوب أفريقيا بالفوفوزيلا وتقدم حسام عاشور إلى حدود منطقة جزاء أورلاندو ليسقط بعد عرقلته ويحتسب الحكم الجزائري المخضرم جمال حيمودي ضربة حرة للأهلي يتصدى لها أبوتريكة ببراعة ويسجل هدفاً عالمياً في الدقيقة الرابعة عشر وسط فرحة هيسترية ببداية غير متوقعة وسجدة للمدرب محمد يوسف وتوجه من النجم الخلوق لتحية جماهير رابطة ألتراس أهلاوي.
الهدف المبكر كان له مفعول السحر في زيادة ثقة وصلابة الدفاعات الحمراء في ظل أداء تكتيكي ممتاز للمدرب محمد يوسف الذي فرض سيطرته على اللقاء ويبدو أنه درس مفاتيح لعب أورلاندو بشكل كبير وتعلم كثيراً من درس ثلاثية الجونة في دور المجموعات من "قراصنة" أورلاندو..وتعرض أحمد عبد الظاهر مهاجم الأهلي لإصابة بعد إلتحام قوي ولكنه عاد لإستكمال اللقاء ، ويظهر أبوتريكة من جديد بفاصل من تبادل التمريرات مع وليد سليمان ولكن الهجمة لم تكتمل بينما جاءت الدقيقة 22 لتعلن إنتفاضة أصحاب الأرض بتمريرة عرضية متقنة من الجناح الأيسر لأورلاندو ماتلابا وتخطت محمد نجيب مدافع الفريق لتجد المخضرم سيد معوض سداً منيعاً قبل أن تصل للقناص باسيلا .
ويتواصل ضغط لاعبي أورلاندو ولكن بدون اختبار حقيقي للحارس شريف إكرامي وتجدر الإشارة إلى التمكن الخططي ليوسف الذي وضع الأهلي في أفضلية دفاعية خلال الشوط الأول رغم فارق السرعات بين مدافعي الفريق ومهاجمي أورلاندو ، ولجأ روي ماهيموتسا الجناح الأيمن للتصويب من بعيد في مؤشر لتسرب اليأس إلى لاعبي أورلاندو في ظل القوة الدفاعية للأهلي..وتوالت التسديدات الصاروخية للاعبي الفريق الجنوب أفريقي فجاءت المحاولة من ماتلابا علت العارضة ثم تسديدة آخرى من لاعب الوسط سيجوليلا وظهر إكرامي في الكادر بإلتقاط تمريرة عرضية قبل أن تصل إلى باسيلا وسط اختفاء تام لمهاجمي الأهلي وقلق من إنخفاض معدلات اللياقة البدنية للاعبي الفريق الأحمر في ظل السرعات الكبيرة والمجهود البدني الوفير الذي شهده الشوط الأول من جانب لاعبي الفريقين ، وبدأت الدفاعات الحمراء في التفكك فمرت عرضية ماهيموتسا بالكاد من فوق رأس باسيلا الخطير ومع نهاية الوقت الأصلي للشوط ظهر عبد الظاهر المختفي وكاد أن يخطف هدفاً للأهلي من تمريرة بينية رائعة سددها بقوة وأنقذها الحارس سينزو مبويا ليخرج الشوط بتقدم أهلاوي.
بداية الشوط الثاني لم تشهد أي تدخلات تكتيكية وشهدت إلتحام عنيف مع وليد سليمان الذي بدأ معدل لياقته البدنية في التراجع وبدا تأثره بالإجهاد ،ويلغي الحكم هدفاً للمهاجم أحمد عبد الظاهر بداعي التسلل وهي اللقطة المثيرة للجدل في الدقيقة 50 خاصة أن عبد الظاهر لم يكن في وضع التسلل.
وبدأت الخطورة تعرف طريقها لهجمات أورلاندو مع الدقيقة 53 من هجمة خطيرة اخترقت الجبهة اليمنى ونجح نجيب في إزاحة باسيلا قبل أن يتعادل لأصحاب الأرض وتمر الهجمة الأخطر لأورلاندو ، وتوالت خطورة القراصنة بفرصة قريبة للغاية من جانب المهاجم سيجوليلا الذي اخترق الدفاعات الحمراء ومرت من فوق يد إكرامي لتخطأ طريقها للشباك وتستجيب لدعوات المصريين ولكن معدل اللياقة البدنية للاعبي الأهلي مع مرور 55 دقيقة ينذر بهدف لأصحاب الأرض الذين قدموا طوفاناً هجومياً في الشوط الثاني وتألق إكرامي بإبعاد تسديدة صاروخية من السريع سيجوليلا.
الانهيار البدني للاعبي الأهلي وتراجعهم الدفاعي فتح الباب أمام سيطرة بالطول والعرض لأصحاب الأرض واختراقات من لاعبي الوسط أصحاب السرعة والموهبة وسط خطورة ملموسة من هجمات القراصنة ، وسقطت قلوب الأهلاوية بعد أن أخطأ جمعة في إعادة الكرة لتعلو عارضة فريقه بينما كانت الدقيقة 66 موعداً لأول تغيير أهلاوي بمشاركة الموريتاني السريع دومينيك دا سيلفا على حساب المختفي أحمد عبد الظاهر ، وكافح لاعبو الأهلي بدنياً بشكل كبير وسط أداء رجولي ترفع له القبعة من جانب كتيبة محمد يوسف ، وعاني وليد سليمان من إلتحام جديد من أندريه جالي لاعب وسط أورلاندو وأصبح مغادرته الملعب مسألة وقت في ظل إنخفاض مردوده البدني.
وقبل النهاية بربع ساعة فقط ، يدفع روجير دا سا مدرب أورلاندو بتغيير هجومي بإشراك ماكولا ، وبدأت الخبرة تلعب وقتها في التوقيت الحرج قبل النهاية بتبادل رائع للتمريرات من جانب المايسترو أبوتريكة وفتحي وعاشور ، وبمجهود فردي انطلق دومينيك في قلب الدفاعات الجنوب أفريقية ليحصل على خطأ على حدود منطقة الجزاء كاد أبوتريكة أن يحرز من خلاله الهدف الثاني لولا أنها علت العارضة.
مهاجم جديد هو ليكوجاتي المخضرم صاحب ال37 عاماً كان رهان أورلاندو في الدقائق الخمس الأخيرة ، وفضل يوسف إراحة رجل المباراة أبوتريكة مع حلول الدقيقة 86 والدفع بلاعب الوسط المدافع رامي ربيعة لتأمين الفوز الأهلاوي وسط استقبال حافل من دكة بدلاء الأهلي للماجيكو ، وحاول وليد الحصول على ضربة جزاء بعد إلتحام داخل منطقة جزاء أورلاندو..وجاء التغيير الأخير بسحب عبد الله السعيد والدفع بالجناح الأيسر أحمد شديد لمزيد من التأمين ويطالب لاعبو أورلاندو بالحصول على خطأ نتيجة عرقلة كلاتي وتستمر الهجمات الجنوب أفريقية بدون يأس أو استسلام حتى تأتي الصدمة بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع للجناح ماتلابا الذي فاجأ الجميع بتسديدة أرضية زاحفة ليسرق تعادلاً مستحقاً لأصحاب الأرض.