هناك أربعة سيناريوهات للتعامل مع اعتصام رابعة العدوية، وهو اعتصام أضر بالوطن، لأنه من خلال حناجر منصة «رابعة» سقط نحو 200 قتيل على مستوى الجمهورية، وهى حناجر ما لبثت أن تغرر بالشباب باسم الدين. وقد زاد الطين بلة محاولات الإخوان الوقيعة بين أفراد الجيش، وشل حركة المرور، ناهيك عن حالة البؤس التى أصابت سكان «رابعة».
السيناريو الأول هو ترك المعتصمين دون تحقيق مطلبهم المتمثل فى الخروج الآمن. إذ إن تحقيق هذا الغرض سيجعل الشعب أمام وجوه طليقة قادرة على الترشح لانتخابات البرلمان والرئاسة، وهو ما يشكل أبلغ الكوارث على الأمة، التى لم تتعلم من ماضيها، حيث أصبح الإخوان فى جانب والشعب المصرى فى جانب آخر، بسبب العنف الذى مارسوه ومازالوا.
السيناريو الثانى، وهو لا يتعارض بالضرورة مع السيناريو الأول من حيث النتيجة، وهو فض الاعتصام دون عنف، وتتضمن خطوات هذا السيناريو: 1- حرق مراحل الفترة الانتقالية، حتى لا يكون هناك أى أمل للإخوان فى العودة للوراء. 2- سرعة إصدار قانون التظاهر الذى صنع الإخوان مشروعه بأيديهم، فبه سيذوقون ما كانوا يسعون ليذيقوا به قوى المعارضة. 3- فض اعتصام ميدان التحرير، إذ من غير الملائم الكيل بمكيالين بالدعوة لفض اعتصام دون آخر. 4- تحويل حياة معتصمى «رابعة» لوضع لا يطاق صحيًا وماليًا، بقطع خدمتى المياه والكهرباء عنهم. 5- سرعة القبض على المطلوبين من قيادات منصة «رابعة»، لمحاكمتهم ولتثبيط همم وعزيمة المعتصمين المغرر بهم. 6- التعاون بين أهل «رابعة» وغيرهم من سكان مدينة نصر، من الشباب المتسم بـ«الجدعنة»، فتضافر جهود هؤلاء كفيل بفض الاعتصام الشائة، بسبب قضاء المعتصمين حاجتهم فى الشوارع، وافتراشهم حرم البيوت، واحتلال المدارس، وتحويل مسجد ومخيمات «رابعة» لسلخانات للمعارضين، ووصلت المهزلة بالدعوة للخلوة الشرعية.
السيناريو الثالث يتضمن التفاوض للخروج الآمن لإنهاء الاعتصام، ويؤدى ذلك لاستقرار الحكم مؤقتًا، بمعنى استقرار الشارع والمؤسسات، لكن على المدى البعيد يؤدى ذلك إلى عودة التداخل بين الدين والسياسة، واستعادة مجد المرجعيات الدينية، وبقاء جماعة الإخوان وحزبها فى واجهة الأحداث كطرف فاعل فى العملية السياسية.
السيناريو الرابع هو فض الاعتصام بالقوة عندما يكون ميدان رابعة شبه خاوٍ، وهو ما يكون ساعة الظهيرة، وربما أول أيام العيد. ولم يبك أحد خارج مصر على المصابين، لكن عيب هذا السيناريو هو تعاطف البعض مع الإخوان فى الأيام القادمة وربما إبان الانتخابات.