فيما بدا أنه قنبله من العيار الثقيل حصل محسن سالم الصحفى والناشط على نسخه من اخطر وثيقه اخوانيه بخط يدهم توضح خطواتهم لأسقاط الثوره وهذا هو مضمونها
أ. إستمرار التظاهرات الشعبية في كل مكان وزمان... مع المحافظة على سلمية التظاهر... ومع مراعاة ألا تتحول التظاهرات إلى إعتصامات أو تكتلات بشرية ضخمة فتصبح هدفا سهلا للضربات الأمنية والبلطجية... فمائة مظاهرة صغيرة في أماكن مختلفة وتوقيتات مختلفة ومن شرائح مجتمعية مختلفة هي أفضل وأبرك من مليونية في ميدان التحرير... حيث أن تلك المظاهرات المتعددة والصغيرة أولا: ترهق الأجهزة الأمنية والبلطجية أكثر، وثانيا: يكون لها تأثير نفسي وإعلامي أكبر في الداخل والخارج، وثالثا: لا تتيح للإنقلابيين ممارسة هوايتهم المفضلة في سفك مزيد من دماء المصريين.
--ب. ضرورة الملاحقة القانونية في جميع المحاكم المحلية والدولية وفي الدول المحترمة ضد من قاد ونفذ وأيد الإنقلاب وكل من شارك فعلا أو ضمنا فيما تبعه من مذابح... خصوصا أنه قد أمكن حتي الآن توثيق أكثر من سبعة آلاف (٧٠٠٠) قتيل وعشرين ألف (٢٠٠٠٠) جريح بعاهات مستديمة وأكثر من ثمانين ألف (٨٠٠٠٠) معتقل منذ إنقلاب ٣ يوليو... وهذه الجرائم الموثقة تكفي لمحاكمة قادة الإنقلاب ومنفذيه ليس فقط جنائيا وإنما بإعتبارها جرائم قتل جماعي وجرائم ضد الإنسانية.
--ج. ضرورة الإسراع بتشكيل "الوفد الوطني" من قيادات ورموز مؤيدة للثورة خصوصا ممن هم خارج مصر الآن... ويتشكل الوفد من حوالي عشرة شخصيات تتمتع بإحترام كبير بغض النظر عن توجهاتهم السياسية... (ولا أؤيد فكرة "حكومة منفي"... حيث أن تلك الحكومة لن تحظى بإعتراف دولى جيد... وقد يؤدي عدم الإعتراف بها لإضعاف موقف الثورة داخليا وخارجيا).
--د. ضرورة العمل الجدي للقيام بحملة توقيعات وتوكيلات (حقيقية وليست مفبركة) لتفويض "الوفد الوطني" للتحدث بالنيابة عن الشعب المصري في المحافل الدولية... وأن تكون لهذه الحملة الأولوية القصوي وعلى أن يتم جمع عشرين مليون على الأقل قبل تاريخ الإستفتاء على الدستور الإنقلابي... وحملة التوكيلات هذه (بشرط المصداقية والشفافية) أقوي وأوقع من أي دستور أو إنتخابات إنقلابية.
٭٣. بالتوازي مع الخطوات أعلاه... يجب أن يتحرك "الوفد الوطني"... ومعه مجموعة من المفكرين المصريين المقيمين في الغرب ممن يعرفون كيف يفكر الغرب وكيف نتعامل معه... بإجراء حوار عاجل ومكثف وقوي مع جميع العواصم الغربية-- حكومات، مراكز بحثية وإعلامية، ومنظمات مجتمع مدني وشعبية-- والتركيز على إيصال رسالة واضحة وصريحة للجميع.
ومن علاقاتي وخبراتي مع المفكرين الغربيين ودوائر صنع القرار في الغرب... أقدر أن الرسالة الأساسية والوحيدة التي يريد الغرب أن يسمعها هي:
٭٭٭ أن مصلحة الغرب الإستراتيجية على المدي الطويل... ومنفعته... ستكون مع دولة مصر الديموقراطية أفضل بكثير عنها مع دولة مصر العسكرية... وأنه من الممكن الوصول إلي معادلة أنفع للغرب وللشعب المصري... وأن هذه المعادلة لا تستلزم بالضرورة قمع الشعب... هناك قواسم مشتركة كثيرة بين الشعب المصري والشعوب والحكومات الغربية... ومن الضروري التركيز على وبلورة فكرة أن مصلحة الغرب أفضل مع الشعب ومع الديموقراطية أيا كانت نتائجها ولكنها ليست مع القمع وحكم العسكر٭٭٭
٭٤. أن الوقت ليس في صالحنا كما يظن البعض... وقد عبت من قبل ولا زلت أعيب على الرموز في الخارج (مثل محسوب وجوادي والبرادعي) أنهم لم يجلسوا مع بعض ويشكلوا الوفد الوطني حتى اليوم... كل الخطوات التي ذكرتها في ٭٢ و ٭٣ كان المفروض تحقيقها منذ ثلاثة أشهر وليس التفكير فيها اليوم.
ليعلم الجميع أن النافذة المتاحة لنا ضيقة جدا... حوالي شهر تقريبا... وتنتهي بالإستفتاء على الدستور الإنقلابي... فلو جاء يوم الإستفتاء ونحن على ما نحن عليه اليوم، فأبشروا بعشرات السنوات السوداء عليكم وعلى أولادكم وأحفادكم من البطش والظلم والمهانة والمجاعة تحت حكم العسكر... فكل ما يريده الإنقلابيون هو إضفاء الشرعية على الإنقلاب عبر تمرير دستورهم.
٭٥. إذا... إستراتيجيتنا في هزيمة الإنقلاب تعمل على ثلاثة محاور... وهي من حيث ترتيب الأهمية:
--أولا: الإستمرار في نزع الشرعية عن الإنقلاب في المحافل الدولية عبر الخطوات في ٭٢.
--ثانيا: إكتساب دعم وتغيير المزاج الغربي والعالمي نحو المسار الديموقراطي كما في ٭٣.
--ثالثا: إفشال "خريطة الطريق" الإنقلابية عبر إفشال محاولات إكتساب الشرعية عبر تمرير دستورهم