واضح كده يا حمادة أننا من الآن فصاعدا ستكون أيامنا بيضا ع الأصيل، سودة ع العميل، كحلى على كل من شاف فرحتنا بالاستفتاء ولا صلاش على النبى!.. (و بعد أن ألقت ستات مصر أحلى تحية على الفريق السيسى ردا لندائه عليهم، نفسى أعرف ماذا ينتظر العوازل ليهجُّوا من البلد؟).. الستات حضرن قبل فتح اللجان بساعتين بالرقص والزغاريد.. حتى المسنات منهن أحضرن معهن الكراسى المحمولة استعدادا للانتظار بالساعات على باب اللجان.. وهذه الكراسى يا حمادة لم أرها من قبل إلا فى الحرم المكى مع الحجاج، فتذكرت أياما جميلة، وكأن الناس فى ذهابها للاستفتاء تؤدى فريضة الحج! (ده تعبير مجازى على فكرة وكالعادة سيهاجمه الأغبياء!)..
هناك من رقص بعد خروجه من اللجنة، وهناك من بكى من شدة فرحته!.. لكن لأن المصريين يحبوا يكيدوا العوازل فحدث بشكل جمعى خاضع للصدفة البحتة أن أغنية تسلم الأيادى كانت تملأ الشوارع والميادين إمعانا فى كبسة الإخوان.. وكما تعلم يا حمادة أن هذه الأغنية بالذات مثل بودرة العفريت على جتتهم.. لكن ما كان أقوى من الإمعان فى كبسة الإخوان هو تلك الفرحة الناتجة عن وعى عال بأثر تلك الخطوة على مستقبل مصر الوليد.. الكل كان يرقص خارج اللجان على أنغام الأغنية.. ستات ورجالة.. شعور دافق بالأمن ويقين شديد بالقوة.. لكن هل يا ترى الرسالة وصلت؟..
ده تعبير مجازى
على فكرة وكالعادة سيهاجمه
الأغبياء!.
أبدا وحياتك.. فهناك من يتناول الغباوة على هيئة برشام قبل الأكل وبعده.. أصلك مش واخد بالك يا حمادة، الإخوان لم يطلعوا فى مسيرات يوم الجمعة الماضى، وبالتالى لم يأخذوا العلقة الأسبوعية إياها من الأهالى.. ولأن الكيف غالب، فكان من الطبيعى أن يقوم بعضهم بتصرفات حمقاء فى يومى الاستفتاء لعل أحدا من الأهالى يعبَّرهم ويلحقهم بجرعة العلقة.. وبجانب الغباء المستعصى فالإخوان أيضا غلاظ القلب، لذلك فهم لا يفقهون يعنى إيه إن الناس دى بتحب بلدها، ولا يفقهون أيضا يعنى إيه إن الناس دى بتحب جيش بلدها.. الناس فى المدن الساحلية انتظرت اللواءات قادة المناطق بالطبل والزمر.. وأتارى يا حمادة الإخوان كانوا فى وادى تانى خالص عندما كانوا يرسلون رسائل تهديد إن اللى هينزل الاستفتاء هيحطوا السيخ المحمى فى صرصور ودنه، بينما الناس كانت تعد عدتها ليومين احتفال تملؤهما البهجة ولا يوم شم النسيم!..
لكن اللافت للنظر والمثير للدهشة فى نفس الوقت أن هذا الغباء المستعصى لا يخص أعضاء الإخوان المحليين فقط، بل هو متفرع إلى أفراد التنظيم الدولى، حيث تصوروا أنهم بإمكانهم فركشة الاستفتاء!.
وسبب اندهاشى أن هؤلاء عاشوا زمنا طويلا بالخارج، ومعظمهم تلقى تعليما أجنبيا، لكن يبدو يا حمادة أن الغباوة ما بتروحش بالصابون!!.. ولأننا أصبحنا شعب خبرة فى الطوابير واللطع بالساعات والذى منه، فكان مضحكا أن ترى المواطنين استعدوا بحقائب بها ساندوتشات وعصائر وكأنهم طالعين «بيكنيك».. إذن، أليس هذا شعبا لازم نقوله هو كمان «تسلم الأيادى»؟..
لكنى أتعجب منك يا حمادة عندما تقول إن جزءا كبيرا ممن قال نعم للدستور كان يقول نعم للسيسى! هل ترى أن الناس تحتاج أن تقول نعم للسيسى؟.. إحنا سايبينه براحته حتى الآن علشان لسه مش وقت الكلام ده، لكن يوم أن يئين الأوان سيذهب له الناس وهيشيلوه هيلا بيلا كده من بيته على الاتحادية، كدا هو من غير كلام كتير.. ألم يقل لنا إننا يا مصريين بنعرف نعمل اللى احنا عايزينه؟.. بكرة هيشوف!
الرئيسية 
