يعقد التنظيم الدولي للاخوان المسلمين اجتماعات في تركيا لبحث تداعيات "الضربه التي تلقتها الجماعه" من التغيير الاخير في مصر وسبل المواجهه في الفتره القادمه وخطط التحرك خلال اسبوعين بما في ذلك حملات تشويه اعلاميه للمعارضين للاخوان والعمل علي احداث شق في المؤسسه العسكريه المصريه.
ويناقش المجتمعون من جماعات "الاخوان المسلمين" في الدول العربيه ومن انحاء العالم خطوات محدده لمواجهه ازمه الجماعه في مصر وسبل تخفيف النتائج السلبيه علي التنظيم العالمي كله وجماعات الاخوان في الدول المختلفه.
وحسب استراتيجيه وضعها ذراع التخطيط في التنظيم الدولي، الذي يحمل اسم "المركز الدولي للدراسات والتدريب"، وحصلت "سكاي نيوز عربيه" علي نسخه منها قبل بدء الاجتماعات فان حركة حماس في قطاع غزه هي الاكثر تضررا من التغيير في مصر.
وتحدد الورقه عده سيناريوهات للتعامل مع الوضع، ويعتقد ان المجتمعين في فندق بالقرب من مطار اتاتورك في اسطنبول سيناقشون الخطوات المطروحه فيها مع تعديلات وتطوير وربما الاتفاق علي تطويرها.
وبعد تقديم تصور لاسباب فشل حكم الاخوان في مصر بعد عام، تشير الورقه الي موقف القوي الغربيه، وفي مقدمتها الولايات المتحده الامريكيه، التي وان لم تقبل تماما بالتغيير في مصر الا انه لا يمكن للاخوان الاعتماد علي دعمها.
وتحدد الوثيقه الدول التي يمكن الاعتماد علي مساعداتها مثل تركيا وقطر بالاضافه الي الاستعانه ببعض الدعاه من دول الخليج ممن لهم اتباع كثر بين الشباب ويدعمون موقف الاخوان.
وتحدد الورقه ايضا عددا من الشخصيات في مصر التي توصي بابراز دورها، وكان ترتيب المتحدثين علي منصه رابعة العدوية ليله الجمعه/السبت متسقا تماما مع تلك التوصيه.
اوضحت الوثيقه الصادره عما اطلق عليه "المركز الدولي للدراسات والتدريب" ان التنظيم عقد اجتماعا طارئا في مدينه اسطنبول التركيه، بمشاركه قاده التنظيم، وممثلين عن جميع فروع الجماعه في الدول العربيه والاوروبيه، بالاضافه الي مصر وقطاع غزه.
وتضمنت الوثيقه تحليلا للمشهد السياسي ورؤيه الجماعه لاسباب الازمه وانعكاساتها علي مستقبل الجماعه.
واعتبرت الوثيقه ان ابرز اسباب الازمه وفشل حكم الاخوان المسلمين في مصر هو تفكك التيارات الاسلاميه، واتساع الفجوه بين الجماعه والاحزاب السلفيه خاصه بعد وصول الاخوان الي سده الحكم.
وفي هذا السياق ينتقد التنظيم الدولي للاخوان المسلمين حزب النور وحزب الوسط وحزب البناء والتنميه (الجماعة الإسلامية) علي مواقفهم خلال عام حكم الاخوان.
وتضيف الورقه الي الاسباب الهجوم الاعلامي المتواصل علي الجماعه والازمات الاجتماعيه المفتعله، وعدم القيام بمشروعات ذات مردود سريع علي حياه المواطنين في تفاقم الوضع، اضافه الي استغلال الجيش لمطالب المعارضه للعوده الي السلطه.
واوردت الوثيقه عدد من المخاطر المحتمله علي مستقبل الجماعه داخل مصر وخارجةا بعد التطورات الاخيره.
منها تزايد مشاعر الاضطهاد لدي قاده الجماعه والاضطرار الي العوده الي ظاهره العمل السري، وصعوبه السيطره علي ردود التيار المؤيد والمتمسك بشرعيه الرئيس السابق محمد مرسى خاصه بين شباب الاخوان.
كذلك، مخاوف من حدوث انشقاقات داخل الجماعه بخروج بعض شباب الاخوان علي قياده الجماعه بحجه انها تسببت في صدام مع الجيش والقوي السياسيه الاخري.
اما فيما يتعلق بالمخاوف حول مستقبل الجماعه خارج مصر فقد اعتبرت الوثيقه ان ما حدث سوف يعزز موقف التيار المتشدد المعارض للاخوان المسلمين في الدول الاخري كما سينعكس سلبا علي فروع الجماعه في كل دول العالم.
وبحسب الوثيقه فان ما حدث وجه ضربه قويه للتحالف بين حماس والاخوان المسلمين، اضافه الي ذلك تراجع الدعم للثوره السوريه واطاله عمر حكومه بشار الاسد.
ووضعت الوثيقه عدد من السيناريوهات والمقترحات للتعامل مع الموقف ترجح منها الصمود والدفاع عن الشرعيه بالنفس الطويل ورفض المساس بشرعيه الرئيس المنتخب مهما بلغت الضغوط والعمل علي احداث صدع في الجيش.
وهناك سيناريو اخر يقضي باللجوء الي عسكره الصراع وهو ما وصفته الوثيقه بالخيار الكارثي حيث انه سيقود الي تدمير البلاد علي غرار ما يحدث في سوريا.
وقدمت الوثيقه عددا من الاقتراحات لانجاح سيناريو المقاومه بالنفس الطويل عبر "تكثيف الحملات الاعلاميه وتوعيه الشعب بحقيقه ما حدث، والملاحقه القانونيه لرموز الجيش".
كما نصت الوثيقه علي وضع استراتيجيه لاحداث انقسامات داخل المؤسسه العسكريه، اضافه الي "التركيز علي مواقف الاحزاب والشخصيات الوطنيه التي تعتبر ما حدث انقلابا عسكريا".
وكذلك "ابراز مواقف المؤسسات الدوليه التي اعتبرت ما حدث انقلابا عسكريا، والتركيز علي مطالبه بعض اعضاء الكونغرس الاميركي بوقف المساعدات للجيش المصري"، وتشير الوثيقه تحديدا هنا الي جهود السناتور جون ماكين.
اضافه الي "نشر ملفات الفساد المتاحه عن كل من شارك في الانقلاب، والعصيان المدني واستمرار الاعتصامات ومحاصره مؤسسات الدوله السياديه".