مصر فى حاجة إلى معجزة.. هل انتهى زمن المعجزات؟.. هل الإحباط «عنوان المرحلة» بعد ثورتين لم ننجز خلالهما شيئاً؟.. هل نجح الإرهابيون فعلاً فى ترويع المصريين، بحيث يؤثر ذلك على نسبة المشاركة فى الاستفتاء؟.. ما مدى نجاح دستور ثورة 30 يونيو؟.. هل يلحق دستور 2013 بدستور 2012؟.. هل استسلم الشعب لليأس بعد ثورتين؟.. هل نحن فى طريقنا حقاً إلى معجزة ثالثة؟!
قبل ثورة 25 يناير، كان السؤال كالآتى: لماذا لا يثور المصريون؟.. كان هناك من يكتب عن كسل المصريين.. كان هناك من يقول إنه كسل وراثى.. البعض كان يستفيض فى الشرح، أننا شعب يحلف بغربته، إذا عبر من ضفة إلى أخرى، من النهر الخالد.. فسّرها كثيرون أننا لم نغادر الشريط الملاصق للنهر إلى الصحراء.. هؤلاء عادوا من جديد إلى مخاوفهم القديمة، وأصابهم اليأس!
لا أظن أن هناك قاعدة يمكن القياس عليها.. مصر مثلاً بعد 25 يناير كتبت التاريخ من جديد.. ثبت أن المصريين لا يكسلون على طول الخط.. ثبت أنهم ينتفضون، عندما يتعرض الوطن للخطر.. فى 25 يناير ثاروا عندما خشى البعض أن يتعرض الوطن لخطر التوريث.. فى 30 يونيو ثاروا عندما تعرض الوطن لخطر الأخونة.. هناك ثورة «ثالثة» قادمة ضد الإرهاب.. ليس ضد «الانقلاب»!
آخرنا 25 يناير.. هذا هو عنوان مقال كتبته منذ أيام معدودات.. أتوقع أن تحدث معجزة جديدة.. سواء ونحن نخرج للاستفتاء على الدستور، أو ونحن نخرج لانتخابات برلمانية ورئاسية، أو ونحن نثور على الإرهاب.. فى كل الأحوال، عندنا ثورة جديدة، تضيف معجزة جديدة.. ربما تنتظر هذه الثورة ملهمها.. مصر لم تستسلم أبداً، إن كان هناك من يتصور أن الشعب راح ينام تحت البطانية!
لا تسألوا ثانية: متى يثور المصريون؟.. المصريون فى حالة ثورة.. الجمعية العمومية للشعب فى حالة انعقاد مستمر.. ربما يراهن الشعب على ذكاء النخبة السياسية.. ينتظر اللحظة التاريخية.. بالتأكيد يعرف حجم الخطر.. بالتأكيد يعرف حجم التحديات.. مصر غيّرت وجه التاريخ.. غيّرت موازين القوى العالمية.. مازلنا فى زمن المعجزات.. ثورتان فقط لا يكفى.. نحتاج معجزة جديدة وثورة جديدة!
الثورة التى ننتظرها لن تكون سياسية فقط.. هناك ثورة ثقافية.. هناك ثورة اقتصادية.. الفريق السيسى قال فى مناورة «بدر» أمس الأول: «لا تنتظروا راحة، إذا طلبتم ترشحى للرئاسة.. لن تعرفوا النوم».. قال أيضاً: «محدش تانى يقولى اترشح لرئاسة الجمهورية، أنا لو اترشحت كرئيس للجمهورية، مش هاخلى حد ينام».. معناه أننا نحتاج إلى ثورة.. نحتاج إلى معجزة.. هذا ما قصدته وقصده «السيسى»!
مناورة «بدر» كانت فرصة لمناورة أخرى.. «السيسى» لم يحسم أمره من الرئاسة.. لم يغلق الباب.. قال إن مصر تحتاج إلى معجزة.. 45 ألف مدرسة، و8 ملايين شقة.. برنامج رئاسى.. الثورة القادمة سيكون لها رأس.. على خلاف ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. يخطئ من يتصور أن زمن المعجزات انتهى(!)
الرئيسية 
