محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ســـــيناء‏..‏ مسرح للتعاون أم للمواجهة؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5126
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

ســـــيناء‏..‏ مسرح للتعاون أم للمواجهة؟  Empty
مُساهمةموضوع: ســـــيناء‏..‏ مسرح للتعاون أم للمواجهة؟    ســـــيناء‏..‏ مسرح للتعاون أم للمواجهة؟  Emptyالإثنين سبتمبر 03, 2012 7:05 pm

علي هذه الصفحة سبقني قبل ثمانية أيام الدكتور محمد مجاهد الزيات في مقاله العميق‏'‏ مصر والمنظومة الأمنية الأمريكية‏'‏ في كشف جوانب معتبرة من التحديات المتوقع مواجهتها
عند تطوير التعاون بين مصر والولايات المتحدة, لأن المشكلة يمكن أن تتطور وتتجاوز مطاردة عناصر متطرفة جاءت من هنا أو تسربت من هناك إلي ما هو أخطر وأبعد تأثيرا.
من يرصد ويحلل ردود الفعل الأمريكية والاسرائيلية علي تزايد عدد القوات المصرية في سيناء, سيجد نفسه أمام ثلاث ملاحظات أساسية. الأولي, وجود صخب اعلامي بشأن المخاوف التي يحملها دخول الجيش لمناطق كانت تل أبيب تحديدا تعتقد أنها محرمة علي قواتنا, يقابله برود سياسي أو بمعني أدق تفهم لطبيعة المهمة' نسر' التي يقوم بها الجيش الآن. والثانية, اتساع نطاق الحديث عن المخاطر التي تواجهها اسرائيل وأمنها وأمريكا ومصالحها ومصر ومستقبلها, بما يفرض التفاهم حول ضرورة الاتفاق علي آليات مشتركة لمواجهة غول الإرهاب, الذي سوف يعصف بالجميع. والثالثة, تسريب معلومات متعمدة حول استعدادات الجيش الإسرائيلي لأي مواجهة عسكرية مع مصر, وقد نشرت مجلة الدفاع الإسرائيلية أخيرا ملامح رئيسية من خطة تسمي' عـــوز', بغرض التلويح بأن تل أبيب جاهزة تماما للاحتمال الأكثر سوءا وهو الحرب.
عندما نقرأ ما بين السطور وندرس تجارب الآخرين, يتبين لنا أن القضاء علي متطرفين مدربين يحتاج وقتا طويلا, لأن محاربة الإرهاب في البيئة العادية تشبه محارب الأشباح. وإذا كانت هذه البيئة وعرة مثل سيناء, فالمسألة في تقديري ستكون أكثر صعوبة. لا أقلل من قيمة الجهد المبذول, لكن أخشي أن نجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة, تؤدي إلي واقع جديد علي الأرض يفرض علينا خيارات كنا نرفضها في أوقات سابقة. ففي هذه الحالة سوف نحتاج لدخول مزيد من القوات إلي سيناء, لأن مطادرة نحو1600 متشدد تقريبا, علي دراية بدروب ودهاليز الجبال في سيناء, عملية ليست هينة. الأمر الذي يستوجب تعديل الرؤي السابقة, المتعلقة بأدبيات التعاون مع اسرائيل, والتي سعت دائما إلي نقلها من مربع السلام البارد إلي خانة العلاقات الساخنة. وبرغم كل المحاولات التي قامت بها للتطبيع الثقافي والسياسي والأمني في عهد النظام السابق, غير أنها أخفقت, ليس لممانعات القائمين عليه آنذاك, لكن بسبب الرفض الشعبي العارم لأي توجهات للتقارب مع اسرائيل.
اليوم تحاول كل من الولايات المتحدة واسرائيل الوصول إلي تفاهمات مع مصر, تحت ذريعة مكافحة عدو اقليمي مشترك هو' الإرهاب'. ولكل من هاتين الدولتين باع طويل في تسويقه خلال الفترة الماضية, حتي أصبح بضاعة رائجة. بموجبه تدخلت واشنطن في أفغانستان والعراق, وشنت غارات علي أراضي كل من باكستان واليمن والسودان والصومال وغيرهم. وعلي أوتاره نجحت تل أبيب في جعله سيفا مسلطا علي كل من ايران ولبنان وسوريا وهكذا.. والآن تتكرر السيمفونية مع مصر والأردن. حيث يتم توظيف ما يجري في سيناء علي أنه بؤرة صاعدة أو مكان مهيأ لتجمع ارهابيين من دول مختلفة. كما أن تعمد اسرائيل بث معلومات مؤخرا تشير إلي اعتقال خمسة أتراك وأربعة باكستانيين حاولوا التسلل إليها عبر الحدود مع الأردن, يرمي إلي نقل المشهد العربي من اعتبار اسرائيل عدوا فعليا إلي صديق محتمل. وإذا كان قادتها فشلوا سابقا من خلال مخططات السلام الوهمية, فهذه المرة لديها أمل في أن تنجح عبر اجراءات حقيقية لمكافحة الإرهاب في المنطقة, خاصة أن هناك تهديدات ملموسة لعدد من الدول العربية.
الشاهد أن الخريطة الإقليمية, من العراق وايران وحتي السودان, مرورا بالطبع بمنطقة الشام والمغرب العربي, مليئة بتفاعلات لم تتحدد بعد بوصلتها السياسية والأمنية, لكن في كل الأحوال سوف تخدم نتائجها اسرائيل والولايات المتحدة. لا يعني ذلك ايماني بأن الثورات العربية مؤامرة غربية, بل أقصد أن ما وصلنا وما يمكن أن نصل إليه وفقا للمعطيات الراهنة سيتم استثماره لتحقيق أغراضهما. فهناك تلال من المشكلات تتراكم يوما بعد يوم, وأكوام من الأزمات تتزايد تدريجيا. وكلها تجعل من أي نظام سياسي مصري أو عربي بين فكي رحي, إعادة ترتيب شئونه المحلية والقبول راغبا أو صاغرا بحزمة ترتيبات اقليمية, لمنع تفجير أوضاعه الداخلية, أو مواجهة قوي اقليمية ودولية في وقت يفتقر فيه( أي نظام) لعناصر التوازن الحقيقية, وعدم تحمل التداعيات القاتمة لأي مناطحة سياسية أو أمنية أو حتي اقتصادية. لذلك فكل الطرق تؤدي إلي عدم استبعاد ظهور ترتيبات ترفع من شعار' مكافحة الإرهاب'. وهو شعار' فضفاض' ويمكن أن توضع أسفله, بحكم الأمر الواقع وملابساته, جميع الإجراءات الأمنية الغامضة.
الشعور بالقلق عندي يتولد من ناحيتين. الأولي, كثافة الارتباك السياسي, الذي جعلنا نفتقد للاتفاق علي أبسط القواعد الخاصة بالأمن القومي. حيث تقوم بعض القوي السياسية بالمزايدة والاستهتار بقضايا أمنية, وتتعامل معها وفقا لعملية رخيصة لتصفية الحسابات السياسية, في حين الموقف يتطلب سموا علي أي تجاوزات من شخص أو حزب, وعدم الوقوف عند أي مصالح ضيقة مع حركة أو جماعة. لأن ما يجري في سيناء من الواضح أن له امتدادات وروافد خارجية, وقد يدخل في باب محاولة تغيير البيئة الديموجرافية. وهو ما يحتاج إلي حوارات ومناقشات وتفاهمات أكثر من المهاترات والمزايدات والتجاذبات.
الناحية الثانية, تتعلق بالخوف من حدوث تغير اضطراري في العقيدة العسكرية المصرية وتتحول عن مبدئها الثابت علي مدار عشرات السنين, من عقيدة تقوم علي محاربة جيوش نظامية إلي مقاومة ارهابيين وأشباح ارهابيين في رمال الصحراء وجبالها وكهوفها, في مصر وخارجها. وهو هدف أمريكي كشفت عنه وثائق ويكيليكس ورفضته القيادة العسكرية المصرية. وقتها كانت سيناء هادئة إلي حد كبير, أو هكذا بدت لنا جميعا. وفشلت المساعي الأمريكية في ذلك الوقت. والمشكلة أن تعمد تضخيم ما يدور في سيناء من قبل بعض الجهات الخارجية وتصوير الموقف علي أن هناك حربا يخوضها جيشنا العظيم ضد طيور الظلام, يرمي إلي ايجاد بيئة تعيد انتاج تجربة الجزائر, أي جيش يطارد متطرفين. وكأن هناك من يريد معاقبة الجيش علي دوره المشرف في بدايات الثورة وقدرته الفائقة علي تجنب الانزلاق في مواجهة مع المواطنين. ومع يقيني أن هذا الهدف ليس بخاف علي القيادة العسكرية, إلا أن المقدمات والمؤامرات والمشاهد التي نراها يمكن أن تجعل الأمور تنفلت من عقالها, وتجعل من سيناء مسرحا للتعاون مع اسرائيل بدلا من مسرح محتمل للمواجهة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
ســـــيناء‏..‏ مسرح للتعاون أم للمواجهة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» «بكار»: «الإخوان» تحاول جر «النور» والدعوة السلفية للمواجهة في الشارع
» مورينيو يفرض التعادل على قمة مانشستر يونايتد وتشيلسي في مسرح الأحلام .. وروني نجم فوق العادة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات كبار الكتاب(دينيه عسكريه رياضيه)-
انتقل الى: