محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تركيــا .. في مفتــــــــرق طــــــــــرق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5126
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

تركيــا .. في مفتــــــــرق طــــــــــرق  Empty
مُساهمةموضوع: تركيــا .. في مفتــــــــرق طــــــــــرق    تركيــا .. في مفتــــــــرق طــــــــــرق  Emptyالإثنين سبتمبر 03, 2012 7:08 pm

حملت الأسابيع الثلاثة المنقضية للشعب التركي جملة مروعة من المأسي‏,‏ فمعها هبت الأعاصير من كل صوب وحدب‏,‏ حرائق الغابات تعود من جديد علي نقاط بالحدود التركية السورية‏ ..

وأصابع الاتهام, تتجه علي الفور إلي جيش بشار الاسد الذي يتعمد من خلال شبيحته إشعال النيران لبث الهلع في نفوس مواطنيه الهاربين من قصف طائراته.
وفي الوقت الذي استعدت فيه قطاعات عريضة من المواطنين الاتراك لقضاء أيام العيد مع ذويهم في مدن وقري الاناضول, كان أبناؤهم علي الحدود مع العراق يسقطون في هجمات مباغتة لإنفصاليين, ثم جاءت الفاجعة الكبري في ثاني أيام العيد, والتي تمثلت في تفجير مدو بالقرب من مركز للبوليس بقلب غازي عنتب جنوب شرق البلاد, والذي أودي بحياة تسعة مواطنين بينهم أربعة أطفال.
وهكذا خبت الفرحة ليحل محلها الحزن والأسي وحتي كتابة هذا التقرير مازال هناك جرحي يرقدون في العناية الفائقة بالمستشفيات بين الحياة والموت. ورغم نفي منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية أية علاقة لها بالتفجير إلا أن أحدا لم يصدقها, بيد أن جميع القوي السياسية حملتها المسئولية. وللتعبير عن بركان الغضب في النفوس قام عدد كبير من المواطنيين بإحراق مقر لحزب السلام والديمقراطية الكردي الذراع السياسية للمنظمة الانفصالية بالمدينة.
وقبل أن يواري الضحايا الثري لقي تسعة عسكريين أتراك أحد حراس القري مصرعهم في إنقلاب حافلة علي طريق شيرناق ــ أولو درا الذي نادرا ما عرف الهدوء والسكينة فهو دوما علي موعد مع الدماء.
أيا كان المسئول متمردين أم جهاديون فالثابت أن أياديا خارجية بالتعاون مع داخل متمرد, وراء زيادة الإعمال الارهابية إجمالا في عموم البلاد ومناطق الجنوب الشرقي خاصة, ولم يجد شامل طيار نائب حزب العدالة والتنمية عن غازي عنتب أي غضاضة في توجيه الاتهام إلي المخابرات السورية مؤكدا ان عددا من اللاجئين السوريين في مخيمات هطاي وكيليس واورفة يعملون لصالحها, غير أن الأمر لم يمنع من شذرات محتجة تناثرت في داخل أروقة الحزب الحاكم ـــ فيما يعد مؤشر لتململ في الأفق وبوادر انقسام في الصفوف ـــ حملت الحكومة بعضا من المسئولية, كونها لم تتخذ خطوات استباقية وتأمينية حول المنشآت الأمنية في مناطق التوتر التي تشهد عنفا متواصلا خاصة وأن معلومات وضعت أمامها بإحتمال أن تشهد غازي عنتب أعمالا إرهابية, وهو ما حدث بالفعل. ورغم إحتياطات التكتم والتستر ومحاولات الرجل القوي بالحزب بولنت إرينتش نائب رئيس الحكومة, لإحتواء المناقشات وتهدئة الثائرين, إلا ان صرخات بعض نواب الشعب, سرعان ما ترجمت علي صفحات الصحف التي رصدت بدورها تبادل الإتهامات ــ لم تعد تتم علي إستحياء كما في السابق ــ داخل بيت العدالة المحصن في بلجت الشهير وسط أنقرة.
وحتي تكتمل الصور المحبطة, طفت علي السطح بعد أن كان يعتقد إنها وئدت وتوارت إلي الأبد, حذرت منظمة أصالة الأرمينية المتطرفة, وريثة الأمبراطورية العثمانية, بالابتعاد فورا عن الازمة السورية, والكف عن دعمها للجيش السوري الحر الذين يقتلون أبناء الجالية الارمينية بحجة أنهم موالون لبشار الأسد, وقالت في بيان وجد طريقه إلي وسائل إعلام مقروءة ومرئية إنه في حال قيام القوات المسلحة التركية بأي عمل عسكري في سوريا عامة ستعيد المنظمة مجددا عملياتها ضد كل المنشآت والمصالح الحيوية التركية وكذا الأتراك العاملين في الخارج.
وكانت آصالة التي أخذت عهدا علي نفسها بالثأر للآلاف من أبناء جلدتها, فيما عرف بمذابح الأرمن إبان الحرب العالمية الاولي مستهل القرن الماضي, سبق ونكلت بالعديد من الدبلوماسيين الاتراك بالعواصم الاوروبية قبل أن توقف نشاطها إعتبارا من عام1985.
الإرهاب أذن يطل بمخالبه مهددا ما اعتقد أنه الاستقرار في الجغرافيات ذات الغالبية الكردية من السكان وبطبيعة الحال أثار قلق أهل الحكم بل وإمتعاضهم من الحلفاء, وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية. وها هو الرئيس عبد الله جول يخرج عن صمته ويتحامل علي نفسه رغم اضطراب أذنه الوسطي والذي اضطر بسببه قطع زيارته الرسمية لقيرغزستان, ليؤكد الدعم الأمريكي لبلاده في مكافحة الإرهاب ليس كافيا, وهذا يعني أن الآلية الثلاثية المشكلة من أنقرة وواشنطن وبغداد, فشلت أو أفشلت( بضم الواو) في عرقلة نشاط منظمة حزب العمال الكردستاني وبعبارة أدق يبدو أن حكومة المالكي وإدارة أوباما رفعا إيديهما تاركين العاصمة التركية تحارب بمفردها الخطر الانفصالي.
وفي محاولة لتدراك الأمر أتفقت تركيا والولايات المتحدة علي اتخاذ جميع التدابير ضد تلك المنظمة ومعها تنظيم القاعدة والمجموعات الإسلامية المتطرفة الذين يحاولون التمركز في مناطق شمال سوريا استفادة من فراغ السلطة هناك, وفي ختام اجتماعات مجموعة العمل السياسية والعسكرية والاستخباراتية والتي ضمت خبراء من البلدين أكد الجانبان علي ضرورة الحفاظ علي وحدة وسيادة الاراضي السورية وعدم السماح لتجزئتها. وزيادة في الحيطة يتوجه وفد من السفارة الامريكية بالعاصمة العراقية بغداد وذلك في غضون أيام إلي أربيل لإجراء مباحثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني تتركز علي كيفية تعطيل المشاريع الانفصالية.
تركيا إذن في مفترق طرق وعليها أن تحارب في أكثر من إتجاه, فتسلل المتمردين الأكراد من الأراضي الإيرانية علي قدم وساق, بعد ما توقف تبادل المعلومات بين أجهزة مخابرات البلدين الجارين كما لم يعقد اي اجتماع لمجموعة العمل المشتركة بينهما لمكافحة الارهاب منذ عام ونصف علي خلفية الفتور الذي أصاب العلاقات لإصرار حكومة العدالة والتنمية علي الدرع الصاروخي ونصبه باراضيها وهو ما اعتبرته الجمهورية الاسلامية ـ ومازالت ـ تهديدا لها. وبالتوازي مع الهم الانفصالي, تتلاحق التطورات ومعها تشهد الحدود موجات لا تتوقف من الفارين السوريين, والذي يخشي أن تنقلب لتصبح طوفانا, وإنطلاقا من هذا الرعب تتزايد مطالب الساسة الرسميين, بفرض مناطق آمنة داخل الشام المتردي وهو ما لا يلقي تجاوبا حقيقيا من الحلفاء في نكسة أخري تضرب من جديد سياسة صفر مشاكل في مقتل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
تركيــا .. في مفتــــــــرق طــــــــــرق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تجربــة تركيــا هــل هي قابـلة للتكـرار؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات كبار الكتاب(دينيه عسكريه رياضيه)-
انتقل الى: