نت واحدآ ممن رصدوا وكتبو كثيرآ عن حزب النور السلفى ودورة فى المشهد السياسي المصري بعد الثورة ، وتوقعت محاولات تفتيتة وتقسيمة لأحزاب متعددة لإضعافة بعد حصولة على المركز الثانى فى الإنتخابات البرلمانية بعد الثورة ومحاولة إظهارة بدور التابع المطيع لكل ما تريدة جماعة الإخوان المسلمين ، وحذرت كثيرآ من خطورة تبعيتهم للإخوان وتأثير ذلك على شعبيتهم ولكن حزب النور قام بمراجعة سياساتة ومواقفة بعد محاولات تفجيرة وتفتية وإحراجة لدى الرأى العام بعد أزمة خروج مستشار الرئيس الدكتور خالد علم الدين بفضيحة ملفقة من مؤسسة الرئاسة بهدف حرق الحزب الوحيد القادر على منافسة الإخوان ، وقام الحزب بإعادة هيكلة سياساتة وقراراتة وظهر بدور المستقل القادر على صنع سياسات والغير طامع فى السلطة بدليل اعتذار عدد من قياداتة عن مناصب سياسية وغيرها ، والأهم من ذلك هو سرعة تطوير الحزب سياسيآ بشكل يجعل الجميع يقف أمام هذا التميز فى الأداء على الأرض وخرج الحزب من دور التابع لجماعة الإخوان لحزب قوى يملك مبادرات وسياسات قادرة على فرض نفسها على الجميع .
هناك عدة محطات رئيسية تثبت تطور الأداء السياسي لحزب النور وتفردة بشكل مميز ، ومنها مبادرتهم الشهيرة التى لاقت إجماع المعارضة المصرية بكافة أطيافها وتجاهلتها مؤسسة الرئاسة ورفضتها فى صمت كبير وتعتبر هذة المبادرة شهادة ميلاد حقيقية للحزب فهو درس أهم أزمات الوطن وطرح حلولآ لإحتواء الأزمة ، وإنهاء حالة الإحتقان السياسة وبداية مصالحة وطنية حقيقية تجمع كافة أطياف العمل السياسي المصري لخدمة مشروع تنمية مصر ، ولا يهم ماذا حدث للمبادرة فهم قدموا خلاصة فكرهم وتجاربهم للرئاسة وهذا دور الأحزاب تقديم النصائح للحاكم وهو وقراراتة وضميرة وتوجهة السياسي فى التعامل مع مثل هذة المبادرات السياسية .
حزب النور إستطاع النجاة بنفسة وشعبيتة من الفخ الدائر حاليآ فى مصر بين مؤيدى ومعارضى الرئيس من خلال الدعوات المتصاعدة بين حركتى تمرد وتجرد ، وتعالى أصوات التطرف والجهل والتى وصلت لحالة من الإرهاب والتخوين لكل من سينزل ضد الرئيس وتطرفت لحد وصفهم بالكفار والمنافقين ، وهنا يتمتع حزب النور بذكاء سياسي كبير فهو فى الفترة السابقة قدم نصائح عدة لنظام الإخوان وطالبهم بإصلاحات سياسية وإجتماعية وإقتصادية وعرض خبراة وكوادرة فى خدمة الدولة ، ولكن تم تجاهلهم وإقصائهم ولذلك قرروا عدم المشاركة فى تلك التظاهرات كمؤيدين للرئيس إنطلاقآ من شعورهم أنهم ليسوا مجرد تابعين للجماعة تعبر على جثثهم وشعبيتهم ومستقبلهم من أجل مصلحة الجماعة ومستقبلها ، وبعد عبور الأزمات تضحى بهم وتحاول تفجيرهم داخليآ وإضعافهم سياسيآ فهم يتعلمون من تجاربهم بشكل سريع ومميز يستحق كل تقدير وإحترام .
حزب النور أصدر ببيانة الذى أعلن فية رفضة المشاركة فى المظاهرات المؤيدة لنظام مرسي شهادة ثقة فى قوتهم وقدراتهم السياسية فهم يسعون بكل قوة للتعلم من تجارب الإخوان وأخطائهم فى محاولة لتصدر المشهد فى الفترة القادمة ، فهم يسعون شعبيآ ودوليآ ليكونوا البديل الحقيقي لنظام الإخوان بكل ما يملكون من خبرات وحماس ورغبة فى حكم مصر فى المستقبل
وأهم ماجاء فى بيان الحزب هو رفضة الواضح ، توصيف الصراع بأنه صراع بين معسكرين إسلامى وغير إسلامى، وأن كل من يعارض سياسات النظام الحاكم فهو ضد الإسلام والمشروع الإسلامى وهنا نرى خطاب سياسي عقلانى يحاول إختواء الأزمة والصراع الحالى وأتوقع فى الفترة المقبلة تصاعد دور الحزب شعبيآ وسياسيآ وخصوصآ فى أول إنتخابات برلمانية فهم الفصيل الوحيد فى المربع الإسلامى الذى يمتلك أدوات الحشد والمصداقية لدى قطاع كبير من المصريين .