يهاجم الشعب المصري عدد من الهواجس منذ تولي الرئيس مرسي إدارة البلاد, ولابد من علاجها قبل فوات الاوان والا...
ونظرا لأن الأمر يتعلق بمستقبل وطن ومصير أمة تعلقت بآمال الحرية والديمقراطية والكرامة في وطن مستقل يظلله العدل والرخاء فإن من الخطأ الاستخفاف بأي من هذه الهواجس ونخص منها ثلاثة كبري فاصلة في هذه المرحلة ويحتاج التعامل معها إلي روح التعاون ونبذ روح الفرقة والتربص والتشكيك لأن الخاسر هو الجميع وليس فريقا بعينه.
الهاجس الأول والأكبر هو أن عناصر النظام القديم قد أفلتت من حاجزين أولهما هو التشريع الخاص بتنقية الحياة السياسية ومنح المصريين الحق في أن يبدأوا حياة جديدة متحررين من ضغوط القوي التي احتكرت الحياة في مصر وأدت بعد ثلاثين عاما إلي ثورة نادرة في التاريخ المصري كله. ومعني ذلك, أنه من الناحية الاخلاقية لا يحق لرموز النظام السابق أن يدعوا بأن لهم الحق في الاستمرار في إفساد حياة المصريين تحت شعار الديمقراطية التي انكروها في عهدهم علي المصريين, والانغماس في الحياة العامة مرة أخري لمجرد أن أدوات الفرز والعقاب غير حاسمة والأيدي التي تحاكم وتدير مرتعشة. ومعني ذلك أن الفترة الانتقالية في مصر شهدت توحد جميع القوي الداخلية والخارجية المعادية لثورة الشعب.
لذلك فإن الهاجس الذي يطارد المصريين هو عدم الحزم مع رموز النظام جميعا وعجز القضاء عن القصاص لعذابات الشعب المصري طوال أربعين عاما ولشهدائه طوال هذه العقود الأربعة وأن موقعة الجمل كانت المحاولة الأخيرة من جانب النظام لإطفاء وهج الثورة ولو نجحوا لأطلق علي ميدان التحرير ميدان الجمل في يوم الجمل ولعلقت المشانق لكل الثوار دون أن يستمع أحد إلي أقوال حول القانون والقضاء وهما أدوات النظام القديم في قهر الشعب المصري. ولذلك فإن الشعب كله لابد أن يتكاتف لإقرار الحق بين الظالمين والمظلومين ويقع العبء في ذلك علي الرئيس وحكومته وليس علي الاخوان كجماعة الذين يجب أن يتصرفوا في إطار الحزب وليس الجماعة لأن مصير مصر والثورة معلق علي طريقة التعامل مع هذا الهاجس الخطير.
وهذا يقودنا إلي الهاجس الثاني. وهو أن يستعين الرئيس بكل الكفاءات في مصر والخارج حتي الذين يختلفون معه والمعيار الأعمي هو الكفاءة وحدها لأنه من الظلم أن يواجه الرئيس النظام السابق في معاقله في كل مكان وحده أو بمن يصل علمه إليه بل أصبح الانخراط في كتيبة الوطن التزاما علي كل قادر فإذا هزم الوطن في هذه المعركة هزمنا جميعا بمن في ذلك الذين يقصرون عالمهم علي معارضة الاخوان المسلمين أو التصدي لهم.
الهاجس الثالث هو أن الرئيس وحكومته يتعثران في قضايا تستهلك الوقت, بينما نذر انفجار تتجمع عند عموم الشعب المصري الذي يريد أن يري حزما في ضبط الأسعار ومشاريع كبري للقضاء علي البطالة وإصلاحا جذريا في جهاز الإدارة وتطويره وحلولا عاجلة للمشكلة الاقتصادية التي تتفاقم والتي لا نفهم كيف تعجز الحكومة عن معالجة السيولة فتتوقف المشروعات والشركات ويتعطل العمال ويزداد الاحتقان.
المشكلة كبيرة وما يحدث مجرد ظواهر وتجليات لها, ولابد من التحرك السريع المدروس قبل فوات الأوان, اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
الرئيسية 
