لا أتصور أن أى شخص ينتمى أو يتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين ولديه ذرة واحدة من العقل يدرك أن د. محمد مرسى رئيس الجمهورية السابق يمكن أن يعود لمنصبه ولو بنسبة واحد فى المليون ..كما أنهم يدركون أيضاً أن عودة ما يسمى بدستور 2012 أو مجلس الشورى المنحل أصبحت أمور فى ذمة التاريخ ولن تتحقق .. وهناك العديد من التساؤلات التى تطرح نفسها وبقوة ومنها : إذا كان الإخوان أنفسهم – حتى ولو فى قرارة أنفسهم ويرفضون الإعتراف بذلك- لديهم هذه القناعة فعلى ماذا يراهنون ؟ وماذا يستهدفون من وراء إستمرار ما يسمونه بالحشد ودعوة الجماهير للنزول للشوارع ؟ وما الذى يحلمون بتحقيقه من وراء إستمرار إقتحام المنشآت وتخريب وحرق الممتلكات العامة والخاصة ؟ وهل يتصورون أنهم بمثل هذه الأعمال يمكنهم أن يستعيدوا الثقة والمصداقية التى كانت الجماعة قد إكتسبتها فى الشارع المصرى على مدى أكثر من 80 عاما وأضاعتها القيادات الحالية بسبب عنادهم وغباءهم وفشلهم السياسى ؟ فى هذا السياق أيضاً أسأل قيادات وأعضاء الجماعة والمتعاطفين معهم من أعضاء بعض التيارات الإسلامية : هل ما زلتم تراهنون على حدوث إنشقاقات وإنقسامات داخل الجيش وهى الأكاذيب التى روجت لها مواقعكم وقنواتكم وصفحاتكم الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعى ؟ وهل تتصورون أنكم بمثل هذه الأعمال والمظاهرات الغير سلمية فى غالبيتها يمكن أن تكسبوا إستعطاف الشارع معكم وهو يجدكم تمثلون بطريقة فاشلة دور الضحية والمغلوب على أمره رغم إرتكابكم لمجازر وحرق منشآت وكلها مسجلة بالصوت والصورة وبإعتراف قياداتكموفى مقدمتهم محمد البلتاجى وصفوت حجازى ؟. وإذا كنتم تراهنون على أن لديكم ثقل فى الوزارات والمحافظات والنقابات كما كان فى عهد محمد مرسى فأنتم واهمون .. فمعظم من قمتم بتعيينه فى إطار مسلسل (أخونة الدولة ) تم تصفيتهم والإطاحة بهم من أماكنهم وبالتالى أصبحتم بلا ظهير أو سند فى تلك المواقع المهمة شعبياً وسياسياً . وهل تعتقدون أن إستمرار دعمكم للعمليات الإرهابية فى سيناء سوف يجبر القوات المسلحة وجيش مصر على الرضوخ لكم والإستجابة لطلباتكم الغيرمقبولة ؟. وهل ما زلتم تراهنون على أن الإستقواء بالخارج وتحريض المنظمات العالمية والدول الكبرى ضد مصر للتدخل فى شئونها أو شن حملة عسكرية ضدها يمكن أن يعيدكم للسلطة فى مصر مرة أخرى رغم أنف الغالبية العظمى من الشعب التى خرجت فى 30 يونيو للمطالبة بعزل محمد مرسى ؟ . ولهذه القيادات أيضا أقول : إن كل رهاناتكم خاسرة وفاشلة ولن يكون لها أى مردود إيجابى عليكم أو فى صالحكم .. وإذا كنتم تقومون بالدعوة للتظاهر والإعتصام فى أماكن جديدة أو القيام بإرتكاب أعمال عنف لإرهاب المواطنين أو حرق المنشآت من أجل ضمان ما يسمى بالخروج الآمن لقيادات الجماعة فأعلموا أن كل يوم يمر تخسرون فيه كثيراً وأن ما كان من الممكن قبوله منذ شهرين سوف يصبح من رابع المستحيلات لأن الشعب لن يقبل بخروج آمن لقيادات تلوثت أيديهم بدماء المصريين أو ثبتت ضدهم جرائم فساد مالى وسياسى . ولذلك اقول : لم يعد أمامكم سوى طريق واحد هو القبول بالمصالحة ووقف المظاهرات وأعمال العنف مقابل عدم حل الجماعة وحزب الحرية والعدالة وإغلاق مقراتهم بالمحافظات وكذلك عدم تطبيق قانون العزل السياسى الذى أصدرتموه لحرمان نواب الحزب الوطنى المنحل من ممارسة العمل السياسى .فهل تفيقون من غفوتكم قبل فوات الأوان ؟.