اهلا يا استاذ محسن تفضل بالجلوس
انطلقت تلك العباره من شفتى عصام الامير رئيس التليفزيون السابق ورئيس الاتحاد القادم لمحسن الذى تأمله بهدوء وهو يجلس امامه على ذلك المقعد فى هذا الكافيه الشهير خلف مسرح البالون وعادت الذاكره بمحسن الى الوراء الى ما قبل هذا اللقاء وكيف تم
كانت البدايه فى مكتب ممدوح يوسف حيث كان محسن يجتمع به غالبا حينما يذهب الى المبنى لاضطلاعه على الاخبار الجديده ومن هو اقوى المرشحين لرئاسة التليفزيون واثناء حديثهما ذات مره تناول الموضوع الامير وكيف تم تدبير مؤامره لحمله على الاستقاله من رئاسة التليفزيون وعلاقته بعلى عبد البصير السيد حسن او على عبد الرحمن كما ينادونه فى المبنى واهتم محسن بما سمعه عن الامير فكل من يتحدث عنه يتفق على انه انسان نظيف ذو فكر وقد كان من اهم اسباب استقالته من رئاسة التليفزيون كما عرف صعود ن ا وع ك اليه وسبابه بسبب عدم قبضهما للمرتبات المتاخره مما جعله يقدم مذكره فيهما الى الششتاوى رئيس الاتحاد وقتها والذى قام بحفظ المذكره وقتها وعدم تقديمها للشؤون القانونيه للاتحاد مما جعل الامير يمل بشده ويقدم استقالته وهو ما كان يرغب فيه الكثيرون لانه كان سندا لعى عبد الرحمن ويسكت عن الكثير من مخالفاته بحكم الصداقه التى نمت بينهما منذ ان كانا يدرسان سويا ويعيشان سويا فى غرفه واحده وبينما كان محسن يستمع لقصة الامير من ممدوح قاطع ممدوح فجاه فى هدوء وهو يقول له بهدوء
اريد مقابلة الامير هذا
وبرغم ما هو معروف عن ممدوح من هدوء الملامح والحديث فقد لاحظ محسن تغير بسيط فى وجهه لم يخفى عليه وظهور نبرة توتر فى صوته لأول مره مما جعل محسن يوقن بان ممدوح لا يحب الامير وانه كان ذو دور خفى فى رحيله سابقا
ولكن لماذا تريد مقابلته انه حتى لا يرد على احد فى الموبيل
فقال له محسن بنفس الهدوء وهو يراقب ملامحه بتمعن
لدى اساليبى فهو قد لا يرد على الموبيل ولكن اذا اثرت اهتمامه برساله فسيوافق على المقابله
فانعقد حاجبا ممدوح وهو يقول لمحسن
يبدو انك قد جمعت بعض المعلومات عنه
فقال له محسن وشبح ابتسامه يرتسم على طرف شفتيه بهدوء
انها مهنتى كما تعلم
فعاد ممدوح يقول له ولكن لماذا تريد مقابلته
فأجابه محسن بهدوء
لديه ما يهمنى ولدى ما يهمه ثم نهض واقفا واستئذن ممدوح فى الانصراف ولم تغب عن عينيه نظرة الضيق الواضحه فى عين ممدوح وهو يسمح له بالانصراف ولا اللون الاحمر الذى اكتسى به وجهه
وبعدها قام محسن بارسال رساله للامير يطلعه فيها على بعض المعلومات وهو يتمنى ان يتصل به الامير وحدث ما توقعه محسن حينما اتصل به الامير وضرب له موعدا فى ذلك الكافيه الذى كان يجلس فيه الامير مع اصدقائه قبل توليه رئاسة الاتحاد وذهب محسن وتفرس فى وجوه الموجودين جيدا فوجدهم شله من الناس البسطاء حتى استقر وجهه عند الامير و...
اين ذهبت
انطلق ذلك الهتاف من الامير لمحسن الذى كان جالسا قبالته وحدهما فى ذلك الكافيه بعدما طلب الامير لمحسن قهوه وقطع استرسال محسن فى ذكرياته فتنحنح محسن معتدلا فى موضعه وهو يقول له
لا شىء
ظلت ابتسامة الامير الهادئه كما هى ولم تتغير وتامل محسن ملامحه البسيطه الهادئه وابتسامته ايضا ثم قال للأمير بهدوء
لدى ما يهمك يا استاذ عصام
فقال له عصام حضرتك صحفى؟
فقال له محسن
نعم كنت محررا صحفيا سابقا فى احد الجرائد ويمكنك ان تقول اننى حاليا مؤلف قصص وبرامج ويمكننى العمل كمعد ومعلق ومذيع واشياء اخرى
فضحك الامير وقال له
يبدو ان مواهبك كثيره
فقال له محسن وهو يبتسم
اشكرك
ثم انطلق يحكى له عن فترة رئاسته للتليفزيون وعلاقته بعلى عبد الرحمن وبعض الفضائح التى تورط فيها عبد الرحمن وكان الامير يقاطعه احيانا للدفاع عن على عبد الرحمن حتى انه قال له بهدوء
على عبد الرحمن صديقى ولا تكون عنه فكره مسبقه دون ان تتعامل معه كما ان من اخبرك بذلك لا يملك دليل
فقاطعه محسن ببرود
لا احد يخبرنى بشىء يا استاذ عصام فلست اعمل لحساب احد
فقال له الامير بهدوء
انا لم اقل هذا فما جمعته من معلومات هو مثير للاعجاب الفعل ويمكننى ان اسألك على الدليل
فقال له محسن بسخريه وعينيه تلمع ببريق شرس
تريد الدليل حسنا
ثم اعطاه موبايله وجعله يستمع الى بعض التسجيلات التى تخص اناسا اخرين يتحدثون فيها عن عصام الامير وعلى عبد الرحمن وتجاوزات على فى ذلك الوقت ومحاولته الاقتراب من الاخوان مع ذكر بعض الدلائل
وراقب محسن ملامح الامير بشده وهو يستمع فلاحظ ان ابتسامته قد اختفت وحل محلها التركيز الشديد وهو يستمع الى بعض التسجيلات التىاثارت اهتمامه بالفعل ثم اعطى محسن الموببل بعدما انتهى من سماع بعض التسجيلات
فقال له محسن وهو يأخذ منه الموبيل بابتسامه شيطانيه وعينيه تلمع ببريق شرس
وليس هذا كل ما لدى فهذا بعض مما لدى
فقال له الامير متجهما بعض الشىء على عبد الرحمن ليس كمثل ما يقولون عنه وللعلم هو سيأتى هنا بعد قليل ويمكنك مقابلته
فقال له محسنبسخريه
اسف لا احب مقابلته فهو شخص خطير كما عرفت وانا لا احب مقابلة تلك النوعيه لأننى اخاف منها بشده واتحاشاها وقد حذرتنى امى فى الصغر من الحديث معهم وانا احب امى بشده واحترم ذكراها ولذلك فانا اسمع كلامها
فقال لها الامير وهو يعقد حاجبيه بتركيز
ماذا تريد بالضبط يا استاذ محسن؟
وتعمد الضغط على كلمة استاذ محسن فقال له محسن بهدوء
لست اريد شيئا فما لدى قد قلته وما ارغب منك بسماعه سمعته ولكت لماذا لا نتعاون سويا فأنا لدى اخبار يمكننى ان اعطيك اياها اولا باول وانت تريد محاربة الفساد فى المبنى وهذا هدف مشترك وان كنت اشك فى حدوثه طالما ظل هؤلاء الاوغاد فى حكم مصر وكلبهم الملل وزير اعلام
وهنا قاطعهم شخص اسمر اللون كان محسن قد شاهده فى وسط المجموعه التى كانت تجلس مع الامير وهم يستئذن الامير ليهم بالانصراف وبرغم ان شكله قد بدا مالوفا نوعا ما لمحسن وشعر انه قد قابله سابقا ولكنه لم يعر هذا اى اهميه حتى هم ذلك الشخص بالانصراف وقال لمحسن وهو يبتسم ابتسامه لم يرتح لها محسن قط وذكرته بابتسامة الذئب قبل الانقضاض على فريسته لقد تقابلنا سابقا
فزوى محسن ما بين حاجبيه محاولا التذكر
فقال له ذلك الشخص بنفس تلك الابتسامه المقيته
فى الفجر الا تذكر
فقال له محسن ببرود
لا لست اذكر فانا لم اصلى الفجر حاضرا منذ فتره طويله واصليه صبح
فقال له ذلك الشخص بنظره ساخره وابتسامته تتسع وقد اعجبته دعابة محسن
فى جريدة الفجر الا تذكر
وهنا تذكر محسن اين رأى ذلك الشخص بالفعل وشعر بالحنق الشديد وهو يستعيد تلك الذكرى حينما كان يمر على الجرائد ليعمل فى احداها ويعرض سيرته الذاتيه ومقالاته وقصصه وتذكر مقابلته مع ذلك الشخص والتى انتهت فيما يشبه الطرد له وقفز الاسم الى مخيلته بغتة فهو خالد حنفى وتابعه ببصره اثناء رحيله ثم التفت الى الامير الذى قال له
اتعرفه؟
فقال له محسن بهدوء ساخر
لنا ذكرى لقاء وحيد سويا لا يمكننى نسيانه قط فقد عاملنى فيه بلطف شديد وارجوا ان تسعنى الظروف على رد ذلك اللقاء له قريبا
ثم عاد يسأل الامير فى هدوء ما رأيك يا سيد امير فيما عرضته عليك مما سيحدث قادما ومن بعض المعلومات التى اعطيتك اياها وللعلم لقد كشفت لك اوراقى منذ البدايه حتى تكون هناك ثقه فى التعامل
فقال له الامير بهدوء
وما ادرانى انك لا تفعل كل هذا لانك تريدنى ان اعينك فى المبنى
فشعر محسن بالاهانه وقام واقفا وهو يقول له ببرود
لو اردت ذلك لحصلت عليه من اخرين بطرق ابسط كثيرا وضغط على كلمة اخرين ليفهم الامير المعنى جيدا ثم استئذنه فى الانصراف وناداه الامير قبل الانصراف
استاذ محسن
فالتفت اليه محسن فقال له الامير
صدقنى على عبد الرحمن ليس كما تظن وقد تكون الامور اكثر سهوله لو تفاهمتم
فقال له محسن وهو يودعه
سأفكر فى هذا يا استاذ عصام سأفكر فى هذا ثم تركه ورحل مع وعد بلقاء اخر فى مكتب الامير حينما بعود رسميا رئيسا للاتحاد وقد قرر محسن فى نفسه شيئا قبل هذا اللقاء
انتهى الجزء الاول ويليه الجزء الثانى بأذن الله
اللقاء الثانى انتظرونا قريبا ان شاء الله
ملجوظه هذه ليست قصه طريفه من واقع الخيال بل لقاء حقيقى قد تم بينى وبين الامير واحتفظ به كاملا مسجلا واتحمل المسؤوليه الكامله عن كل ما ورد فيما كتبته
محسن سالم
اللقاء الثانى
كيف استقبل عصام الامير محسن لثانى مره ولماذا كانت مختلفه عن الاولى؟
لماذا دخل محسن على على عبد الرحمن فى غرفته التى تقع امام مكتب الامير حينما كان يأكل وماذا دار بينهما لاول مره؟
هل تصالح محسن سالم حقا مع على عبد الرحمن كما اراد الامير ام ان هذا كان فخا؟
لماذا قرر محسن فجأه مقابلة الششتاوى ومن هو عماد حسن مكاوى؟
لماذا كان ممدوح يوسف يريد معرفة ما دار فى اللقاء الاول بين محسن وعصام بشده؟
لماذا ابتهج الامير فى محادثته التليفونيه مع محسن سالم قبيل لقائهما الثانى حينما اخبره انه سيقابل على عبد الرحمن؟
لماذا كانت تلك اخر مقابله بين عصام الامير ومحسن سالم ومن هو ذلك العدو الجديد الذى اثار اهتمام محسن وقرر مقابلته وكان رئيسا للتليفزيون فى ذلك الوقت؟
الرئيسية 
