طرح الخبير العسكرى مايكل أوهانلون، أحد أهم المتخصصين فى الشئون الدفاعية بالعاصمة الأمريكية واشنطن ويعمل فى معهد بروكينجز، عدة بدائل لمجرى قناة السويس والمجال الجوى المصرى، حال قررت الولايات المتحدة الأمريكية قطع المساعدات العسكرية السنوية عن مصر، والمقدرة بـ1.3 مليار دولار.
ويخيم التوتر على العلاقات بين واشنطن والقاهرة منذ أن عزل قادة الجيش المصرى، بمشاركة قوى دينية وسياسية، يوم 3 يوليو الماضى، الرئيس السابق محمد مرسى، وتصاعد التوتر مع انتقادات أمريكية لما تعتبره واشنطن استخداما «مفرطا» للقوة من قبل قوات الأمن بحق أنصار مرسى، الذين يعتبرون عزله «انقلابا عسكريا».
ورغم أن أحد الخبراء ممن تحدثت إليهم «الشروق» فى واشنطن، يرى أن «وقف المساعدات إن حدث لن يتم معه تلقائيا عقاب الجيش المصرى لنظيره الأمريكى فيما يتعلق باستخدام قناة السويس والمجال الجوى المصرى أمام الطائرات العسكرية الأمريكية»، إلا أن أوهانلون، الذى طالب بضرورة قطع المساعدات العسكرية، عرض بدائل عملية حال إقدام مصر على أى إجراءات عقابية، معتبرا أنه إذا كانت واشنطن تخشى على مصالحها فى قناة السويس، فإن هناك مصالح أخرى تهم الأمن القومى الأمريكى على نطاق أوسع فى الشرق الأوسط.
أوهانلون مضى قائلا إن الأسطول الأمريكى يتوزع وجوده بصورة رئيسية فى ناحيتين بصورة شبه متساوية، الأولى فى المحيط الأطلنطى، والأخيرة فى المحيط الهادى. إلا أنه عام 2012 تجاوز حجم أسطول المحيط الهادى 60% من حجم الأسطول الأمريكى، بسبب الاهتمام بالقارة الآسيوية والخطر المتصاعد من الصين وكوريا الشمالية.
وتقطع السفن الأمريكية من الساحل الشرقى للولايات المتحدة نحو 6000 ميل للوصول إلى الخليج العربى فى 11 يوما، أما إذا اختارت المرور من المحيط الهادى فتقطع ضعف هذه المسافة فى 22 يوما، بحسب أوهانلون.
إلا أن الخبير العسكرى يرى أنه لا يوجد ما يعوق وصول السفن الأمريكية إلى الخليج العربى، وأنه إذا ما أحسن التخطيط يمكن التغلب على قضية طول المسافة باستخدام السفن الموجودة فى اليابان وسنغافورة ومضايق جنوب آسيا، ومن خلال القيام بمهام اخرى فى طريقها إلى الخليج.
أما الطائرات الحربية الأمريكية، بحسب الخبير الأمريكى، فيمكنها الاستغناء عن استخدام المجال الجوى المصرى باستخدام طرق بديلة، وإن كانت أطول قليلا، وأكثر تكلفة ماليا، مضيفا أن قيمة المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر، والبالغة 1.3 مليار دولار سنويا، تستطيع أن تغطى التكلفة البديلة لاستخدام طرق أطول.
وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما أعلن أن بلاده تقوم بمراجعة العلاقات مع مصر بصورة شاملة، قائلا فى حوار له مع شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية قبل أيام: «أعتقد أن معظم الأمريكيين يريدون أن نكون حذرين حتى لا يتم اعتبارنا داعمين لما يتعارض مع مبادئنا وقيمنا. لهذا السبب نحن نقوم الآن بإعادة تقييم شاملة للعلاقات المصرية ــ الأمريكية».