انتقد خبراء إعلام، إلغاء قناة «سي بي سي»، لبرنامج «البرنامج»، الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف، مؤكدين أن ثورة 30 يونيو هي الخاسر الأكبر من ذلك، لأنه سيعطي جماعة الإخوان المسلمين الفرصة لاستغلال الموقف والتأكيد على عدم وجود حرية للتعبير، فيما أشار البعض أن القناة ألغت «البرنامج» كجزء من المصالح الشخصية المرتبطة بها.
وأكدت نقابة الإعلاميين، تحت التأسيس، أن وقف «البرنامج» جاء بسبب ما تم اقترافه من أخطاء خادشة للحياء، مطالبة بسرعة إقرار ميثاق للشرف الإعلامي ينظم حرية الرأي والتعبير.
وأرجع الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، قرار الوقف، لـ«المصالح الشخصية» للقناة، قائلاً إن «الأمر لا يمس حرية الرأي والتعبير في مصر، ولكنه يخص القناة ذاتها ومصالحها وعلاقتها بالنظام، حيث أرادت القناة أن تقدم أدلة وشواهد للنظام، تمهيدًا لإطلاق قناتها الإخبارية، ولإثبات قدرتها على تنظيم الأداء الإعلامي كما تشاء».
وقال لـ«المصري اليوم»، إن: «القناة تحملت برنامج باسم يوسف بنفس المضامين خلال الأشهر السابقة، وحصلت على مقابل مادي جيد من خلاله، ولكن لما تأتي اليوم وتفعل العكس معه، فإن ذلك يؤكد أن المصالح الشخصية للقناة كانت هي (الهاجس والهدف)، فضلاً عن أنها أرادت أيضاً أن تتوافق مع بعض اتجاهات الرأي العام التي قدمت انتقادات لباسم بعد الحلقة الأولى».
وتابع: «الحقيقة أن هذه الانتقادات ارتبطت بتطلعات الجمهور في الفترة القادمة، وتلبي إسقاطًا لمخاوف الجمهور في الفترة التي كان (الإخوان) يحكمون فيها، والدليل على ذلك أن ذات الجمهور قد تغاضى عن الإسقاطات الجنسية في الحلقات التي كان ينتقد فيها مرسي، وأما اليوم فهو يبحث عن مبرر أخلاقي بأن باسم قدم إيحاءات جنسية في البرنامج».
وأشار إلى أن «الإخوان سيحاولون من ناحية ثالثة، استغلال هذا الموقف للاستدلال على أن النظام لم يتحمل حرية الرأي والتعبير التي قد يكون برنامج باسم أحد أدلتها، بينما مرسي قد تحمل هذا البرنامج قرابة الـ10 أشهر».
وأدان ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي بـ«شدة قرار وقف برنامج البرنامج، وأعتقد أن 30 يونيو هو الخاسر الأكبر من هذا القرار، وإن البرنامج الذي استمر خلال حكم مرسي، لا يجب أبدا أن يتوقف بعد إطاحته لأسباب متضاربة وغير مفهومة».
وطالب «عبد العزيز»، «القائمين على الأمر أيا كانوا، بأن يستدرجوا هذا الخطأ، ويعيدوا حساباتهم لأن الضرر سيكون بالغا إذا استمر إيقاف البرنامج»، على حد قوله، لافتاً إلى أن «هناك متغيرًا جديدًا في الحقل الإعلامي، لم يفهمه الكثيرون، وهو أن حارس البوابة الإعلامية قد مات، ولم يعد متاحًا غلق أو قمع أو تقييد أي رسالة يريد الجمهور أن يحصل عليها».
وأشار إلى أن «التجاوزات التي تضمنها (برنامج باسم) كانت موجودة في عهد مرسي، وكانت تُبلع لأنها تصب في مصلحة معارضي الإخوان، ولا يجب أن نكيل بمكيالين».
من جانبها، قالت الإعلامية لمياء محمود، إن «ما فعلته القناة هو أشبه بما حدث في المرة الأولى، حينما هاجم باسم بعض العاملين في القناة، وألغيت الحلقة الثانية، وأعتقد أنه تجربة لنفس القناة واعتراضا على الغضب الجماهيري ضد ما وقع فيها من إيحاءات».
وأضافت أنه «لا يوجد ميثاق شرف إعلامي يتصدى لخدش الحياء، ولكن بالشكل الفج الذي يؤذي مشاعر الناس»، متسائلة: «ما هي حدود حرية التعبير، وهل التجاوز في الآداب العامة، وحريتي تتوقف على الأخلاق الشخصية، وهناك تجاوز في فهم معنى الحرية بشكل يسيء لأي قيم».
واستطردت: «لو أردنا مهاجمة أي شخص أو مؤسسة نقدم ذلك بشكل مهذب، ولكن طبيعة المجتمع لا تسمح بذلك».
الرئيسية 
