الآن.. وقد أصبح التضارب يحيط بموضوع الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم, بات من الضروري أن نجلس ـ نحن المصريين ـ مع أنفسنا للحظات,
لنفكر بعقل بارد, ونسأل أنفسنا السؤال التالي: ما الهدف من وراء هذه الزوبعة كلها؟ وعندما نقرأ أن الفيلم البذيء ليس فيلما كاملا, كما قيل لنا في البداية, بل هو مجرد عدة مشاهد لا تزيد مدتها علي ربع الساعة, ثم عندما تخرج علينا إحدي ممثلات الفيلم تبكي, وتؤكد أنها لم تمثل فيلما عن نبي المسلمين, بل فيلم عن المصريين القدماء منذ ألفي سنة, ثم عندما يقال لنا إن بطل الفيلم هو ابن قيادي كبير في حماس( لاحظ حماس!), ويتضح أن هذا كذب صريح, وعندما يقولون لنا إن بطل الفيلم الحقيقي كان في النسخة الأصلية الناطقة بالإنجليزية اسمه جورج, وتم تغيير الاسم عند الدبلجة إلي محمد.. فماذا نفهم من كل ذلك؟
أمامنا احتمالات ثلاثة, أولها أن يدا خفية لا نعلمها تريد تأجيج الفتنة بين مسلمي مصر ومسيحييها, خاصة أن مصر بدأت في الأسابيع الأخيرة تشهد العودة للهدوء, وبداية دوران عجلة الإنتاج, وهنا لا يستبعد المرء أن الذين وراء الفيلم هم أعداء مصر الذين لا يريدون لها الاستقرار, وهم معروفون لنا جميعا, والاحتمال الثاني أن الفيلم وراءه فعلا بعض أقباط المهجر, الذين يتاجرون في الخارج بقضية الفتنة الطائفية, ويتكسبون من ورائها الملايين, يعني الموضوع مجرد سبوبة أكل عيش ولا يهم هؤلاء الموتورون ما إذا كان الوطن سيحترق أم لا! ثم يبقي الاحتمال الثالث, وهو أن القصة كلها مجرد لعب عيال, ومحاولة هايفة من مخرج أمريكي تافه, وهو للأسف من أصل مصري, أراد به أن يعبر عن الغل والحقد الكامنين في نفسه نحو مصر وأهلها, من المسيحيين والمسلمين معا, ولذلك كله علينا أن نكون أذكياء, ونفوت عليهم جميعا هدفهم, ولا نسمح لهم باستدراجنا.