أفشل المصريون، أمس، خطط الإخوان وذيولهم فى الخارج، وأثبتوا للعالم أن ثورة 30 يونيو التى جاءت امتدادًا لثورة 25 يناير، وتصحيحًا لمسارها، ليست انقلابًا كما يدعى أفّاقو الجماعة الإرهابية ومؤيدوها فى الداخل والخارج.. أثبتوا أن الملايين التى خرجت فى الثلاثين من يونيو هى ذاتها التى اصطفت أمام اللجان، أمس، للتصويت على دستور المستقبل. ليس مهمًا أن تخرج النتيجة بنعم أو لا، وإن كانت نعم هى الطاغية على التصويت، لكن المهم أن من شاركوا وسيشاركون اليوم أعطوا مثالًا للعالم فى كيف تكون مصريًا ووطنيًا.. الديمقراطية ليست فى العويل والتهليل، واستدعاء الخارج، واستعدائه ضد بلدنا، أو البحث عن حفنة من الدولارات جراء تنفيذ مخططات خارجية تهدف إلى تدمير الدولة المصرية، إنما فى هذه الصفوف التى امتدت أمام الشوارع المحيطة باللجان، أيا كانت آراؤهم، قالوا نعم أو قالوا لا، المهم أنهم شاركوا، ولم يخشوا على أنفسهم من تهديدات الإرهابية، وردوا بالعمل وليس بالأقوال على مروجى الشائعات من الإخوان ومن والاهم.
كلى يقين بأن كل الدول التى عارضت ثورة 30 يونيو، أو أبدت مواقف ملتبسة تجاهها هى الآن فى حيرة من أمرها، فقد راهنت على فشل الاستفتاء، وأنه لن يلقى أى قبول أو مشاركة من المصريين، لكن كانت الصفعة قوية من جانب المصريين لهؤلاء، ممن يعيشون هذه الأيام أصعب أيامهم.. واشنطن وبرلين وأنقرة والدوحة وتونس وغيرها من العواصم التى ساندت إرهاب الجماعة ضد إرادة المصريين أصيبوا أمس بحالة من الذهول.. أذهلهم المصريون، وأخرسوا ألسنتهم.. باتت الصورة الآن واضحة أمام العالم أجمع، لا مجال للتردد.. هذه ثورة شعبية جاءت لتصويب مسار ثورة 25 يناير التى اختطفت من جانب الإخوان بمساعدة خارجية، ومباركة من بعض شباب الثورة ممن افتقدوا الخبرة السياسية التى تمكنهم من فرز المواقف، فوقعوا فريسة لأطماع الإخوان وأنصارهم.
يقينى يقودنى أيضًا إلى أن هذه الدول ستكون مضطرة لمراجعة موقفها من مصر الثورة، فالمواقف الملتبسة لا مجال لها، ولم يعد أمامهم الآن سوى الاختيار بين مصر أو جماعة فقدت بريقها وكشف المصريون زيفها وكذبها.. ستعمل هذه الدول على تحسين صورتها، وتحاول التقرب من مصر، وتلفظ على مراحل الجماعة الإرهابية، لذلك علينا الاستعداد لهذه المرحلة، وتحديد موقفنا من هذه الدول، هل نتقبلهم أم نجعلهم كما هم الآن ملفوظين شعبيًا ورسميًا؟