اقتنص فريق نابولي الإيطالي فوزاً مستحقاً على حساب مضيفه مارسيليا الفرنسي بهدفين مقابل هدف مساء الثلاثاء على ملعب "فيلودروم" في فرنسا ضمن منافسات الجولة الثالثة للمجموعة السادسة بدور ال32 لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
نابولي رفع رصيده بهذا الفوز إلى ست نقاط ليستعيد التوازن أوروبياً بعد هزيمته بالجولة الماضية أمام أرسنال الإنجليزي بهدفين نظيفين واحتل الفريق المركز الثالث بنفس رصيد دورتموند الألماني المتصدر وأرسنال بفارق الأهداف وتذيل مارسيليا "حصالة" المجموعة الترتيب بدون نقاط.
الأسباني كاليخون وضع فريقه في المقدمة بهدف أول في الدقيقة 42 قبل أن يعزز الكولومبي البديل زاباتا الفوز بهدف ثانٍ في الدقيقة 67 وسجل الغاني أندريه أيوا الهدف الوحيد لمارسيليا من تسديدة صاروخية في الدقيقة 85.
البداية كانت قوية وحماسية من الفريقين خاصة لاعبي نابولي الذين كانت رغبتهم في الفوز واضحة بشكل أكبر من مارسيليا أصحاب الأرض فالخطة الهجومية للأسباني رافائيل بينتيز مدرب الفريق الإيطالي كانت كفيلة بوضع أصحاب الأرض في ضغط متواصل في وجود القناص الأرجنتيني جونزالو هيجواين بعد أن جلس بديلاً في الفترة الأخيرة ويعاونه الجناح الأيمن كاليخون وصانع الألعاب المخضرم هامسيك ومارتينس.
حماس الضيوف سرعان ما انطفأ بعد أن أحكم السيطرة على اللقاء منذ الدقائق الأولى ولكن الإنسجام غاب بين هامسيك وهيجواين وهو ما جعل الهجمات الإيطالية تفتقد الفاعلية والتنظيم المطلوب.
حالة الهدوء التي سيطرت على المباراة قطعتها الدقيقة 33 بإثارة كبيرة في فرصة تضيع من رأس مهاجم مارسيليا جيجانيك بعد أن تصدى لها ببراعة الحارس المخضرم رينا ونقل الكرة سريعاً إلى كاليخون الذي مرر بمهارة عالية للمنطلق مارتينز الذي أهدى إنفراداً إلى هيجواين ولكنها فشل في وضع فريقه بالمقدمة وأطاح بالكرة بجوار القائم.
ضغط نابولي انتقل بشكل مكثف من الجبهة اليسرى السريعة عن طريق المجتهد مارتينز الذي باغت الدفاعات الفرنسية بتمريرة بينية رائعة للحاضر الغائب هامسيك الذي فشل في اللحاق بها إلى جانب تمريرة عرضية متقنة مرت دون أن يودعها هيجواين المرمى.
ولكن رغم عدم وجود فاعلية لهجوم نابولي إلا أن المعطيات كانت تؤكد إقتراب الهدف الأول للضيوف وهو ما حدث بالفعل في الدقيقة 42 عن طريق الأسباني السريع كاليخون الذي استغل تمريرة طولية متقنة من زميله هيجواين داخل منطقة الجزاء ليتلاعب بمدافع مارسيليا فاني ليودعها المرمى بكل سهولة على يسار الحارس ، وتواصل الضغط الإيطالي في الدقائق المتبقية من عمر الشوط الأول حتى انتهى بتقدم لرفاق هيجواين بهدف.
لاعبو مارسيليا بدأوا الشوط الثاني بحماس وتحركات نشيطة بغية إدراك هدف التعادل لحفظ ماء الوجه أمام جماهيرهم التي ملأت المدرجات ولكن مدرب الفريق الفرنسي إيلي باوب لم يفطن للشوارع المفتوحة خلف الظهير الأيمن والتي استغلها بكل قوة بينتيز ووجه هجومه من الجبهة اليسرى بتحركات مكثفة لمهاجمه هيجواين ومارتينز وأيضاً كاليخون.
وبعد مرور 50 دقيقة كاملة ، بدأت ملامح الخطورة تظهر في هجوم مارسيليا من خلال مراوغة رائعة للمهاجم جيجانك للمدافع راؤول ألبيول ولكن الأخير تدارك الموقف وأنقذ فريقه من هدف التعادل قبل أن يحاول باييه هز الشباك الإيطالية بضربة رأس..وتدخل المدرب أخيراً لإيقاف مشكلة الجبهة اليمنى في صفوف فريقه والتي تم اختراقها بشكل كبير فاستبدل الظهير رود فاني وأشرك المدافع قاسم عبد الله لسد هذه الثغرة.
مارسيليا بدا أكثر تماسكاً في الشوط الثاني وازداد ترابطه التكتيكي داخل المستطيل الأخضر وهو ما دفع بينتيز للتدخل في تشكيلة نابولي وإجراء أول تغييراته بسحب المهاجم جونزالو هيجواين والدفع بالكولومبي ديوفان زاباتا بعد مرور 57 دقيقة من عمر اللقاء ، ورغم عودة مارسيليا للمباراة بقوة إلا أن الهجوم الفرنسي كان بلا أنياب وهو ما يعاني منه الفريق الذي سجل هدفاً واحداً في لقاءيه الماضيين بالمجموعة أمام أرسنال الإنجليزي وبوروسيا دورتموند الألماني.
ووسط سيطرة مارسيليا ، شق كاليخون الصفوف الفرنسية بمراوغة رائعة ثم مرر الكرة إلى مارتينز الذي سدد لترتد للمهاجم الكولومبي البديل زاباتا الذي أودعها ببراعة في المرمى بتصويبة ماكرة في الدقيقة 67 ليحسم الفوز بنسبة كبيرة للضيوف..وتدخل مدرب مارسيليا مجدداً بإشراك فلوريان في الدقيقة 70 على حساب باييه في محاولة يائسة لتنشيط الهجوم في الربع ساعة الأخيرة.
وحاول بنتيز تأمين فوز فريقه بتغيير يميل للدفاعية في الدقيقة 75 لاعب الوسط ميستو على حساب رجل اللقاء في صفوف نابولي مارتينز الذي كان شعلة نشاط في هجوم الفريق الإيطالي بينما أجرى مدرب مارسيليا تغييراً أخيراً بإشراك الغاني جوردان أيوا لتدعيم هجومه بجوار شقيقه أندريه على حساب جيجانيك ، وسيطر الهدوء على الدقائق الأخيرة رغم تحركات البديل جوردان في صفوف مارسيليا بغية تعديل النتيجة ولكن وسط إلتزام تكتيكي رائع للاعبي نابولي..ومرر الجناح الأيمن البديل الذي قدم أداءً طيباً قاسم عبد الله ببراعة ولكن الهجوم الفرنسي كان غائباً بشكل ملحوظ.
ويجري بنتيز آخر تغييراته قبل النهاية بسبع دقائق بسحب هامسيك لصالح إنيزيني لورينزي..وسيطر الهدوء على مجريات الدقائق الأخيرة للقاء رغم التحركات النشيطة للاعبي مارسيليا وفعلها الغاني أندريا أيوا وأحرز هدفاً رائعاً من تسديدة رائعة هزت شباك حارس نابولي رينا في الدقيقة 85 ليحيي آمال أصحاب الأرض في العودة من بعيد رغم محاولات لاعبي نابولي إضاعة الوقت بالتمرير واللعب بجوار الخطوط..وحاول المدافع شيرو مباغتة رينا بتسديدة ولكنها علت العارضة وبدت محاولات مارسيليا يائسة لينتهي اللقاء بفوز مستحق للفريق الإيطالي.